فاتن قبيسي|
هَزُلَت.. اصبحت المواهب في لبنان مكسر عصا، بل محط استخفاف وتجريح. هذا ما يمكن استنتاجه عندما نسمع تقييما من هنا او هناك للفنان طوني ابو جودة. الشاب الذي اذهلتنا موهبته، بل مواهبه المتعددة. وهو يملك من الكاريزما والحضور والخبرة ومفاتيح النجاح ما لا يملكه كثر غيره.
اما مناسبة هذا الكلام، فهو ما ادلى به الممثل ايلي شالوحي حول ابو جودة في برنامج تلفزيوني على محطة otv . وضعه على مشرحة النقد الساخر، واساء اليه على طريقته. وكان ينقصه فقط ان يضع له علامة على عشرة.
بكل بساطة، انتقاد طوني ابو جودة للماكياج الذي خضع له ايلي شالوحي في مسسلسل “رصيف الغرباء” (يعرض حاليا على lbci)، استفز شالوحي الذي هزأ من ابو جودة ” قائلا انه “يحب بطنه”، معددا اسماء اهل الكوميديا في لبنان، مثل ماريو باسيل وعادل كرم وهشام حداد وغيرهم، ليضع ابو جودة في اسفل القائمة. ويسأل محاوره باستخفاف: “عم نحكي عن طوني ابو جودة، هل انت جاد؟” وكمن يعيش انفصاما مع التلفزيون والمسرح والفن عموما، اعتبر شالوحي ان آخر عمل قدمه ابو جودة كان برنامج “يا ليل يا عين” ناسفاً مسيرته بالكامل.
ولكن لماذا؟ هل يرد شالوحي بذلك اعتباره؟ وقد فاته ان انتقاد ابو جودة انما توجه للماكيير وليس لشالوحي نفسه كممثل. لكن يبدو ان الامر اختلط على الممثل اللبناني تماما كما اختلط عليه وهو يختزل ابو جودة ببرنامج واحد قدمه العام 1997! والمؤسف اكثر ان يكون شالوحي نفسه هو الذي انزلق الى “فوقية” التقييم بكل خفة، بعدما كان يُنظر اليه كممثل واعد، قريب من الوجدان، حيث قاده الانفعال الى مكان بعيد عما حجزه في خيال المشاهد.
وعليه نقول ان الاستهزاء الذي تعرض له طوني ابو جودة، في برنامج NEXT انما يأتي لصالحه، بعدما شن الناشطون عبر “السوشيل ميديا” هجوما لاذعا على من قال وعلى ما قيل بحقه. فالجمهور اللبناني والعربي ليس غبياً، يدرك جيدا قيمة طوني ابو جودة الفنان ومقدم البرامج، والمتميز في التقليد والغناء.. وهو الذي يملك صوتا مطواعا ذي طبقات عالية يصلح لأكثر من لون غنائي، وهو الرسام، والممثل التلقائي على المسرح، وصاحب النكتة الحاضرة، والشخصية المفعمة بالحيوية.
ولكن يمكن القول بأنه رغم كل هذه الصفات، ورغم كل ما قدمه سابقا، تبقى هناك فعلياً فرص ضائعة امامه. لعله قصر نظر اصحاب بعض المحطات التلفزيونية او المنتجين.. او تقصير من قبل الفنان اللبناني نفسه، ولكن في الحالين، المؤكد هو ان طوني ابو جودة مخزون من المواهب .. بانتظار الفرصة الحقيقية!
شاركنا النقاش