خاص: “شاشات”|
زياد الرحباني (1956) هو فنان لبناني شملت اهتماماته المسرح والموسيقى والأغنية الشعبية، بالإضافة إلى أعماله النقدية غير الفنية من برامج إذاعية ساخرة ومقالات صحفية، طالت المجتمع اللبناني والسياسة بكل أبعادها والمرأة والفن وساهمت في الكفاح لمجتمعٍ عادل. تقدّمي، علماني وديموقراطي حقيقي.
هو أولاً الابن البكر للسيدة فيروز والراحل عاصي الرحباني، أحد أهم مؤسّسي المدرسة اللبنانية الحديثة في المسرح الغنائي والأغنية الراقية والشعبية. درس زياد الموسيقى منذ صغره وأتقن الأصول النظرية الغربية والشرقية والعزف على آلتَي البيانو والبزُق بشكل أساسي. بدأ همّه الفنّي والإنساني العام يتكّون قبل سن المراهقة، فكتب ديوانه الشعري/النثري الأول والوحيد بعنوان “صديقي الله”، وتولّى والده عاصي نشره في العام 1968. بعدها بدأ بالتلحين والتأليف والموسيقى وكتابة النصوص الغنائية، فكانت له عدّة أعمال في هذا السياق قبل أن يعطي والدته أغنيته الأولى لها، “سألوني الناس” (من مسرحية “المحطّة” العام 1973) لتنطلق مسيرته بشكل جدّي بعد ذلك.
أولى مسرحياته حملت عنوان “سهرية” (1973) وكانت أقرب إلى المسرح الغنائي للأخوين الرحباني وفيروز، مع وجود لمسة خاصةً جداً، ما لبثت أن ظهرت في مسرحية “نزل السرور” في العام 1974. هذا العمل الذي بات اليوم الأكثر شعبية في تاريخ المسرح الشعبي اللبناني أو حتى المشرقي، سبق مباشرةً الحرب الأهلية اللبنانية (1975) التي شكّلت سريعاً اهتمام زياد الأول، سياسياً واجتماعياً وإنسانياً، وفي الوقت عينه باتت مصدر إلهامٍ نقدّي وفنّي له، بين البرامج الإذاعية (من بداية الحرب مع “بعدنا طيبين، قول ألله” وصولاً إلى نهايتها مع “يه ما أحلاكم”، مروراً بـ”العقل زينة”)، والأغاني الملتزمة (ألبوم “أنا مش كافر”، 1985) والتطوير الموسيقي (ألبوم “هدوء نسبي”، 1984) والمسرح الاجتماعي (“بالنسبة لبكرا، شو؟”، 1978) والسياسي (“فيلم أميركي طويل”، 1980) والسياسي/الفنّي (“شي فاشل”، 1983).
بعد الحرب، راقب زياد الرحباني المجتمع وتحوّلاته، فقدّم قراءته لما سنؤول إليه بعد فترة سِلم تعادل فترة الحرب، إن تمسّكنا ببعض العادات الاجتماعية، وأسرفنا في الميول إلى بعض الممارسات الشاذة التي لا تبدو مصيرية في الظاهر، وأصريّنا على بعض السلوكيات العوجاء، فرسم مصيراً مفترضاً مأساوياً، ناتجا بشكل جوهري عن سقوط منظومة الأخلاق العامة. هكذا نقل في العام 1993/1994، مجتمع العام 2005 المتخَيَّل، إلى خشبة المسرح مع عملَيه الملحميَّين “بخصوص الكرامة والشعب العنيد” (صورة عامة) و”لولا فسحة الأمل” (تفنيد حالات بارزة) اللذين تختتمهما خلاصةٌ بعنوان “الفصل الآخَر” (مصير المجتمع)، تنتهي بغزوة البدائيين بلدنا من جهة الجرود!
هناك، في الـعام 1994، حيث نحن اليوم، توقّف زياد الرحباني عن العمل في المسرح. لكن قبل ذلك وبعده، كانت الموسيقى دوماً حاضرة، من ألبومات خاصة، إلى أخرى مع الراحل جوزيف صقر (“بما إنو”، 1995) وسلمى مُصفي (“مونودوز”، 2001) ولطيفة التونسية (“معلومات أكيدة”، 2006)، وبالطبع تلك التي أنجزها للسيدة فيروز، والتي بلغ عددها، بين 1979 (“وحدُن”) و2010 (“إيه، في أمل”)، سبعة ألبومات (“إلى عاصي” ضمناً)، إضافةً إلى التسجيلات الحية وعددها اثنان: “فيروز في رويال فستيفال هول — لندن 1986″، و”فيروز في بيت الدين — 2000”.
شاركنا النقاش