فاتن قبيسي|
اطل الاعلامي مرسال غانم امس، في ختام موسم برنامج “الاحد منحكي” على محطة MTV. الملفات كثيرة ودقيقة في ظل الحملات العنيفة على “السوشيل ميديا” ضد غانم، واتهامه بالتواطؤ مع حاكم مصرف لبنان وبعض الزعماء. وفي ظل الكلام عن انفصال مهني بينه وبينه اخيه جورج غانم مؤخرا، واتهامهما بالعمل لصالح المصارف.
طرحت جيسكا عازار اسئلتها التي شملت الجانبين المهني والعائلي، ولعلها احاطت بكل الجوانب بما يمكن اعتباره بأنه كان الإعداد الافضل من بين حلقاتها. كما يمكن القول بان الحلقة كانت غنية، وفيها محطات عدة يجدر التوقف عندها. وابرزها “تحميل كل من يركب لي الملفات عبر “السوشيل ميديا” “مسؤولية امني الشخصي لأنه يعرضني للاغتيال الجسدي. تماما كما حصل مع الرئيس الراحل رفيق الحريري”.
ونفى انتماءه الى “القوات اللبنانية” والى اي حزب سياسي آخر، كما اعلن عن البدء بكتابة مذكراته بمضمون سيفاجىء الناس.
قدم غانم اجابات مركّزة على الأسئلة، مرتكزا الى ثقة كبيرة بالنفس، وخبرة مهنية طويلة، الا ان ثمة ملاحظتين يمكن الاخذ بهما: الاولى عاطفية والثانية تقريرية.
1-يسجل لغانم انه امتلك جرأة التعبير مرات عدة خلال الحلقة عن عاطفته المستمرة تجاه محطة LBCI ورئيس مجلس ادارتها بيار الضاهر، رغم المنافسة الشديدة الموجودة بين LBCI و MTV ، وبين بيار الضاهر وميشال المر. وهي منافسة وصلت احيانا الى حد المناكفة.
2- لم يجد غانم حرجا في الدفاع عن معظم رموز الطبقة السياسية وحاكم البنك المركزي والمصارف، في حين ان الثورة التي يعلن انه ينتمي اليها ويقدم برنامجه منبرا لها، إنما هي موجهة ضد هؤلاء تحديدا، فكيف يمكن التوفيق بين اعجاب غانم برموز سياسية ومصرفية اوصلت لبنان الى الانهيار – بمعزل عن كيفية توزيع المسؤوليات- وبين رفعه لواء ثورة 17 تشرين واحتضانه للناشطين فيها؟
ولعل اكبر مفاجات التعبير لدى غانم، عندما كان يدلي برأيه في الزعماء بالأسماء، هو ما قاله عن النائب السابق وليد جنبلاط على سبيل المثال، اذوصفه بـ”الطفل”!!
وهنا اهم ما دار في الحلقة:
رأى مرسال غانم الذي الغى حساباته على “السوشيل ميديا” بسبب الحملات المثارة ضده، ان “وراء هذه الحملات مكنات إعلامية وحزبية، بسبب انطلاقة هامة حققها بـ”صار الوقت”، وهو ما ازعج كثيرين، وتسبب بجنونهم، وانا سعيد بذلك. واذا البرنامج سيء الى هذه الدرجة فلماذا يتابعونه منذ 25 سنة على LBCI، ومنذ سنتين على MTV؟ “
وردا على سؤال قال: نحن لا نطبل للسياسيين، بل فتحنا لهم بابا للكلام، تماما كما فتحنا بابا للناس. لأول مرة يكون هناك مواجهة مباشرة بين المواطن والمسؤول. وثمة خلايا اساسية من الثوار شاركوا في “صار الوقت” وهذا فخر لنا.
واضاف: ليس بالضرورة ان نحوّل كل حلقة الى حلقة ادانة للسياسيين، فلهؤلاء وجهة نظر يجب ايصالها. ونحن لا نجري لهم محاكمة. والناس هي من تقرر المتابعة من عدمها.
