[sam_zone id=1]

مسرحية “ب برسلونة” تأخذك في رحلة سريعة الى ذاك البلد الاوروبي، لا لتكتشف أشهر خصائصه أو معالمه، بل لتخوص في عوالم وأفكار زوجين لبنانيين اختارا هذا المكان مسرحاً لأصعب تجربة يمكن أن يمران بها، بعد زواج محاصر بالأسئلة وانعدام الثقة والترقب.

قصة المسرحية التي ألفّها وأخرجها لوسيان ابو رجيلي ليست مطروحة سابقا. جريئة وربما مفاجئة للبعض، ولكنها جديدة بالكامل، على مستوى الفكرة والمعالجة.

يخلع ابو رجيلي القفازات وهو يكتب عن علاقة زوجية تهددها الرتابة بعد 15 عاماً. فعل الخيانة الذي اكتشفته الزوجة سراً قلب المعادلات، فقامت بإقناعه بدهاء بقيامهما بإختبار معين، لتجعله على الأرجح يشعر بما شعرت به. لا يعتبر ابو رجيلي هنا أنه يتناول فكرة (الإختبار) جريئة، فهي موجودة وراء الجدران في بعض المجتمعات او البيئات. وفي كل الحالات فإن التطرق اليها في هذا العمل إنما جاء كوسيلة للكشف، وليست هي بحد ذاتها قضية المسرحية، التي محورها وضع العلاقات الزوجية بحد ذاتها على الطاولة تحت الضوء.

وعليه، فالمسرحية للراشدين حصراً. ويُسمع صوت ابو رجيلي قبل بدء العرض ليتأكد ان جمهور الصالة كله من فئة ما فوق الـ18.

في إطار مسرح صغير نسبياً، وديكور بسيط، محوره غرفة صغيرة تزنرها بعض اللوحات، تتوالى فصول الحكاية التي تمضي سريعة، بأحداث مكثفة، وحوارات مدروسة تقطع امامك طريق الملل. لا بهرجة في الديكورات او الاضاءة، ولا إفتعال، فالقصة تحمل من القوة وعنصر المفاجئة ما يكفي.

وفي محاكاة فنية مشغولة، فإن من بين اللوحات على جدار الغرفة لوحة “فيليس وارسطو”  التي تروي حكاية الخدعة التي مارستها “فيليس” على ارسطو، لتعكس بذلك الخدعة التي اليها استدرجت “سارة” (فرح الشاعر) زوجها “بوب” (عبد الرحيم العوجي) ضمن الأحداث. الى جانب خدعة من نوع آخر تتكشف لاحقاً.

وهكذا، فإن آخر ليلة للزوجين في برسلونة، بل آخر ثلاث ساعات قبل انطلاق طائرتهما نحو بيروت، تكون محفوفة بالحماس، والقلق، والتقلبات النفسية، والترقب، والمخاطر أيضاً.. وصولاً الى المشهد الختامي. يأتي ذلك في إطار أداء إحترافي  لكل من: فرح الشاعر (ظهرت كممثلة مسرحية متمرسة)، مجد المصري واليس عزالدين، وعبد الرحيم العوجي، الذي يجب الاستفادة من موهبته أكثر في المسرح والتلفزيون.

“ب برسلونة” عمل من نمط (Spicy comedy)، يقوم على حبكة موفقة ترفد العمل بعنصر قوة أساسي، في ظل أجواء غنية ومرحة ومفاجآت تجعل من ساعة العرض تمر سريعةً، وخفيفةً، رغم عمق الطرح. عمل عناصره المسرحية متكاملة بالمعنى المهني، وإن أثار مضمونه الجدل بين متقبل ومنتقد.

بعد ختام المسرحية، تطلب فرح الشاعر من الجمهور عدم الافصاح عن نهاية المسرحية، لحفظ التشويق عند الراغبين بمشاهدتها، كما يُقدم لكل متفرج تذكار مغناطيسي صغير (يعلق على البرًاد) ، مكتوباً عليه “ما يحصل في برسلونة، يبقى في برسلونة”. خطوة دعائية ذكية، كأنه أًريد من خلالها – بشكل رمزي – أن نحفظ “سر” الزوجين الذين خاضا مغامرة خارجة عن المألوف في الخارج، كما أريد من خلالها- بشكل مباشر- الا نفصح عن خاتمة المسرحية، وأيضاً أن تبقى محفوظة في منازلنا وذاكرتنا.

يذكر أن “ب برسلونة” قدمت 40 عرضاً حتى اليوم بعد التمديد مؤخراً نظرا للإقبال، لتضيف ايضاً عرضين في يومي 28 و29 أيار الجاري على مسرح مونو. تُباع التذاكر في أي فرع من فروع مكتبة أنطوان أو عبر الإنترنت بزيارة www.BiBarcelona.com

نرشح لك:

نظراً للإقبال الكثيف.. تمديد عروض مسرحية “ب برسلونة”  

في هذا المقال

شاركنا النقاش