فاتن قبيسي|
قبل الخوض في التفاصيل، لا بد من القول منذ البداية ان مسرحية “شغلة فكر” للمؤلف والمخرح غبريال يمين تأخذك في رحلة ممتعة على مسرح “مونو”، على مدى ساعتين من الوقت، من خلال عدة مشاهد تمثيلية، تنافس بعضها البعض، من حيث العمق والسلاسة معاً.
اعتمادا لأسلوب السهل الممتنع، يخوض غبريال يمين في نصوص اقتبسها من «ذا غود دكتور» للكاتب المسرحي الأميركي نيل سايمون. فانتازيا مع لمسات واقعية تأخذك في كل قصة الى مكان مختلف، ولكن لا يخلو من الانجذاب.
تسع قصص، يؤدّي بطولتها 13 ممثلاً، على رأسهم طلال الجردي وطارق تميم وسلمى شلبي. ولكن الكاتب والمخرج غبريال يمين اراد ان يكون العمل فرصة لصالح مواهب “معهد الفنون” كي يلتفت اليهم المنتجون في لبنان، فكان له ما اراد مع مشاركة عدد من طلاب المعهد في مسرحيته، بعد ان تبناها المنتج أنور علم الدين، والمنتج المنفذ ايزاك فهد. وبدا واضحاً ان الطلاب يبشرون بمستقبل واعد، وهم كل من: عامر فيّاض، وعلي بليبل، وكريس حداد، وكاتي يونس، ومابيل طوق، وماييف ليشا.

في اطار ديكورات بسيطة ولكن لافتة، تدور احداث القصص، التي تعكس روح الطرافة وتتضمن رسائل انسانية واجتماعية في آن.
واستنادا لإختيار الموضوعات، واسلوب تقديمها وخلاصاتها المراد ايصالها، يمكن القول بان “شغلة فكر تجسد “المسرح النظيف” البعيد عن الاستهلاك بمعناه التجاري البحت، والبعيد عن الابتذال والاستسهال. ثمة ذكاء في تقديم الفكرة وكيفية تناولها. وقد أجاد غبريال يمين في ذلك. كما أجاد طلال الجردي الذي يلعب دور كاتب يبحث عن فكرة لعمل جديد، فيجعل الجمهور يرافقه في أفكاره التي يتخيّلها من خلال مشاهد يجسدها الممثلون مباشرة على المسرح. كذلك فان الجردي يشارك ايضا في تجسيد شخصيات بعض هذه القصص امام الجمهور.

- “شغلة فكر” تستمر عروضها على خشبة «مونو» في الاشرفية حتى 17 يوليو (تموز) الحالي.
شاركنا النقاش