فاتن قبيسي|
رحل الزميل مروان عساف. المصور الذي واكب بعدسته اهم الاحداث اللبنانية منذ التسعينيات وحتى الرمق الاخير، الذي لم تغادره كاميرته يوما ولم تغدره ابتسامته التي لا تغيب، حتى في احلك الظروف التي عرفها.
بعد أيام من إصابته بجلطة دماغية، أصيب مروان بالتهابات رئوية وتناقص الأوكسيجين في دمه، حتى فارق الحياة فجراً في مستشفى “عين وزين” في الشوف.
من عرف عساف، من زملائه في صحف “السفير” و”الاخبار” وصولا الى محطته الاخيرة في “النهار”، يدرك بأنه فعلا صاحب القلب الطيب. هي ليست عبارة يتم تردادها في الساعات الاخيرة، لتكريمه في وفاته، انه فعلا صاحب قلب كبير يتسع للجميع، وكريم، ومبادر الى المساعدة.
لطالما تناول عساف ضغوطات الحياة ومشقاتها بالنوادر والضحكة. تعلّق بعمله واخلص لكاميرته وكان وفيا لزملائه واصدقائه. عرفناه عن كثب في “السفير”، مبادرا دائما الى التحية بمودة، وإن على عجل، ومهرولا في مهمة صحافية لاقتناص اللقطة الاجمل، والصورة الافضل. دراجته النارية كانت عابرة لزحمة السير، وحليفه المهني الذي لا ينفع معه تأخير عن التقاط الحدث.
منذ سنوات وصلنا ان مروان ربح جائزة اللوتو.. انتشر الخبر بين الاعلاميين، وفرحنا له يومها بقدر ضائقته الاقتصادية التي كان يستشعرها كل من حوله، لا سيما وانه كان معيلا لوالديه.. كم كانت تلك الجائزة عادلة ومنصفة هذه المرة!
مروان عساف (من مواليد 1967)، ذلك الشاب القوي البنية، الممتلىء، يحمل قلب طفل صغير، لطالما تعارك مع الحياة من خلاله، فكانت تغلبه احيانا، لكنه كان في كل مرة يعود الى المواجهة بنفَس اطول، وقلب أوسع .
هذه المرة، لم يقو على الصمود.. رحل تاركا في نفوسنا الذكرى الطيبة، والحضور خفيف الظل، والتحيات الرقيقة، والمحبة الوافرة.
مروان عساف.. لروحك الرحمة،، ولأهلك الصبر والسلوان.
شاركنا النقاش