[sam_zone id=1]

طهران: فاتن قبيسي|

انطلق “مهرجان الفجر السينمائي الدولي” (fiff) امس بزخم كبير.. تحول مجمع “تشارسو” في وسط طهران الى تظاهرة فنية، واستحال منصة ضخمة تنطق عبر شاشاتها ابداعات “الفن السابع” من الشرق والغرب، في جو تفاعلي لافت. وتحولت بذلك طهران الى عاصمة للسينما مع استقطابها لافلام ونجوم سينمائيين من مختلف دول العالم، ما يعكس الصورة الاخرى لايران كوجه حضاري وثقافي بعيدا من الصراعات السياسية المعقدة.

78 دولة تشارك هذا العام في المهرجان، اما من خلال الافلام او عبر سينمائيين حلوا ضيوفا على الحدث السنوي. ابرزهم صانعو الافلام: المخرج الاميركي اوليفر ستون، والممثل الايطالي- العالمي فرانكو نيرو، الممثل الفرنسي جان بيير ليو، والمصور السينمائي الالماني توماس ماخ، والمخرج الكمبودي ريثي بانه، الموسيقار العالمي نيكولاس بيوفاني، المصور السينمائي البريطاني لاري اسميث، صابع الافلام الروسي كارين شاخنازاروف…

المهرجان الذي يقام للسنة ال36 على التوالي، برئاسة المخرج الايراني رضا مير كريمي، يقوم على ركيزة احترافية وخبرات مديدة. حوالى 1300 فيلم انكبت لجنة المهرجان على مشاهدتها والتدقيق فيها، حتى اختارت منها 130 فيلما للعرض هذا العام. عمل سنوي يحتاج لوقت طويل، بالاعتماد على معايير دقيقة تتعلق بالشق الفني والتقني، وبمضمون يعكس قضايا انسانية من قبيل”العدالة والسلام العالمي والقيم الأخلاقية “. لذا تستبعد اللجنة في خياراتها الافلام التجارية، او تلك التي تروج لافكار او مشاريع سياسية..

وقد تميز المهرجان هذا العام بمشاركة عربية واوروبية غير مسبوقة. فقد شارك فيه عدد من اهم المخرجين العرب هذا العام، في اعمال منها: فيلم “الكتابة على الثلج” للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، “الرحلة” للمخرج العراقي محمد الدراجي، “مطر حمص” للمخرج السوري جود سعيد، “اصطياد الاشباح” للمخرج الفلسطيني رائد انضوني، وفيلم “سرب الحمام” للمخرج الكويتي رمضان خسروه…

وشهد الافتتاح امس الخميس عرض 43 فيلما، فيما عرض اليوم 44 فيلما. توزعت الافلام على صالات عدة في “تشارسو”، فيما تمت الاستعانة بدور عرض أخرى في طهران منها سينما “فلسطين”. كما تعرض بعض الافلام في معاهد جامعية. علما ان المهرجان كان قد استُهل بعرض بفيلم “ما وراء الغيوم” للمخرج الايراني البارز مجيد مجيدي.

ومن الافلام التي عرضت بين الامس واليوم: “الرحلة”، و”سرب الحمام”، و”اصطياد الاشباح”، و”مطر حمص”. كما تم عرض 11 فيلما ايرانيا منها: الفيلم الطويل “لعبة الذئاب” للمخرج عباس نظام دوست، وفيلم “درساج” للمخرج بويا بادكوبه، علاوة على عرض أفلام أجنبية هامة منها فيلم “أغا” للمخرج البلغاري ميلکولازاروف.

