[sam_zone id=1]

فاتن قبيسي|

تزدحم اجندة الاعلامية بولا يعقوبيان بالمشاريع الاعلامية والسياسية، اذا انها تواصل من جهة التفاوض مع قناة “الجديد”، حول امكان انتقالها اليها، وتدرس من جهة اخرى احتمال ترشحها للانتخابات النيابية المقبلة، ولكن ليس على لائحة رئيس الحكومة سعد الحريري، وانما على لائحة علمانية تنسجم مع افكارها، كما كشفت ل”الاتحاد”.

وبين هذا المشروع وذاك، اقتطعت يعقوبيان وقتا لانجاز موعدها السنوي مع حملة “دفى” قبل ايام، من دون ان تكون قد طويت حتى الآن صفحة مقابلتها مع الرئيس الحريري في الرياض، والتي لا تزال تحتمل الاخذ والرد.

وسواء ايدتها او عارضتها، تتحلى يعقوبيان بجرأة اطلاق قناعاتها ومواقفها من دون “رتوش”، والذهاب فيها حتى النهاية. ولو ادى ذلك الى صدام مع مقربين مفترضين اليها، او الى اثارة خصومات جديدة.
“الاتحاد” حاورت يعقوبيان حول مشاريعها المستقبلية، وحول ردها على انتقادات توجه اليها.

 

“التفاوض مع “الجديد” مستمر”

بالنسبة الى احتمال انتقالها الى محطة “الجديد”، قالت يعقوبيان: انه زمن التريث.. اتريث في خطوات المستقبل”. والأمور ما زالت في طور التفاوض مع المحطة، والبحث عن الصيغة الأفضل.
وعن طبيعة البرنامج المرتقب تقول: لا شيء محسوم بعد، ولكن بالمطلق لا يمكن ان اقدم الا برنامج سياسي، فهذا مجالي منذ عشرين عاما.

كيف تقيمين برنامجك عبر شاشة “المستقبل” التي لا تحظى بالانتشار اليوم؟ ترد: “المستقبل” خارج المنافسة اليوم. وهذا معروف. لقد خسرت في السنوات الاخيرة الكثير من رصيدها وجمهورها. التلفزيون عادة، والناس تعتاد مشاهدة شاشة اكثر من غيرها، علما ان هناك اكثر من الفي فضائية، قلة منها فقط تستقطب مشاهدة جيدة.

لماذا اذن لم تغادري المحطة، ولما لم تنتقلي الى “ام تي في” عندما اعلن ميشال المر سابقا انك ستنضمين الى محطته؟ تجيب يعقوبيان: انا باقية بناء على رغبة الرئيس الحريري. وعندما تلقيت عرض “ام تي في”، تمنى علي رئيس الحكومة البقاء. ولكن هذه المرة، عندما احسم قراري سأبلغه واشكره، واذا وافق سانتقل.

هل تعتبرين ان هناك منافسة بينك وبين الزميل وليد عبود، الذي يعرض برنامجه السياسي في اليوم ذاته ؟ توضح بقولها: برنامجي كان يوم الاربعاء قبل تحديد توقيت برنامجه. ولكن “ام تي في” بالطبع تحظى بنسبة مشاهدة عالية، الى جانب “ال بي سي اي” و”الجديد”.

“خوض الانتخابات على لائحة علمانية”

وحول الانتخابات النيابية، تؤكد يعقوبيان انها تفكر بخوضها، وهي التي سارعت، لدى طرح القانون الارثوذكسي، الى اقتراح قانون عكسي، يدعو الى جعل لبنان دائرة واحدة، على ان ينتخب المسلمون المسيحيين، والعكس صحيح. وتعيد اليوم التأكيد على اهمية اقتراحها، معتبرة انه سيخلق مواطنة حقيقية ويحمي من الفساد.

هل تعتبرين حظوظ فوزك مرتفعة؟ تقول: نعم. ثمة إحصاءات تشي بذلك. ولكنني مرتبطة بأكثر من عمل غير التلفزيون. وهذا كله يحتاج لوقت. ثم انني ادرس الامر ماديا، ففي حال خوضي الانتخابات، عليّ التوقف عن العمل لشهرين او ثلاثة، فيما لدي التزامات مادية.

