ضياء عبد الوهاب|
حمل كعادته مسلسل “Black Mirror” في موسمه الخامس أفكاراً تتعلق بالتقنيات الالكترونية الحديثة ودورها السلبي في حياتنا، لكنها لم تكن بقوة الأفكار من حيث الجوهر واستشراف المستقبل التكنولوجي كمثيلاتها في المواسم السابقة.
ويبدو أن هذا الأمر أدى إلى انخفاض تقييمه على مستوى النقاد مقارنة مع المواسم السابقة، ومع ذلك ما زال يحظى بشعبية لدى المشاهدين أدت إلى إحرازه المرتبة الثانية على منصة IMDb بعد مرور أقل من أسبوعين على طرحه من قبل “نتفليكس”. الشبكة الحاصلة على حقوق إنتاجه وبثه من القناة الإنكليزية الرابعة منذ الموسم الثالث. ويتضمن الموسم الجديد ثلاث حلقات لكلٍ منها قصة مستقلة وأبطالها كما جرت العادة.
جاءت الحلقة الأولى بعنوان “Striking Vipers”، وتحكي قصة “داني” و”كارل” وهما صديقان قديمان يلتقيان بعد عشر سنوات في حفل عيد ميلاد “داني”. وأصبح لكل واحد منهما حياة جيدة ومستقرة، “داني” تزوج ورزق بولد، و”كارل” لديه صديقة جميلة وعمل جيد. لقاء يعيد ذكرياتهما في إحدى ألعاب الفيديو المفضلة التي كانا يلعبانها وهي لعبة ” Striking Vipers”. ولكن الآن أصبحت اللعبة أكثر تطوراً، حيث أصبحت تُلعب عن بعد وفي واقع افتراضي يعيشانه كأنه حقيقة، وتؤدي إلى تعلق اللاعبيْن ببعضهما البعض داخل الواقع الافتراضي، الذي تكون عواقبه وخيمة على حياة كل من الصديقين الواقعية.
الحلقة الثانية كانت بعنوان “Smithereens”، وهو برنامج للتواصل الاجتماعي صُمم بطريقة تؤدي إلى الإدمان عليه. في حالة بطل القصة “كريس” يؤدي إدمانه على برنامج “Smithereen” إلى حدث يقلب حياته كلها بالكامل، ويتخذ قرارات بالخطف والقتل في محاولة للتخلص من مأساته. وكانت نتيجتها سلسلة من الأحداث بدون نهاية (نهاية مفتوحة). وقد حققت هذه الحلقة التقييم الأعلى بين الحلقات.
أما الحلقة الثالثة وكانت بطلتها المغنية “مايلي سايرس” بدور “آشلي”، والممثلة الشابة “أنجوري رايس” بدور “ريتشل”، فكان عنوانها “ريتشل، جاك، وآشلي توو”. وتلعب فيها “سايرس” دور مغنية مشهورة “آشلي” تتحكم بها عمتها التي تتولى إدارة أعمالها الفنية وحفلاتها، وعندما تحاول “آشلي” التخلص منها، تقوم عمتها بوضعها في غيبوبة للاستفادة من التقنية المتاحة، في محاولة لاستخراج كلمات أغاني من دماغ “آشلي” من دون تدخلها. أما “ريتشل” فهي من أشد المعجبات بـ”آشلي” وأغانيها، فتسعى لإنقاذها من ورطتها بمساعدة أختها “جاك” و روبوت “آشلي توو” الذي يمثل نسخة مطابقة عن دماغ “آشلي”.
ومع أن الحلقة حازت على أقل رصيد من التقييمات مقابل باقي الحلقات، إلا أن أداء “مايلي” كان جيداً، وأعاد لنا لمحات من مسلسلها الشهير “هانا مونتانا” العام 2006، وكان لمشاركتها دور في رفع نسب المتابعة.
ويعود الفضل في كتابة حلقات المسلسل إلى “تشارلي بروكر” مبتكر فكرة المسلسل برمتها. وأخرج الحلقة الأولى “أوين هاريس”، والثانية “جيمس هاوز”، والثالثة “آن سويتسكي”.
شاركنا النقاش