فاتن قبيسي|
كفيفة وراقصة؟! لم يبدُ ذلك منطقياً في البداية. قلنا انها فكرة ضعيفة، ولا يُبنى عليها مسلسل.. ولكن مع توالي حلقات “نفس”، جعلتنا دانييلا رحمة نقتنع شيئاً فشيئاً.
“روح” شخصية صعبة التجسيد، تحتاج الى جهد مزدوج:
الأول: التركيز على النظرة الفارغة والتائهة لفتاة بدأت تفقد نظرها تدريجياً منذ سن ال16 عاما، ليكون جل الأداء مرتكزاً على ملامح الوجه بالدرجة الأولى. العيون عادة تقول الكثير، لها لغتها التي تختصر أحياناً الكثير من الحوارات في الدراما، لكنها في هذا العمل هي ورقة مفقودة في لعبة الأداء. ومع ذلك تنجح دانييلا في ايصال كل ما تريد قوله بوجهها، بحركة يديها، وحتى مشيتها ..
دانييلا رحمة كفيفة في “نفس”: “عيني تعرّضتُ فعلياً لحادثة”

اما الجهد الثاني فهو رقص الباليه الحديث، وهو جهد ليس بسهل بالنسبة الى فنان، عليه ان يركز بالعادة على أدواته كممثل. هذا عبء اضافي، بل لنقل مسؤولية أخرى. ولا شك ان دانييلا خضعت لفترة تمارين ليست بقصيرة لتقدم هذه العروض الراقصة بإحتراف. علماً انها كانت قد فازت منذ سنوات في برنامج “الرقص مع النجوم”، الا ان ذلك لا يعد كافيا لتقديم من نراه اليوم على الشاشة.
تبدو دانييلا هنا كفراشة تطير، جسدها يطيع بانسيابية روحها الحالمة وراء عينين مطفأتين، ترقص بطريقة متمكنة بلا إرباك وبلا مغالاة.
و”روح” التي ترى الحياة ظلالاً معتمة، تغدو كطفلة حياتها زهرية عندما تسمع مديح من حولها واطراءاتهم، بسبب إنقاذها عرضاً راقصاً من الفشل، بعد ان تحل محل راقصة كسرت قدمها على المسرح. ردات فعلها في تلك اللحظة تتحول الى ضحكات طفولية غامرة، فهي تسمع بأذنيها نظرات الإعجاب بدل ان تراها، وتتفاعل كعصفور خرج للتو من القفص.
دانييلا رحمة ممثلة مجتهدة منذ البداية.. ويليق بها شخصية الفتاة الرومانسية كما في مسلسل “نفس”، تعشق حبيبها من دون أن تراه وتدافع عن حبها بوجه أهلها، في ظل أحداث، وإن اتسمت بشيء من البطء، الا أننا نأمل بأن تُستكمل على نحو يُراهن عليه.
“نفس” يشارك في بطولته كل من عابد فهد ومعتصم النهار، اخراج ايلي السمعان، كتابة ايمان السعيد، انتاج “الصباح اخوان”. تعرضه mtv في الثامنة والنصف مساء كل يوم، ومنصة “شاهد”.
شاركنا النقاش