فاتن قبيسي|
خرجت “ام تي في” بحفل انتخاب ملكة جمال لبنان امس على النحو الذي كانت تخطط له على الارجح. توجت مايا رعيدي ملكة، في ختام حفل، هو نتاج تحضيرات دامت لأشهر. ولا اخطاء تذكر بالمعنى التنظيمي.
وثمة تقاطع ضمني بين ختام الحفل وبدايته. فالفائزة رعيدي هي شبيهة اللبنانية جورجينا رزق ملكة جمال الكون للعام 1971. وهو الاسم الذي ذكرته في مطلع الحفل ريما فقيه، المنظمة والمنتجة للحفل، وملكة جمال الولايات المتحدة للعام 2010. وكان لافتا حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي ان هناك اشادة واسعة بانتخاب رعيدي، التي استحقت نيل اللقب برأي كثيرين.علما انها ستمثل لبنان في مسابقة ملكة جمال الكون في بانكوك في 17 كانون الأول المقبل.
كل شيء كان يشي بأن “ام تي في” تُمارس تحديا مضاعفا. ابهار الصورة والاضاءة، الديكور وضخامة الانتاج، حشد الطاقات البشرية والتقنية.. والتحدي هنا ليس لتكريس صورتها بعين جمهورها فحسب، بل لكسب جولة في معركتها الاعلامية مع محطة Lbci، التي كانت تنظم هذا الحفل على مدى 23 عاما.
كما ان الاعلامي مرسال غانم، الذي قدم الحفل، الى جانب أنابيلا هلال، بدا حيويا وسعيدا بالشاشة الجديدة. وقال في مستهل كلامه: “ليس من باب الصدفة ان اعلن اسم اول ملكة جمال بعد الحرب ( على Lbc) ، ثم أعلنه لأول مرة بعد ربع قرن على Mtv”. وقد حمل كلامه لاحقا رسائل ضمنية الى محطة Lbci عندما قال: “في اتنين نقلوا الى Mtv: انا ومس ليبانون”، و”Mtv بتعرف مع ميشال المر كيف تقدم الصورة الأحلى والاضخم”. و”طموحي السما، ومع Mtv منوصل عالسما”. وقد جاءت العبارة الاخيرة ردا على سؤال عادل كرم له “عشو بعدك حاطط عينك في Mtv ولماذا؟.. ومن الواضح ان كلام غانم يأتي اثر انتقادات بعض زملاء الامس له في Lbci مؤخرا.
نقاط عدة حاولت ان تخرق بها Mtv المتعارف عليه في الاحتفالات السنوية المماثلة. فمن حيث الشكل قدمت المحطة العشاء على انطلاق سهرة الانتخاب. ولم يكونا بالتوازي كالعادة. بحيث ان المدعوين واكبوا وقائعها من مقاعدهم المرصوفة في مسرح “الفورم دو بيروت”. كما انها قدمت غالبية المتباريات بالمايو، من قطعتين بدلا من واحدة، وهذا يناقض العرف السائد في مثل هذه السهرات في لبنان.
اما من حيث المضمون، فتم اعتماد 30 متبارية بدلا من 15، تبعا للآلية المعتمدة في الخارج، وتم تكثيف التدريبات للمتباريات، لنزع صفة “الغباء” عن الجميلات المتنافسات. وقد شارك في تدريبهن جامعة Lau، لتنمية حس القيادة والتواصل والحضور ، بما يتيح للفائزة تمثيل لبنان في منظمة الامم المتحدة في أيار المقبل. كما شارك في تدريبهن كل من ريما فقيه، وسوبر موديل العالمية لوتسيارة..
وقد جاءت النتائج مقبولة، بعيدا عن الاجابات “الكليشيه” التي كانت تتكرر على السنة المتباريات. من مثل “سأرفع اسم لبنان عاليا”، و”اشكر امي اللي ساعدتني”… وكانت الاجابات ذات مستوى متوسط عموما. كما بدا لافتا ان السؤال الختامي الموحد ( شو بتعتبري اكبر فشل بالحياة؟) حمل اجابات شبه موحدة.
ويمكن القول بان لا جواب نافر بالإجمال، نجمت عنه المرحلة النهائية مع المتباريات الخمس. وهي بداية جيدة على طريق تأهيل المتباريات على نحو ينزع حصر فكرة الجمال بالجسد والقوام فقط.
غير ان اللافت ايضا هو ان اسئلة بعض أعضاء لجنة للتحكيم جاءت خافتة وعادية، بعيدا عن التجديد، ربما أرادوا تسهيل الامر على المتسابقات. علما ان أعضاء اللجنة هم: الفنانة نانسي عجرم، ملكة جمال الكون لسنة 2017 ديمي لي بيتر ، الفنانة نادين نسيب نجيم، الاعلامي جورج قرداحي، مصمم تاج الملكة ضومط زغيب، الممثل ومقدم البرامج عادل كرم، ممثل وزارة السياحة غي مانوكيان، مصمم الأزياء نيكولا جبران، وخبير التجميل بسام فتوح.
بالاجمال اثبتت المنتجة المنفذة كارلا عاد مدى الجهد المبذول في الحفل. وقد اخرجه باسم كريستو ، وأحياه الفنانان راغب علامة ومايا دياب برفقة الفنانيْن العالميين مساري وفرنش مونتانا. غير انه كان طويلا نسبيا، ربما من الأفضل اختصار المحطات الفنية، رغم تميزها باستعراض لافت.
وربما كان من الأفضل ايضا ان تحقق Mtv هذا “التحدي” (كما وصفته أنابيلا هلال) بلا رسائل مضمرة الى المحطة المنافسة، تغلفها هلال بكلام ترويجي لمحطتها من قبيل: “سهرة فريدة ما بتشبه الا حالها”، “بستحق Mtv بامتياز نيل الحق المصري للحفل بمواصفات عالمية يعلق في الذاكرة من سنة الى سنة”. ذلك ان كل ما على محطة المر هو القيام بعملها بما يعكس طموحها، لتبقى معايير المقارنة والحكم النهائي.. بيد المشاهد.
شاركنا النقاش