وردا على سؤال قال غانم: اذا كان جمهور “تيار الوطني الحر” وجمهور “حزب الله” بأنهم مع احترام الرأي الآخر وضد الاغتيال السياسي الذي عانوا منه، نقلهم بأنه اهون شي تركييب الملفات، ومع انهم عانوا من الاحتلال السوري، لكنهم تعايشوا مع الجلاد وتعلموا الجلد منه، بما يذكر بمتلازمة “ستوكهولم”. ان طريقة تركيب الاخبار عبر “السوشيل ميديا” تذكر يايام تركيب الملفات ايام الاحتلال السوري. احد ضباط المخابرات السورية ركب مرة ملفا ارسله بكاسيت الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعرف الاخير عندها بان هناك محاولة لاغتياله جسديا. وانا أحمّل اي شخص يركّب هذه الملفات لي مسؤولية امني الشخصية لانه يعرضني للاغتيال بالجسد.
واردف: اعرف ان الجنرال ميشال عون منفتح، ومثقف ومؤمن بحرية الانسان، ولا اعتقد ان من يشنون حملة ضدي اليوم عبر “السوشيل ميديا” ينتمون الى ميشال عون، هؤلاء مضللون. ولدي معلومات وتسجيلات للجيش الالكتروني حول كيفية تحركهم. هذه ليست مدرسة الجنرال ميشال عون. وقال جبران باسيل لي بأنه لن يتدخل لأنه “مش طالع بايده”. وانا مع احترامي الشخصي بعرف انه “بيطلع باديو”. فالحملة تطال عائلتي وامي .. ولا اسمح بذلك.
وعما اذا كان قواتيا اوضح غانم: لست “قوات لبنانية”، ومنذ اشهر قليلة فقط عملت علاقة مع سمير جعجع. لا انتمي سياسياً لاحد، انتمي فقط لمدرسة الحريات وحقوق الانسان.
وفي سياق أخر قال مرسال غانم: عندما غادرت LBCI ، حرام بعض الزملاء ممن دخلوا حديثا الى اللعبة التلفزيونية صاروا يطلوا مرارا على شاشة المحطة، وتحدثوا عن المطبلين والمزمرين على مدى 25 سنة في المحطة. اذا كنت “هالقد فاسد” لماذا أبقاني بيار الضاهر في مؤسسته 25 عاماً؟ (..) وما زالت علاقتي جيدة جدا به لغاية اليوم. وانا لست ممن يشرب من البئر ويرمي به حجرا.
وعن سبب مغادرته المحطة قال: بدأت اشعر انني كطير يفقد جوانحه. لم نعد انا وبيار الضاهر نفهم على بعضنا البعض. هو شعر بأنني “ضايج” وانا شعرت بأنه لا يمكنه ان يتخطى امكاناته سواء المالية اوالادارية. علما انني كنت من اكثر الاشخاص المعززين ماديا في المحطة. واشكر هنا الضاهر وبيار الشويري. فراتبي كان الاعلى في لبنان بين الاعلاميين.
وعن وصفه هو وشقيقه جورج غانم بانهما يشكلان “بوقا” للمصارف، انفعل غانم وهو يرد بقوله: جورج غانم اكبر واشرف واهم من ان يلصق به احد اي تهمة. هو بوصلة سياسية ومعنوية، وقيمة مضافة للبنان. وليس لاحد ان يعلق على كعب “صبّاطه”. مسيرته تشرف بلدا بكامله. وانا متوتر ليس من الحملة ضدي، بل لانها تطال جورج ايضا.
كما نفى ما ذكره بعض الاعلام عن خلاف مهني وقع بينه وبين جورج، لعدم ظهور الاخير في الحلقة السابقة. ووصف هذا الكلام بأنه حفل نكايات وافتراء وشحن، مؤكدا ان جورج توقف عن الظهور بعدما شعر لوهلة بالقرف من الوضع العام، وشعر بان الكلام لا يفيد، ولا يقدم ولا يؤخر، معلنا بان شقيقه سيطل معه في حلقة الخميس المقبل على الهواء.
