[sam_zone id=1]

القاهرة: وليد ابو السعود

اثار اختيار فيلم “الشيخ جاكسون” مؤخرا ليمثل مصر في مسابقة الـ”أوسكار” للعام المقبل، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بين نقاد وسينمائيين، الذين اعتبروا أن الاختيار غير قانوني ومخالف للشروط التي وضعتها الأكاديمية الأميركية للصور المتحركة المانحة لجائزة الـ”أوسكار”، والتي تقتضي عرضه تجاريا في بلد إنتاجه، بين 1 تشرين الاول (أكتوبر) 2016 و30 ايلول (سبتمبر) 2017، ولمدة سبعة أيام متواصلة. وهو الشرط الذي لم يتوفر في الفيلم”.

وانتقد هؤلاء ترشيح الفيلم مجاملة على حساب افلام اخرى مرشحة معه، ومنها : “مولانا”، والكنز”، والاصليين”… علما ان “الشيخ جاكسون” حصل على 11 صوتا مقابل 5 اصوات ل “مولانا” و4 اصوات ل”الاصليين”..

وقال الناقد طارق الشناوي، عضو اللجنة التي رشحت الفيلم لتمثيل مصر في الـ”أوسكار”، “القانون يشترط عرض الفيلم تجاريا قبل نهاية ايلول (سبتمبر)، ومحمد حفظي منتج الفيلم حصل بالفعل على تصريح من الرقابة بالعرض قبل هذا التاريخ، وهو التصريح الذي تقدم به حفظي “لنقابة المهن السينمائية”، المُشكلة للجنة الفنية التي تختار فيلم لترشيحه للأكاديمية المانحة للأوسكار”.

وأضاف “اللجنة قررت عدم الانتظار حتى نهاية ايلول (سبتمبر)، وقامت بمخاطبة الأكاديمية، حتى لا يضيع التوقيت المُحدد للتقديم”. وبسؤاله حول إذا ما لم يتحقق الشرط بعرض الفيلم جماهيريا، هل سيتأثر الترشيح؟، أجاب “في حال عدم عرضه لن يشترك، لكن ما الذي سيمنع إذا كان الفيلم حصل بالفعل على تصريح الرقابة في ميعاد العرض، فهو متوفر فيه الشرط القانوني”.

ونفى الشناوي ما تردد حول أن لجنة المشاهدة لم تشاهد “الشيخ جاكسون”، وأن الاختيار جاء بسبب الصدى الإيجابي الذي حققه الفيلم في تورنتو. وأوضح “الفيلم عُرض في “المجلس الأعلى للثقافة” يوم الاثنين في السادسة والنصف مساءً وانتهى في الثامنة، وشاهده 23 شخصا من بينهم: الأب بطرس دانيال، المخرجة هالة خليل، المخرج خالد يوسف، المخرج علي بدرخان، المخرج عمر عبد العزيز. ومستحيل أن يقع اختيارنا عليه لأنه حصل على “سوكسيه” في تورنتو”.

وعلق منتج “الشيخ جاكسون” محمد حفظي، عبر صفحته الرسمية على موقع “فايسبوك”، على كل ما أثير: “وأنا في تورونتو، سمعت كلام كثير من ناس بتشكك إن ترشيح “الشيخ جاكسون” مخالف لقواعد ولائحة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، أحب أطمن الجميع إننا عارفين ودارسين كويس اللائحة ومش أول مرة نترشح وإن “الشيخ جاكسون” سيلتزم بها حرفيا”.

في المقابل، وانتقد الناقد مجدي الطيب هذا الاختيار، موجها عبر حسابه الشخصي على “فايسبوك”، الأسئلة التالية لأعضاء اللجنة: هل استبقت اللجنة المصرية الأحداث، وافترضت أن فيلم “الشيخ جاكسون” عُرض تجارياً بالفعل، وهو ما لم يحدث على الأقل حتى وقت اجتماع اللجنة، التي يبدو أنها وضعت في حسبانها ما أعلنته الشركة الموزعة حول موعد طرحه تجاريا، أول تشرين اول (أكتوبر) المُقبل، وبالتالي رأت أن شرط عرضه لمدة ٧ أيام متتالية في دار عرض تجارية من دور عرض الدولة المتقدمة بالترشيح قد تحقق؟ وماذا لو طعن أحد منتجي الأفلام المنافسة، بقرار اللجنة، وحجته في هذا أن “الشيخ جاكسون” لم يكن قد عُرض تجاريا، وقت الاجتماع الذي انتهى بترشيحه، ومن ثم فإن شرط العرض التجاري لمدة سبعة أيام لم يكن قد انطبق عليه وقت اختياره؟

