قدمت مديرة الأخبار والبرامج السياسية في تلفزيون “الجديد” مريم البسام استقالتها من منصبها، فيما يعيش “الجديد” واحدة من أكثر مراحله حساسية منذ سنوات.
جاء ذلك، بعد بث تقرير صحافي تناول ضريح الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله، أعدته الصحافية جوزفين ديب، وأثار ردود أفعال واسعة داخل الأوساط الإعلامية وفي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون إساءة مباشرة لشخصية دينية وسياسية ذات رمزية عالية، ومساساً بمجتمع كامل.
ولم تقتصر التداعيات على ردود الأفعال الخارجية، بل امتدت إلى داخل القناة نفسها، حيث تم تداول عريضة نُسبت إلى مجموعة من موظفي “الجديد”، عبّروا فيها عن اعتراضهم على مضمون التقرير، واعتبروه خروجاً على المعايير المهنية ومصدر إساءة لفئات واسعة من الناس. كما أشار الموقعون إلى شعورهم بالتهديد والخوف على سلامتهم الشخصية نتيجة هذا الموقف.
وبعد أيام من تسريب الوثيقة، تم تداول خبر إقالة الصحافيين رواند بوضرغم وقاسم البسام (شقيق مريم البسام) من التلفزيون. وربط كثيرون هذه الإجراءات بالعريضة المسربة، واعتبروا أن ما يجري يعكس مناخاً من الترهيب وتضييقاً على حرية التعبير داخل التلفزيون، ومحاولة لكتم أي صوت داخلي معارض أو ناقد.

في المقابل، عملت القناة على نشر رواية مغايرة، تقول إن مديرة الأخبار مريم البسام لم تُقَل ولم تستقل رسمياً، بل هي في مرحلة تفاوض إداري داخلي، وأن ما جرى لا علاقة له بالاعتراض على التقرير، بل يتعلق بتسريب وثيقة داخلية من دون إذن، ما اعتبر خرقاً للثقة وسلوكاً يهدد بيئة العمل.
وأشارت مصادر من داخل “الجديد” إلى أن تحقيقاً داخلياً توصل إلى أن من سرب العريضة هما رواند بوضرغم وقاسم البسام، ما دفع الإدارة إلى اتخاذ إجراء بحقهما. وأكدت المصادر أن الإشكال لا يقتصر على مضمون الوثيقة، بل يشمل أيضاً إدراج أسماء لم تكن من بين الموقّعين فعلياً، ما اعتبر تضليلاً متعمداً للرأي العام.
وبحسب هذه الرواية فإن التسريب لم يكن مجرد تعبير عن موقف، بل محاولة متعمدة لخلق موجة تحريض داخلية ضد بعض الزملاء، وتحديداً ضد الصحافية جوزفين ديب التي أعدت التقرير. (المدن)
شاركنا النقاش