وعن علاقته بانطون الصحناوي صاحب مصرف SGBL، اوضح غانم بأن صداقة عمر تربطه بالرجل. وقال: افتخر بدوره في لبنان. منذ سنة او سنتين ادخل الى لبنان مليار ونصف المليار دولار. وكان الاجدر ان يكرم لا ان ينتقد. وارتبط اسمي باسمه جراء عقد عمل بيني وبين SGBL منذ ثماني سنوات، وكنت وقتها ما زلت في LBCI، وبيار الضاهر يعرف ذلك، ولا يتعارض هذا العقد مع منهجيتي في العمل.
اما عن حلقته مع الحاكم رياض سلامة والجدل الذي اثير حولها، قال مرسال غانم: كان رياض سلامة يدعو دائما الى اصلاحات.. وهو اليوم يديّن الدولة رواتب الموظفين، وقام باجراءات سابقا تمنع انهيار الليرة، بما جعلنا نربح “بونس” في هذا المجال على مدى 25 عاما. ومن يطالبه ويحاكمه اليوم، يناشده في الوقت ذاته للتدخل في سعر صرف الليرة.
واضاف: كان يفضل سلامة ان تبث الحلقة من مكتبه، ولكنه عاد وامتثل لمتطلبات البرنامج بضرورة الاطلالة من الاستديو. وقمنا بتسجيل الحلقة قبل ساعتين، احتراما للوضع الامني لعدم تعريضه للخطر ( من قبل المتظاهرين). واستغرق اعداد الحلقة عشرة ايام، وقد طرحنا الاسئلة العلمية، وانتقدنا بسبب عدم طرح الجمهور لأسئلته، ولكننا طرحنا اسئلة الناس بعيدا عن العاطفة والصراخ والشتائم.
واعلن غانم بأنه بدأ بكتابة مذكراته، و”فيها فصول كثيرة يتفاجىء الناس. وتتضمن تاريخي المهني، واسرارا وكواليس. وفي اللحظة التي اترك فيها المجال الاعلامي سأقول كل شيء، لكن انا اليوم لا يمكنني.. والحصة الاكبر من الكتاب ستكون عن LBCI، التجربة المضيئة، ومدرسة LBCI، التي ما زلت اتشرف بها مع بيار الضاهر”.
وردا على تسميته “حكومة دفن الموتى”، وما اذا كان ثمة استثناءات ايجابية بين الوزراء، اختار غانم وزير المالية غازي وزنة الذي تستحق انتفاضته الاخيرة لمصادرة صلاحياته كل التقدير برأيه، لا سيما وان وزراء ومستشارين حاصروه لهدف ما، الى جانب وزير الطاقة ريمون غجر ، ووزير الخارجية ناصيف حتي، الذي وصفه بأنه “من اهم الاكاديمين”.
وردا على سؤال لفت غانم الى “ان الرئيس الراحل رفيق الحريري كان عرض غلي النيابة، كما عرضت علي مناصب وزارية. ولكنني لم افكر يوما بذلك، انا مكتفٍ كاعلامي. وقد خضعنا كغيرنا لاجراءات مالية معينة مثل الحسومات على الرواتب، بسبب الوضع المستجد. وهذا طبيعي. وسيأتي وقت لأنسحب في العتمة من المجال، ليس دائما يفترض بنا ان نكون تحت الأضواء، لنعطي فرصة للجيل الجديد”.
وردا على سؤال عن السيدة فيروز، قال غانم: فيروز هي لبنان. وقد احبني الله لاني جالستها يوما. وآخر مرة سمعت فيها صوتها عندما قدمتْ لي العزاء بوفاة والدتي. وليس هناك افضل من الاستيقاظ صباحا والسماع لصوت فيروز وهي تغني لبنان العنفوان والجمال.. لبنان الكرامة
شاركنا النقاش