“جمهور “المستقبل” يهاجمني”

ولكن اذا رشحك رئيس الحكومة على لائحته هل سيكون لديك خيار الرفض او القبول؟ ترد يعقوبيان : ان توجهي هو للترشح خارج وعاء السلطة. والرئيس الحريري لديه تحالفات معها. ساتوجه نحو لائحة علمانية. علما ان الوصول الى النيابة اسهل بكثير بمعيّة السلطة. ولكنني لا اريد مجرد نمرة زرقاء، فلن تعطيني شهرة او منبر. اما ان أشارك بنواة تغيير حقيقية واما لا.

وتضيف: أحب الرئيس الحريري واحترمه، لأنه ما زال مواطنا، غير طائفي ولا مذهبي. وهذه احدى مشكلاته مع تياره وجمهوره. يريدونه زعيما للسنة، فيما هو زعيم لبناني. وانا كصحافية اعمل معه، اتعرض لآلاف الشكاوى من قبل فريقه السياسي والحلفاء، لأنهم يريدون لأدائي الإعلامي ان يكون اداء حزبيا، فيرد عليهم الحريري: “خلي الصحافي يعمل شغله”. اما انا فأقول لهم: أنتم لا تحبون محطة ” المنار” لأنكم غير معجبين بالاعلام الحزبي، فهل تريدون لتلفزيون “المستقبل” ان يصبح كذلك ايضا؟” لذا يهاجمني جمهور “المستقبل”. ولولا الرئيس سعد لما كنت موجودة في هذه المحطة، خصوصا وان بعض مستشاريه ملكيون اكثر من الملك!

وردا على سؤال تقول: سمعت ان الرئيس الحريري كان اقترحني لوزارة شؤون المرأة، فهو لم يستحدثها لجان اوغاسبيان بالطبع. ولكنني افهم لماذا لم اتولها. والسبب هو خطابي. فانا لست فقط مع حق المرأة التي لا تمثل في السلطة، بل انني مع حق المواطن بحيث لا اسمح بمرور تجاوزات كثيرة كالسرقات والهدر.. فالشعب عليه محاسبة مسؤوليه. كيف يمكن مثلا ان يعاد التصويت للحزب الذي أعاد النفايات الى برج حمود؟ معقول؟ يتصرف الناس بمقدار خوفهم، يعتبرونها قصة وجود. علما ان لدى الأرمن بعدين، قوميا ومذهبيا.

في اي دائرة ستترشحين في حال حسمت امرك؟ وهل تعتقدين ان الانتخابات ستجري في موعدها؟ تجيب: لم اتحدث عن برج حمود لأنني سأترشح فيها، بل سأترشح في الأشرفية، فانا بنت المنطقة. ونأمل ان يحاسب الناس زعماءهم، وبمجرد ان يقولوا لهم ان هناك مرشحين غيركم يمكن ان يهزوا عروشكم، عندها يحسّنون شروطهم تجاه السلطة. والانتخابات ستجري بالطبع، لأن السلطة لا تشعر بوجود بديل صلب في وجهها. وانطباعي انها لن تنتظر الى أيار ، بل ستقرّب الى آذار.

مقابلتك الاخيرة للحريري في الرياض اثارت انتقادات، من قبيل انك موهت الحقيقة وبرأت السعودية من تهمة الاحتجاز. ترد يعقوبيان على هذا التعليق: الكاذبون هم من قال ذلك. ولكن من يتوخى الدقة قالوا ان المقابلة رائعة، وإنني اعتمدت سقفا عاليا في حديثي عن السعودية والملك من داخل المملكة . ولكن بعد تساؤلي في برنامج تلفزيوني عن مصلحتنا بالدخول الى اليمن، بدأت الاوركسترا، من قبل اكثر الناس إسفافا وانحدارا. انه القمع والترهيب “لأنو ممنوع تطلع هيك أصوات”. وقلت سابقا، اذا كان ما تعرض له رئيس الحكومة مسرحية، فانها متقنة جدا. لأنني التقيته في منزله، وتمشيت معه، وما كان احد يضع المسدس في رأسه.

كيف تفسرين اذن الاستقبال الشعبي للحريري لتهنئته بسلامة العودة لو لم يكن محتجزا؟
ترد يعقوبيان: من دون الحاجة الى زيارته في الرياض، كان هناك مؤشرات غير طبيعية . ثمة شيء مريب. ولا اعتقد ان استقالته ارادية. ولكنني لم اقل انه مكبلا، لأنني لم اره مكبلا.

(نقلا عن “الاتحاد”)

في هذا المقال

شاركنا النقاش