 وتساءل: أليس وارداً ان يُعرض في الأيام المقبلة فيلماً يتفوق على “الشيخ جاكسون”، وبالتالي نكون قد حرمناه من الترشيح، بينما حجزنا مكانا مسبقاً “للشيخ جاكسون”.

من جهته، اصدر المخرج مجدي احمد علي- مخرج “مولانا”- بيانا وجهه الى “نقابة المهن السينمائية” جاء فيه:

اصدرت اللجنه … دون معايير واضحه لاختيار اعضائها، ودون وضع قواعد شفافه للتصويت وطريقته (سري-علني- فردي جماعي الخ) قرارا باختيار فيلم “الشيخ جاكسون” للترشح لمسابقة الأوسكار للفيلم الأجنبي. وقد جانب هذا الاجتماع وما انتج من قرار كل الصواب للأسباب الاتيه:

1- تنص لائحة الجائزه على ان الافلام التى لها حق الترشح، هي التي عرضت حتى ٣٠ سبتمبر، وليس (التي سوف تعرض)، وبالتالي فإن التعجيل بعقد اجتماع اللجنه يوم ١١سبتمبر، وبعد عرض خاص لفيلم بعينه يتعارض مع مفهوم التصويت الفردي والسري، الذي هو قانون الاكاديمية والذي تعد مخالفته سببا كافيا لاهدار اي قرار ينتج عنه.
2- ما هو موقف اللجنه الموقرة اذا عرض اي فيلم قبل ٣٠ سبتمبر؟ هل ستهدر حق صناعه أم تعيد التصويت أكثر من مره؟ وهل يمكن هذا بعد التعجل المريب بإبلاغ الاكاديميه بالقرار الباطل؟
3- لابد أن يتم دعوة كل أعضاء اللجنه قبل وقت كاف، وان يسلم كل منه رأيه الحر وبشكل سري وشفاف.
4 – نعلن كسينمائين حقنا في مناقشة وإقرار كل ما يتعلق بهذه اللجنه، وكذلك حق اي منظمة مجتمع مدني أو مهرجان أو مؤسسه ثقافيه اهليه في مخاطبة الاكاديمية. ونرجو سرعة تدارك الموقف وتصحيح الإجراءات تفاديا لتصعيد، قد يحرم مصر في النهايه من مجرد الحق في الترشيح.

وكان المخرج خالد الحجر قد انتقد الاختيار على صفحته الخاصة عبر “فايسبوك”، مؤكدا أنه غير قانوني وأنه لن يستوفي شرط فترة العرض.

ويثير البعض ملاحظة مفادها أنه ومنذ وصول السيناريست والمنتج محمد حفظي الى عضوية “غرفة صناعة السينما” عن السينما المستقلة، والأفلام التي يتم ترشيحها تكون اما من إنتاجه مثل “اشتباك” و”الشيخ جاكسون”، واما يعيد التصويت كما حصل سابقا لرغبته في ترشيح فيلمه “لا مؤاخذة” بدلا من “فتاة المصنع”. ما اثارغضب المخرج محمد خان وقتها .

والمستغرب اليوم وهو غير مسبوق، انه اذا عرض “الشيخ جاكسون” عرضا خاصا في 26 سبتمبر، فسيكون عدد أيام عرضه في نهاية سبتمبر، أقل من سبعة ايام. الا سيحرمه ذلك من المشاركة، ما يؤدي الى غياب مصر عن المنافسة عن جوائز الاوسكار؟

يذكر ان”الشيخ جاكسون” تأليف عمرو سلامة وعمر خالد، بطولة أحمد الفيشاوي، ماجد الكدواني، أمينة خليل، محمود البزاوي، أحمد مالك، ومن إخراج عمرو سلامة.

 

في هذا المقال

شاركنا النقاش