ويتضمن المهرجان بالاجمال 12 قسما، خص منها السينما الآسيوية والدول الإسلامية بقسم “ملامح الشرق” غير التنافسي، ويعرض في هذا القسم 12 فيلما منها: “ليلة هادئة” من إنتاج الصين وفرنسا، الفيلم القصير “كل ما أريده” لخريجة الإعلام من جامعة دلهي فينيكا ميترا ، فيلم “الضحية” التركي، فيلم “لي.له” للمخرجة “ناتيا نيکولاشويلي”، فيلم “طريق بلو فلاي” (طريق الرحلة الزرقاء) من إنتاج سوريا وهولندا وفرنسا ولبنان، فيلم “كومبارس” من إنتاج الكويت أخرجه عبد العزيز البلام، ويروي قصة “ممثل بديل” يبذل قصارى جهده ليصبح ممثلاً حقيقياً…

كما خص المهرجان الافلام التي تحاكي مشاكل سوريا وفلسطين والشرق الاوسط بقسم “الزيتون الجريح”، فيعرض أكثر من 10 أفلام وثائقية من إيران وسوريا ومصر والعراق ولبنان وفلسطين واليمن وتركيا، وثمة أفلام تتضمن مواضيع مثل الطائفية والحرب اليمنية والأزمة في ميانمار، فضلاً عن الأزمة السورية.

بالاضافة الى ما سبق هناك ايضا قسم “سينما السعادة” (المنافسة الدولية)، ويشارك فيه 15 فيلما روائيا طويلا، و15 فيلما قصيرا، من بينها 12 فيلما أجنبيا وثلاثة أفلام إيرانية. وتتنافس في هذا القسم أفلام من كازاخستان وتركيا وايطاليا والصين وسلوفينيا وبلغاريا وافغانستان وكوريا وبريطانيا والمانيا ومصر وفرنسا والعراق وفلسطين وتايوان والهند وجورجيا وروسيا ولبنان. وسيحصل الفائزون في هذا القسم على عنقاء ذهبيّة لأفضل فيلم، وخمس عنقاوات فضيّة في مجالات الإخراج والسيناريو، وأفضل دور رجالي، وأفضل دور نسائي، والجائزة الخاصة للانجازات الفنية في أحد مجالات التصوير، التدوين، الموسيقى، الازياء، وتصميم المشهد.

كما ان هناك قسم “فانوس الخيال” (خاص بأفلام الرعب) ويعرض خمسة أفلام إيرانية، وهي “لعبة الذئب” من اخراج عباس نظام دوست، ” ترويض الخيول” للمخرج بويا بادکوبه، فيلم “سبعة وأربعون” للمخرجين احمد اطراقشي وعلي رضا عطاالله تبريزي، فيلم “الفناء” للمخرجة مريم بحرالعلومي، وفيلم “دايان” للمخرج “بهروز نوراني پور”. كما تتنافس في هذا المجال افلام اجنبية عدة منها: فيلم “أكاذيب صغيرة” للمخرج “توماس آلزامورا” وهو عمل مشترك بين تشيلي واسبانيا، ” الاب والابن” للمخرج “دونغ دين لونغ” من فيتنام…

ومن اقسام المهرجان ايضا: قسم الوثائقي “تحت المكبر”، و”السينما الكلاسيكية”، و”ومضة على السينما الإيطالية”، و”نظرة عامة على السينما الجورجية”، و”مهرجان المهرجانات”، علاوة على قسمي “مهرجان الأفلام القصيرة الألماني” و”جرس السينما” (خاص بعرض سينما الطفل)….

وتلقت لجنة “فجر السينمائي” طلبات من 50 دولة للمشاركة في قسم “دار الفنون”، وهو “ورشة عمل دولية” يتم إلقاء محاضرات فيها على طلاب السينما وعرض أفلام لهم من خلال هيئة التدريس، التي تتضمن عددا من المخرجين الايرانيين والأجانب.

كما أعلن المهرجان، الذي يستمر حتى 27 الجاري، تعيين ثلاثة حکام سيقيّمون الأفلام ويختارون منها الفيلم الافضل. وهم: الكاتب والمخرج “محمد علي باشا آهنكر” من ايران، الناقدة والاستاذة الجامعية ومستشارة المهرجانات السينمائية “فيرالا نغروفا” من جمهورية التشيك، والمخرج “برمك أكرم” من أفغانستان.

في هذا المقال

شاركنا النقاش