ضياء عبد الوهاب|
ماذا لو أصبحت إحدى أهم حواسنا، والتي نعتمد عليها بشكل اساسي في حياتنا، هي السبب في إنهاء حياتنا؟ أو اننا سنضطر إلى الاستغناء عنها من أجل البقاء؟
هذه الفكرة الفريدة والأساسية لفيلم “Bird Box” (صندوق العصافير) ، الذي يتصدر قائمة أكثر الأفلام شعبية حتى الآن، حاصلا على نسب مشاهدة عالية على الرغم من أنه لم يطرح في دور السينما، وإنما قامت شبكة “نتفليكس” بتوزيعه عبر الانترنت حول العالم، وقد حصد عددا من المشاهدات في الأسبوع الأول من بثه هو الأكبر في تاريخ الشبكة.
يندرج الفيلم تحت تصنيف الخيال العلمي، وهو عبارة عن دراما تكشف لنا الطرق المختلفة التي يتعامل بها كل شخص عندما يشعر بعدم الأمان، وكيفية قدرته على التكيف مع الأوضاع التي يتعرض لها مهما كانت صعبة أو غير منطقية، كل هذا يخلق تشويقاً يبدأ من اللحظات الأولى للفيلم.
يبدأ الفيلم بنقطة زمنية تمثل الحاضر (لعدة دقائق)، ليعود إلى بداية الأحداث قبل خمس سنوات، التي أوصلت إلى هذه النقطة، ثم يتابع منها نحو نهاية الحكاية. ويتمثل الحدث الأساسي “المشكلة” بحوادث انتحار بالجملة تجتاح مناطق العالم كافة، يتبين أنها بسبب “مخلوقات” تؤثر على البشر من خلال رؤيتها، تجعلهم يتخيلون رؤى مؤلمة محزنة، تؤدي بهم إلى الانتحار مباشرة بأقرب طريقة أو وسيلة ممكنة.
تختبئ مجموعة من الناجين داخل أحد المنازل، من ضمنهم “مالوري” بطلة الحكاية، ويحاولون التأقلم مع بعضهم البعض، حيث أنهم غير قادرين على الخروج من المنزل إلا في حال ربط عصابة على العينين، حتى لا تؤثر بهم المخلوقات التي تتربص بهم. يكتشفون لاحقاً أن بعض الناس يتحولون إلى مساعدين لهذه المخلوقات، يعملون على جعل الناجين يفتحون عيونهم لهذا الشيء الجميل على حد تعبيرهم.
سنرى كيف ستهتم مجموعة الناجين ببعضها، وكيف ستؤمن ما تحتاجه من لوازم طعام وغيرها. وسنرى الصفات السيئة لبعضهم من أنانية وقسوة وكره، كما سنرى الصفات الجيدة لبعضهم الآخر من خلال التضحية والإيثار والحب، التي ستفضي في نهاية الأمر إلى جعل “مالوري” تقوم برحلة خطرة عبر أحد الأنهار معصوبة العينين برفقة طفلين، في محاولة يائسة للوصول إلى بر الأمان.
لكن أين “صندوق العصافير” من كل هذا؟ العصافير التي سترافق “مالوري” خلال معظم الأحداث، وتكون سبباً في نجاتها عدة مرات؟ وهل سيتمكن أحد من النجاة في هذه السلسلة من الأحداث المروعة؟ هذا ما سنعرفه عند متابعة هذا الفيلم الشيق.
يحمل الفيلم عنوان الرواية المُقتبس منها للكاتب الأميركي “جوش مالرمان”، والتي نشرها العام 2014، وكتب ” إرك هايسر” سيناريو الفيلم، وقامت “سوزان بير” بإخراجه. أما بطولته فكانت لمجموعة من الممثلين المتميزين ومنهم “ساندرا بولوك”، “تريفانت رودس”، “جون مالكوفتش”، “سارا بولسون”، و”توم هولاندر”. وقد ساهموا مجتمعين في النجاح الكبير للفيلم.
شاركنا النقاش