دمشق: آمنة ملحم|
بعد مرور حوالى عشرة أيام على بدء المنافسة الدرامية الرمضانية، يحمل المشهد عموما نوعا من الرضا الجماهيري على عدد من الأعمال السورية لهذا الموسم، فيما يعتبر البعض أنه بداية عودة قوية لها بعد سنوات عجاف مرت عليها.
ورصدا لما يخطه الجمهور عبر “السوشيل ميديا” منذ اليوم الأول للعرض، لم يكن صعبا تلمس القبول الجماهيري الكبير الذي حظي به مسلسل “دقيقة صمت” للكاتب سامر رضوان والمخرج شوقي الماجري.
فمنذ الحلقة الاولى بدأت مواقع التواصل الاجتماعي تتناول العمل، ولم تكن حالة شبه الإجماع على اهميته واختلافه وتماسك حبكته منطلقة من “الفانز” فقط هذه المرة، بل لم يتردد أهل الاختصاص والاعلاميين والنقاد من ابداء الإعجاب بالنص وبأداء الممثلين فيه.
الاعلامية زينة يازجي غردت عبر “تويتر” مبدية اعجابها بأداء الفنان فادي صبيح لشخصية أبو العزم”: “بما انو الكل عم يتغزل بالنجوم ويضع ترشيحاته.. اسمحوا لي أن أهدي اعجابي للفنان السوري فادي صبيح، حضوره يصنع فرقا ودائما له طعمة خاصة تشدك إلى الواقع حد النهاية، ويتسلل إليك خيال ابتسامة مهمت قست الحكاية”.
ومع انطلاقة العمل جاء مقال الناقد ماهر منصور متناولا لخصوصية ما يخطه الكاتب سامر رضوان في الدراما ومما جاء فيه “القلم المشاغب يبحث عن المخبوء والخاص، وهاتان الصفتان هما أهم عوامل العمل الدرامي”، وهاتان هما صفة دراما رضوان الأساسية في دقيقة صمت وهو يوثق بطريقته الخاصة للواقع ويكتب بحد السكين من دون أن يغادر الدراما وأحكامها”. ليعود منصور ويسجل عبر صفحته على “فايسبوك” بعد مرور عدة حلقات من العمل اعجابا بأداء الممثل فادي صبيح: “لا نحتاج لقراءة نص دقيقة صمت لتلمس آثار الانتهاك الذي طاله من قبل الجهة الإنتاجية .. حادثتا اغتيال على الاقل لنص الرجل لم يبدد مرارتهما الا اطلالة فادي صبيح .. واهلين يا إنسان”.
الصحافي احمد الدرع كتب ايضا “لو لم اعرف مسبقا ان كاتب مسلسل دقيقة صمت هو سامر رضوان …لكنت ظللت ابحث عن اسمه عند انتهاء وبداية كل حلقة …اسلوب سامر معروف .. وابداعه يسبقه .. طبعا هذه نظرة مبدئية واتوقع ان المكتوب باين من عنوانه …والعنوان هنا هو : الابداع”.
كما لم يخف الصحافي حسام لبش اهتمامه بالعمل منذ بدايته فكتب ايضا: “لا قاعدة تقول إننا بحاجة لمشاهدة بضع حلقات لنحكم على الصمت.. فقط ومن حلقة واحدة شاهدتها من مسلسل دقيقة صمت، كُسرت عندي قاعدة النقد.
سامر رضوان بقلمه المبدع على الدوام، يكسر كل القواعد السابقة ويمنع ببساطة تنفيذ النقاد لأدنى سطر نقدي.
ما الذي شاهدناه؟.. إنه ببساطه اختراق يفوق ما بعد بعد الإبداع.
دقائق قليلة على بدء الحلقة الاولى، كانت كافية لإشغال الفكر والتفكير بسؤال: إلى أين ستذهب بنا يا سامر؟
أعرف أن كلماتي لن تنصف هذا العمل، وانا المعروف بنظرتي السلبية التي تطاردني لكثرة الأعمال الهابطة المكتوبة بأقلام رصاص يمحى فيها المشهد من الذاكرة قبل أن ينتهي على الشاشة.. لكنني قادر على بث الطمأنينة في نفسي ونفوس المنتظرين لعودة الدراما السورية إلى ألقها، فأقول بأن دقيقة صمت يبشر بإعادة الدراما السورية إلى السكة الصحيحة، سكة حديدها صلب من خلال سيناريو وقع عليه المبدع المختلف الساحق لنصوص شوهت كل جميل في درامانا ومجتمعنا…
أبدعت يا سامر.. أبدعت.. أبدعت.”.
ولم يكتف لبش بالحديث مرة واحدة عن العمل بل عاد ليكتب مجددا مارا على أداء الفنانة رنا شميس. أعطوها مزيداً من الفرص لتستمعوا.. رنا شميس”.
وعبر “تويتر” غرد الناقد اللبناني جمال فياض: “دقيقة صمت” ليس مسلسلا عابرا.. وسامر رضوان ليس كاتبا مألوفا.. وشوقي الماجري ليس مخرجا مكررا.. وعابد فهد ليس ممثلا عاديا.. وكل مافيه يمس القلب والعقل.. الخلاصة أننا امام دراما مبهرة تنقل الصورة بكل هدوء وواقعية بدون رتوش وتجميل”.
كما كتبت الصحافية المغربية زهيرة حمامي عبر “فايسبوك”: “عندما وصلت الدراما السورية التي إزدهرت واكتسحت في فترة سابقة الساحة الفنية العربية لمرحلة حرجة من الهبوط والتسطيح، وتولى المشهد طائفة من ذوى المواهب المسطحة والأسماء المتطفلة على العمل الفني من الكتاب والممثلين والمخرجين… تشاهد اليوم “دقيقة صمت” لتدرك أن الدراما السورية حقا تتعافى، تنتفض على واقعها لتعود كما هي عميقة، حية بكل مشهد فيها..
عندما يكتب “سامر رضوان” يمكنك أن تدرك أنك في حضرة نهضة درامية سورية تصحح المسار نحو الأصل.. “دقيقة صمت” يعيدك إلى الدراما السورية قبل الهبوط”.
شاركنا النقاش