دمشق: آمنة ملحم|
في الوقت الذي دأبت قناة “لنا” السورية الحديثة العهد على إعادة عرض أهم الاعمال الدرامية السورية، التي حازت، ولا تزال حتى اليوم، على نسبة متابعة عالية من الجمهور، تفاجأ الجمهور، وكذلك صناع وابطال هذه الأعمال، ومنها “أخوة التراب”، و”بطل من هذا الزمان”، بتغييب اسم المؤلف عن الشارة، وتنحية أسماء الابطال الى مكان متأخر في تترات المسلسلات.
بعد إثارة الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نشرت “مؤسسة الانتاج الاذاعي والتلفزيوني” توضيحا جاء فيه: “تعديل شارات اعمال درامية قديمة تم لأسباب يعرفها الجميع، وتم ذلك قبل إحداث المؤسسة، وآلت حقوق عرضها للمؤسسة في العام 2013 وحصلت المؤسسة على نسخ من هذه الأعمال – التي ليست من انتاجها – كما تعرض حالياً، واستمر عرض المسلسلات بهذه الصيغة على الشاشات السورية والعربية لعدة سنوات سابقة، ولم تجر المؤسسة تعديلات عليها، ولا ترى المؤسسة مبرراً لإثارة هذا الموضوع الذي أقفل منذ زمن بعيد من قبل الجهات المعنية في حينه”.
وكان للفنان القدير أيمن زيدان بطل” أخوة التراب”، و”بطل من هذا الزمان”، والذي يعتبر تأخير اسمه في الشارة انتهاكا حقيقيا لحقه المعنوي رده حيث كتب: “اذا كانت الحقوق المعنوية للفنانين والتقنيين لا تعني مؤسسة يفترض انها مختصة بالصناعة الفنية، فعلى هكذا مؤسسات السلام”…
ولم يهدأ بال بطل “جميل وهناء” حيث كتب عبر صفحته الشخصية على “فايسبوك”: “من المؤسف جداً ان ترى مؤسسة مختصة بالصناعة الفنية أن لامبرر لاثارة الحوار حول احترام الحقوق المعنوية للفنانين والتقنيين ..أيتها المؤسسة الجليلة أليس من المهم التوقف عند اغفال اسم مؤلفين لاعمال مثل “اخوة التراب” و”بطل من هذا الزمان” ..؟ أليس من المهم التوقف عند العبث بالقيمة المعنوية والتاريخ الفني للفنان السوري؟ أليس من المهم التوقف عند تغييب أسماء مدراء التصوير ومهندسي الديكور (وبعضهم رحل خلال تنفيذ العمل مثل الراحل مظهر برشين ..) ومهندسي الصوت وغيرهم ؟
واضاف: كان من المتوقع ان تأخذ مؤسسة تدعي انها حريصة على الدراما السورية قرارا باعادة صياغة الشارات، بما يضمن حقوق الفنانين السوريين، اذا كانت لا ترى مبررا لاثارة حوار كهذا، فبرأيي ان لا مبرر لوجودها اصلا.. كم يحزننا ان يصدر توضيحاً مخزياً كهذا وشكراً”.
وسرعان ما شهد مطلب الفنان زيدان بحقوقه وحقوق زملائه من صناع دراما الزمن الجميل تفاعلا عاليا من قبل الجمهور، الذي أيد موقفه ودعم مطلبه. وقد جاهر “حسام الحمد “- وهو متخصص بفنون المؤثرات البصرية والحركية- في تعليقه باستعداده لتعديل شارات الاعمال على حسابه الشخصي، فقط كي يحفظ حق من تعبوا فيها.
ولكن مرة اخرى جاء رد المؤسسة : “.. ان “المؤسسة العامة للانتاج التلفزيوني والاذاعي” حافظت وتحافظ على كل الحقوق المادية والمعنوية لكافة المشاركين في الاعمال التي انتجتها وستنتجها… واما الاعمال التي لم تنتج من قبلها، فان الحفاظ على الحقوق المادية والمعنوية تقع على عاتق الشركات المنتجة لهذه الاعمال، ولا تقع على عاتق المؤسسة التى تحافظ عليها كما وصلتها”.
وبعد أخذ ورد، ومع استمرار تفاعل الجمهور، ورغم تأكيد الفنان زيدان أن المطلب ليس شخصيا على الاطلاق، خاطبت المؤسسة زيدان: “بخصوص ما ينشر بالاعلام .. كان حري بك ان تتوجه للمؤسسة بهذا الطلب، قبل ان تهاجمها عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي على ذنب لم تقترفه المؤسسة، وانتم تعلمون هذا علم اليقين …. من يعرف الحق يتكلم بالحق ولا ينتزع حقه ان كان له بالباطل.”
وهنا رفع الفنان زيدان صوته مطالبا بالاعتذار: “أنا المواطن أيمن زيدان فنان قضى في هذه المهنة اربعين عاماً، أطالب “مؤسسة الانتاج التلفزيوني” بالاعتذار مني على منطق التعاطي بهذه الطريقة مع مطلب يخص تاريخ الدراما واحترام جهود العاملين فيها…..هل يعقل ان يتم التعاطي معنا بهذا المنطق …”كان حري بك” ياللعيب وتباً .. مضطر أن اذكركم اننا فنانون قبل ان تكونوا، واننا سنظل عشاق وطن رغماً عن صغر ردودكم…تباً لمنطقكم”.
شاركنا النقاش