[sam_zone id=1]

ماهر منصور

يعود مسلسل “الهيبة” ليجمع الفنان تيم حسن بطلاً والسيناريست هوازن عكو كاتباً، بعد أن التقيا في النسخة الجديدة من مسلسل “أسعد الوراق” (2010). وقد كان هذا الأخير مثالاً ناجحاً لتحدي السائد في الإنتاج الدرامي، وذلك عبر نموذج يقدم نفسه بالشكل الفني السائد ذاته، ولكن بمضمون مختلف، فهل ينجح مسلسل “الهيبة” بتجاوز التحدي عينه، وإعادة سيناريو الحضور المختلف على طريقة “أسعد الوراق”؟

في العام 2010 شهد الموسم الدرامي الرمضاني الجزء الخامس من مسلسل “باب الحارة” (أعلن وقتها أنه الأخير في السلسلة الشهيرة)، والجزء الثاني من مسلسل “أهل الراية”، الذي تصدى لبطولته نجم “باب الحارة” المستبعد الفنان عباس النوري، وقد بلغت المنافسة بين العملين حدها الأقصى إلى درجة استعانة “أهل الراية” بنجوم أتراك.

ووسط هذا الجو التنافسي، جاء مسلسل “أسعد الوراق” مخالفاً للعملين، يجمعه معهما القالب الدرامي ذاته الذي انتشر تحت ما عرف باسم “دراما البيئة الشامية”، فقدم حكايته متقاطعة مع هذين العملين بوحدة الزمان والمكان واللغة والملابس والموسيقى.. إلا أنه تفرد عنهما ببنائه الدرامي الحكائي. فالتقط، استنادا إلى مجموعة قصصية للكاتب الراحل صدقي إسماعيل بعنوان “الله والفقر”، حكاية افتراضية توافرت فيها شروط متعة الفرجة التلفزيونية (التسلية والتشويق)، من دون أن يقع في مطب “باب الحارة” و”أهل الراية”، اللذين عمدا إلى تقديم “بيئة معقمة” على حساب شرطها الدرامي والتاريخي. وهو الأمر الذي تجاوزه “أسعد الوراق” رغم أنه لم يستند إلى وثيقة مادية لتاريخ المنطقة، كما فعل مسلسل “حصرم شامي”(2007) مثلاً. وكأن لسان حاله يقول أن الرغبة التسويقية لهذا الشكل الدرامي ليست مبرراً للرداءة التي فيه.

اليوم يدخل مسلسل “الهيبة” تحدي السائد ذاته. فهو يقارب الشكل الدرامي الذي اعتدناه عبر مجموعة من المسلسلات المقتبسة عن أصول أجنبية، بل ويقدم حكايته الجديدة مع نجمي أهم تلك المسلسلات (تيم حسن ونادين نجيم)، ووفق منطقها التسويقي والفني، على النحو الذي يضعه في الغالب أمام امتحان أقسى من ذلك الذي خاضه “أسعد الوراق” في العام 2010.

نظرياً يمتلك المسلسل نقاط قوة من شأنها أن ترفع حظوظ نجاحه. فنجمه تيم حسن لطالما أثبت أنه يستطيع اللعب التمثيلي والاستحواذ على مفاتيح الفرجة والمتعة في أدائه، مهما اعترى النص ضعفاً. وسبق وشاهدنا كيف اختبأ النص المكشوف باقتباساته في “نص يوم” خلف اللعب المشهدي لحسن.

ومع نص هوزان عكو الذي أثبت قدرته على فهم السائد الدرامي وتجاوزه بمقترح فني أكثر نضجاً، يعدنا “الهيبة” بالجديد المختلف في أداء تيم حسن. ويضاف إلى الرهان على أداء حسن ونص عكو، الحضور الطاغي للأم منى واصف، والتطور المتصاعد في أداء الفنانة نادين نجيم، وقدرات “الصباح” الإنتاجية. كل تلك العوامل مجتمعة تجعل من “الهيبة” مغامرة محسوبة، نأمل أن يؤكد استكمال العرض أنها كانت وصفة للنجاح أيضاً.

يعرض على “MTV” في العاشرة والنصف مساء، وعلى قناة “MBC  دراما” في السادسة مساء بتوقيت بيروت.

في هذا المقال

شاركنا النقاش