"توب شيف" بموسمه الثامن.. "بهارات" بصرية الى درجة الإبهار

فاتن قبيسي|

ليس مبالغا القول بأن انطلاقة الموسم الثامن من برنامج “TOP CHEF” كانت تنطوي على شيء من الإبهار. دقائق سريعة تمر بكثافة ورشاقة تختزل حكاية الزمان والمكان وتفاصيل “المعركة” التنافسية التي يخوضها 15 مشتركاً. دقائق تم تنفيذها على نحو فني وتقني إحترافي عالِ، لا تنفك عينك تبقى معه ثابتة على الشاشة.

برنامج تنافسي عن الطبخ تحوّلت مقدمته الى ما يشبه فيلماً قصيراً بأجواء هوليوودية. الصورة قُدمت بالابيض والاسود، والموسيقى المختارة تنذر بالخطر الآتي على متن الرحلة الأسبوعية، وربما بـ”الرعب” الذي تفرضه القواعد الصارمة. السيناريو الذي وضع للانطلاقة، فيه جرعة مستوفية من الترقب والمغامرة، بدءاً من اعلام لجنة التحكيم بخبر وصول المشتركين، ومراقبتهم من بعيد وهم يدخلون الى المكان، وصولا الى إطلاق “جرس” الإنطلاق عند السابعة والنصف صباحا، وذلك في اطار مشاهد كلها مرسومة بعناية.

انه المعكسر، حيث لا مجال للنوم على حرير، والمتسابقون يمشون مشية انضباط وعسكر، فالمهمة تحتاج الى جنود أقوياء، وكأنهم لا يطبخون بل يحاربون. صيغة أقرب الى الدراما هنا، فتتسلل روح الحماس الى المشاهد أيضاً بقوة. وأعضاء لجنة التحكيم (مارون شديد، بوبي شين، ومنى موصلي) هم هنا جنرالات في معسكر، ولا سبيل للمهادنة معهم. تقول منى موصلي: “لا مجال للروتين، وفي كل لحظة مفاجآت تقلب المعادلة، لا مجال للضعفاء في توب شيف”.

المكان هذا العام هو قرية الإعلام في “نيوم”، (“نيوم” محرك مهم للتغيير الاقتصادي في المملكة وفقاً لرؤية 2030)، حيث تم فيها تدشين ما يشبه المدينة الصغيرة للبرنامج، استديوهات برؤية متطورة، الى جانب سوبر ماركت ضخمة تحمل مكونات الطبخ الى المشتركين، بعد ان كانوا في المواسم السابقة يذهبون الى الخارج للتبضع. كل شيء هنا أكثر راحة، ولكنه اكثر صرامة ايضا.

وبين هذا وذاك، تلفتك التقارير المحبوكة والممنتجة بأناقة ومهارة عالية. ويكون الفريق المتكامل ما وراء الكواليس حاضرا دائما امام عينيك من خلال لمسات التصوير والإضاءة والمونتاج والاخراج.

وأخيرا، يمكن القول بأن الموسم الثامن من “توب شيف” تخطى التوقعات بالنسبة الى القفزة التي حققتها من خلاله mbc بمعايير عالمية، وذلك بعد التطور التدريجي الذي شهده البرنامج في المواسم الثلاثة الأخيرة .

يشار الى ان المتسابقين هم: أميديو حايك، وكارل زريق، وربى عساف من لبنان، ياسمينا أحمد، وأميرة إلهامي، وشهاب مدحت من مصر، وائل اليزيدي ورغد حمزة من السعودية، علاء الدين زيتون وسيف الدين شعباني من تونس، راكان البريجي من الأردن، غيداء عوني، وأمين النورة من المغرب، وردة عتيق من البحرين، وأحمد رشيد من فلسطين.