فاتن قبيسي|
رغم ان الإعلامية هدى شديد كانت تكابد مرض السرطان منذ سنوات طويلة، وكانت تجاهر بمحاربته، وكان الاعلام يواكب حالتها الصحية، ولكن مع ذلك فإن خبر موتها اليوم شكل صدمة للكثيرين من عائلتها والجسم الاعلامي في لبنان ولكل من عرفها وأحبها. فرحيلها محزن جداً وان كان له مقدماته.
قدمت هدى دروساً في الصبر والصمود، تحدت المرض في الجولة الأولى فقهرته، الا انه عاودها في الجولة الثانية فاكملت صراعها بقوة وثبات لقهره، لكن وسائل دفاعها هذه المرة لم تصمد اكثر مما صمدت. هو المرض الذي سلب منها فرحتها عندما كانت “عروساً” حيث خطف زوجها بعد سنة فقط على زواجهما، وها هو اليوم يخطفها من عائلتها وزملائها ومحبيها، وهم كثر.

اليوم تترك هدى فراغاً في الجسم الاعلامي في لبنان، وهي الصحافية النشيطة، الأمينة على الخبر، الدقيقة في نقله، المثابرة دائما، وهي التي أحبت مهنتها كثيرا واعطتها من قلبها.

واكبت عددا من رؤساء الجمهورية في القصر الرئاسي، وهو المكان الذي قصدته منذ حوالى ثلاثة اسابيع، ليس لنقل خبر هذه المرة، بل لتتويجها كصحافية تم تكريمها من قبل رئيس البلاد جوزف عون وعقيلته. اخبرت قصتها مع هذا القصر ومع الرؤساء المتعاقبين كمراسلة، وروت رحلتها مع الاعلام، وشكرت كل من قدم لها العون في مسيرتها، ولم تنس اسما واحدا من قائمة طويلة مرت في حياتها المهنية، حيث تنقلت في عدد من المؤسسات، كان ابرزها lbci، التي حضنتها وقدمت لها كل الدعم، بشخص رئيس مجلس ادارتها بيار الضاهر، كما كانت تصرح هدى مراراً.
ولكن هل كانت تعلم ان زيارتها الى القصر الجمهوري هذه المرة ستكون الأخيرة؟
هدى شديد صاحبة الابتسامة التي لم تغب رغم كل الألم الجسدي الذي المّ بها، وبقيت متوازنة وهادئة رغم كل تداعيات جلسات علاج الكيماوي التي خضعت لها وخسارتها شعرها وتبدل ملامحها. وبقيت تتمتع بحلاوة الروح وطيبة القلب والايجابية التي كانت تغلف كلماتها، رغم قساوة الواقع الذي كانت تعيشه.
كل العزاء لعائلة هدى شديد والجسم الاعلامي في لبنان برحيلها المحزن.
شاركنا النقاش