في قرار مفاجىء، اوقفت “دويتشه فيله”- DW (المؤسسة الإعلامية الدولية لجمهورية ألمانيا الاتحادية) امس الجمعة، أربعة موظفين عن العمل، الى جانب متعاون من الخارج، لزعمها بأنهم عبروا عن آراء معادية للاحتلال الإسرائيلي وللسامية. وتم ايقاف هؤلاء الأشخاص عن العمل إلى حين الانتهاء من التحقيق. من بينهم الزميل باسل العريضي الذي كان يعمل في فترة سابقة في محطة “الجديد”، وعرفه اللبنانيون من خلال شاشتها.
وشددت “دويتشه فيله” التي تمولها الحكومة الألمانية، في بيان لها، على أن موظفيها كلهم “ملتزمون بالإخلاص لقيم واستراتيجيات المؤسسة الألمانية، سواء داخلياً وخارجياً. من بين هذه القيم اعترافها الواضح بحق إسرائيل في الوجود، إضافة إلى الموقف الواضح ضد معاداة السامية. وتنطبق هذه السياسة أيضاً على الحسابات الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي.
واشارت في بيانها، بأنها قامت بتحقيق مستقل حول اتهامات تضمنها مقال صحيفة ألمانية بحق موظفات وموظفين في القسم العربي، بالإضافة إلى موظفين أحرار تابعين لها خارج ألمانيا.
وقال رئيس المؤسسة بيتر ليمبورغ في البيان: “تمكنت (دويتشه فيله) من الاستعانة بكل من وزيرة العدل الألمانية السابقة زابينه لويتهويزر شنارنبرغر، والأخصائي النفسي أحمد منصور، وهما شخصيتان معروفتان يتفق مسارهما المهني مع هذه المهمة بشكل خاص”.
الموظفون المستهدفون
ويأتي هذا التحقيق من جانب المؤسسة رداً على تقرير نشرته صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ذكرت فيه أن عدداً من العاملين في القسم العربي في “دويتشه فيله”، وكذلك أحد المدربين الذي يعمل بشكل مستقل مع المؤسسة، قد نشروا في السنوات الماضية تعليقات “معادية للسامية” على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام أخرى. ونُشرت تلك التصريحات على حسابات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وحُذف بعضها لاحقاً.
باسل العريضي احد الذين استهدفهم تقرير “زود دويتشه تسايتونغ”، كان عُين مديراً لمكتب “دويتشه فيله” في بيروت العام 2019. الصحيفة الألمانية نبشت تغريدة محذوفة للعريضي تعود لالى حزيران (يونيو) العام 2014 ، قال فيها إن كل من يتعامل مع الإسرائيليين خائن ويجب إعدامه.
وذكر تقرير الصحيفة الألمانية المحرر مرهف محمود، الذي زعم أنه كتب منشوراً على “فيسبوك” في 2017، تحدث فيه عن مقاطعته حديثاً مع امرأة في مقهى، بعدما علم بأنها يهودية. وزعم أنه في منشورات أخرى أنكر محرقة الهولوكوست.
كما شمل التقرير الخبير في مجال إدارة الإعلام الصحافي إبراهيم داوود، الذي يشارك في دورات تدريب تنظمها “دويتشه فيله” في بيروت، إذ اتُهم بأنه غرد مرات عدة منكراً حدوث محرقة الهولوكوست، وبأنه وصفها بالكذبة. ذكر التقرير أيضاً شقيقه محمد، الذي يشغل منصب رئيس مكتب أخبار الشرق الأوسط في “دويتشه فيله”. اذ كشف التقرير ان محمد كان يعمل في صحيفة “الديار” التي وصفت بأنها تابعة لـ”الحزب السوري القومي الاجتماعي” الذي “يستلهم مبادئه من النازية”، وأن إبراهيم كان يكتب في صحيفة “الأخبار” المؤيدة لـ”حزب الله”، بعد انتقاله إلى برلين للعمل في “دويتشه فيله”.
وذكر التقرير أيضاً صحافية اسمها فرح تعمل في برنامج “مسائية” الذي تذيعه “دويتشه فيله”، وزعم أنها كتبت في موقع “رأي اليوم” العربي أنها مستعدة للانضمام إلى صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) إذا أعلن عناصرها استعدادهم لتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي.
شاركنا النقاش