دمشق: آمنة ملحم|
عاد الفنان الكبير دريد لحام الى الشخصية المحببة غوار الطوشة مجددا من خلال احتفالية “هنا لنا”. تألق في ادائه مسترجعا زمن جميل وفن مصقول، لا زالت اطيافهما متأصلة في نفوس جمهوره العربي. الزمن الذي يحمل ايضا بصمات فنانين آخرين مثل الراحل عمر حجو.
اختار الفنان القدير دريد لحام كلمة- مفتاح جديدة “نتذكر”، لتكون قرينة لعنوان احتفالية “هنا لنا”، وهو صاحب فكرتها مع مبادرة “أحباب يا بلدي”.
اختلاف كبير ما بين الملامح العامة للاحتفالية التي بدأت قبل عامين كرسالة لكل من هاجر هذه البلاد ليعود إليها من جديد. إذ تحمل هذا العام خصوصية جديدة فهي “هنا لنا – نتذكر” وفق حديث لحام ل”شاشات”، كي نتذكر أبو خليل القباني وتراثه الموسيقي، وعمر حجو بمسرح “الشوك”. وهناك كثيرون مضوا ويستحقون دائما تسليط الضوء عليهم، لأن من لا يقرأ تاريخه ويتمثله، لا يصبح لديه ثقة بنفسه وفق تعبيره.
العرض الذي قدم في أوبرا دمشق الأولى قسم إلى فقرتين. خصصت الاولى لحياة أبو خليل القباني رواها خلف شاشة عرض كبيرة الفنان علي كريم كمقاطع مسجلة مسبقا، تقطعها وصلات غنائية من أغان وموشحات القباني، غنتها الفنانة ميادة بسيلس وخلدون الحناوي، مترافقة مع رقصات لفرقة “جلنار” بقيادة علي حمدان، وتوزيع موسيقي جديد للموسيقيار سمير كويفاتي.
أما الفقرة الثانية فكانت مخصصة للمسرح، عبر إعادة فقرات من مسرح “الشوك”، الذي قدمه الفنان الراحل عمر حجو ودريد لحام في ستينيات القرن الماضي. ولكن هذه المرة أداها كل من الفنانين حسام تحسين بك، محمد خير الجراح، يحيى بيازي، يزن السيد، راكان تحسين بك، كندا حنا، معن عبد الحق، وطارق الشيخ. وتكريما لحجو وتحية لروحه شارك الفنان لحام في المسرحية من جديد.
وبينما طغى على الفقرة الأولى من العرض شيئاً من الملل نتيجة الاسترسال في قصة حياة القباني، جاءت الفقرة المسرحية لتشد جمهور الحفل مع أداء لافت للفنانين دريد لحام وحسام تحسين بك، اللذين بديا بعمر الشباب على الخشبة، ولم ينل الزمن من طرافة أدائهما وخفة روحهما، ولا سيما أنهما قدما نفحات من مسرح “الشوك” المفعم بالنقد الاجتماعي والسياسي بمستوى عال.
ولم يرفق الحفل بإسم مخرج، وإنما لعب الفنان دريد لحام دور المنسق لفقراته، كون الحفل لا يتطلب وجود مخرج وفق تصريحه لـ”شاشات”.
يذكر أن ريع “هنا لنا” خصص للجرحى والمصابين بعجز من عمال الكهرباء والنظافة والاسعاف والإطفاء في حلب، بعد أن كانت خصصت في الاحتفالية السابقة لنظرائهم في دمشق، وستخصص في أعوام قادمة لآخرين في محافظات أخرى .
شاركنا النقاش