فاتن قبيسي|
في ظل الأزمات التي يعانيها لبنان، ثمة مساحة لالتقاط الأنفاس وإعادة الشحن النفسي من خلال ساعة تشاهد فيها أحداث المسرحية الكوميدية الطريفة “ويلة عيد” على مسرح “District 7” في الصيفي، بيروت.
ممثلان ينفردان بالمسرح وينجحان في رسم البسمة على الوجوه: وسام صباغ الذي عاد الى الخشبة بعد غياب خمس سنوات عنها، واندريه ناكوزي التي عرفها الجمهور اللبناني من خلال ادوارها الدرامية من خلال مسلسلات عدة، اهمها “الحب الحقيقي”، فإذا بها هنا تلمع على المسرح، لتخرج طاقاتها الكامنة في مجال الكوميديا.
الكاتبة والمخرجة مايا ب. سعيد قدمت نصاً بسيطاً بلا مبالغة، قريباً الى الاذن والقلب. وبنفس الوقت يحمل ابعاداً تراجيدية نابعة من تجارب كل من الشخصيتين- بطلي العمل، وما وراء هذا وذاك، يتضمن العمل المسرحي رسالة تكريمية الى والدها الطبيب الذي توفي منذ ثلاث سنوات، حيث تتناول الأحداث تضحيات الاطباء التي يقدمونها حتى خلال مناسبات الأعياد، لبقائهم بخدمة المرضى في المستشفيات، بعيداً عن عائلاتهم واحتفالاتهم الميلادية.
ولإضفاء طابع واقعي بعض الشيء، تمت الإستعانة بالروب الأبيض لوالد الكاتبة، الطبيب الراحل، مطرزا على جيبه اسمه، حيث ارتداه وسام صباغ مجسداً دور الدكتور “وردة” في المسرحية، والذي قدمه بخفة وتوازن. فيما قدمت اندريه ناكوزي أداء ملوناً بالحركة والصوت والانفعالات صعودا وهبوطا، بين الجنون بحبيبها والإحساس بخيباتها. وكان لافتاً المشاهد التي استخدم فيها كل من صباغ وناكوزي لغة الجسد معاً، حيث جاءت طريفة واعطت المسرح بعده الحركي.

يذكر ان “ويلة عيد” كوميديا ميلادية رومانسية تدور حول شخصية “كارلا” التي تتحدى قراراً قضائيّاً يمنعها من الاقتراب من الدكتور “وردة”، ولتحقيق هدفها، تقرر افتعال حادث سيارة أمام باب طوارئ المستشفى حيث يعمل، كي تمضي ليلة عيد الميلاد برفقته عنوة.
https://www.facebook.com/watch/?v=1419069613142901
- تعرض مسرحية “ويلة عيد” بين11 كانون الأول/ ديسمبر الحالي و21 منه عند الساعة 8:30 مساءً. وهي من إنتاج “District 7”.
شاركنا النقاش