فاتن قبيسي|
حملت الفنانة رويدا عطية الق حضورها الى شاشة LBCI امس. كان اختيارا موفقا للضيفة في برنامج “لهون وبس”. فنانة اطلالاتها التلفزيونية قليلة، لكنها غنية وتترك اثرا. تماما كصوتها الذي يبقى يرن في اذنك حتى بعد انتهاء الغناء.
اطلت عطية بعد فترة غيابٍ لدواعي الامومة. تحدثت قليلا عن طفلها “زين”، وعن عودتها الى الغناء اثر اجازة “عائلية”. رصينة كعادتها، غير مغالية ولا متصنعة. لكن سحر صوتها يغلب كل ما فيها من خصال.
انها افضل من غنى للراحلة صباح. لا نغالي في ذلك. تجيد اطلاق “الاوف” الخاصة ب”الشحرورة”، الطويلة النفَس والهادرة. تماما كما أجادت امس بالموال الذي غنته لها، مسبوقاً بأغنية “تعلى وتتعمر يا دار”. الأغنية التي تليق فعلا بصوت عطية.. بعد صاحبتها المطربة الكبيرة.
صوتها جبليّ هادر، ولكنه في الوقت نفسه يكتنز مساحة وافرة من الحنان. اداؤها طيع وانسيابي. ولكن رغم ميزات الصوت والاداء اللذين تتمتع بهما، الا انه يؤخذ عليها عدم توفيقها غالبا بالاغنيات التي تختارها. فمعظم اغانيها الخاصة لا تليق بصوتها وبوزنها الفني. هي تحتاج الى معايير اخرى لانتقاء ما يناسبها. وهي التي تحمل صوتا يتناسب مع كل الالوان الغنائية: الطربي، كما الشعبي والفلكلوري، العاطفي كما الثوري والوطني، وباللجهتين اللبنانية والمصرية وغيرهما.. كما تنقصها قوة الحضور على الساحة الفنية، الامر الذي يحظى به كثيرون من اهل الغناء اليوم، رغم تواضع اصواتهم، وضعف موهبتهم.
كانت الفنانة السورية موفقة في اطلالتها مع هشام حداد.. ومتمكّنة غنائيا. حتى أغنية “يلا تنام” الاشبه بالترنيمة الشهيرة التي تغنيها لطفلها “زين”، أدتها في حلقة امس بأساليب مختلفة تبعا لمقامات غنائية متنوعة. بدا المقدم كأنه يفهم تلاوين صوتها ومساحاته. طلب منها ان تغني للراحلين صباح وملحم بركات. قبل ان تطلق من البرنامج اغنيتها الخاصة الجديدة “كيفك يا حب”. اخبرتنا ان الأغنية اصبحت متوفرة على “انغامي” و”يوتيوب” وعبر اثير الاذاعات اللبنانية. وما يمكننا قوله بعد سماع الاغنية انها الافضل من بين ما غنته صاحبة “شو سهل الحكي” حتى اليوم، وتبدو بأنها بمثابة انعطافة لها في اختيارها اغنياتها الخاصة، قياسا الى لونها الغنائي السابق.
.. ولكن مع ذلك نقول ان صوت رويدا عطية يستحق من الكلام واللحن الافضل.. دائما.
شاركنا النقاش