[sam_zone id=1]

فاتن قبيسي|

بعد اسبوعين فقط، يغلق المخرج جوليان معلوف عدسته معلنا انتهاء تصوير “بالقلب” (كتابة طارق سويد). مسلسل يُطبخ على نار هادئة. تعوّل عليه شركة ” G8 برودكشن” كثيرا. لا تتسرع في إنجاز أي من مراحله. بل انها نأت به عن “مطحنة” العرض الرمضاني، ليأخذ وقتا اضافيا.

زائر مكتب الشركة المنتجة يدرك حجم الخصوصية التي يتم فيها التعامل مع المسلسل. ثمة فريق يهتم بعمليات المونتاج، الا ان المنتجة مي ابي رعد تتابع تفاصيل العمل. وكذلك مخرجه معلوف. يعيدان مشاهدة الحلقات ويستمعان الى آراء آخرين بشأنها. يطاردان الاخطاء لتداركها قبل العرض، عبر الحذف او حتى .. إعادة تصوير بعض اللقطات. ليس مهما، الاهم هو ان يصل “الطبق” الدرامي الى المشاهد ناضجاً، ومكوناته مستوفية العناصر.. والمذاق.

ومن خلال الحلقات الاولى التي كان ل”شاشات” فرصة الاطلاع عليها، يمكن القول بأن العمل الجديد يشكل مرحلة اختمار واضحة لطارق سويد في مجال الكتابة. ثمة ذهنية متقدمة اعتمدها بعيدا عن السائد الدرامي في لبنان. القصة ذات مغزى هام. حواراته تصيب الهدف وبأقل مساحة كلام ممكنة. الوتر الوجداني اساسي في آلة العزف على الواقع اللبناني والعربي. اراد كاتب “اميليا” و”أدهم بيك” ان يتقدم خطوة على نفسه قبل منافسة غيره. وكذلك بالنسبة الى معلوف، يقدم هنا نظرة اخراجية مغايرة، يبدو أكثر تحسسا بالمشهد، ورؤيته هنا اكثر تمكنا قياساً الى تجربتيه: “مش انا”، و”الحب الحقيقي”.

بالقلب

يطغى على العمل عموما الجو الانساني، وتنخرط عناصره كافة في اظهار ذلك البعد المؤثر. من إخراج وأداء.. الكاستينغ بالاجمال موفق جدا. ثمة فرصة هامة منحت لكل من سارة ابي كنعان ووسام فارس الذين يتصدران الحلقات الاولى. يبدو انهما بالفعل “قد الحمل”. أداؤهما لا غبار عليه. الشركة المنتجة “تخلق” ابطالها بعيدا عن “النجوم” التقليديين في لبنان. كذلك فعلت سابقا مع باميلا الكيك وجوليان فرحات ( من خلال “الحب الحقيقي”). وكارمن لبس تخوض هنا دورا من أهم أدوارها، ولا مغالاة في ذلك. وغابرييل يمين يخرج من جلده، ومحمد عقيل يبدو لافتا، وهو الذي يتميز بهيئة واثقة وأداء متمكن… علما ان العمل يضم ايضا بديع ابو شقرا، دارينا الجندي، نوال كامل، الين لحود، حسان مراد، ستيفاني عطالله، جمال حمدان، جورج حران، سمارة نهرا، ريان ابي رعد، وجان دكاش..

وبانتظار العرض في الخريف المقبل على شاشة LBCI، يمكن القول بأن “بالقلب” الذي استغرق تحضيره حوالى العامين، أخذ وقته في الإعداد والتحضير. ليس ثمة لهاثا للحاق بالعرض الرمضاني، وما يستلزمه غالبا من “محرقة” استكمال التصوير بموازاة العرض. سيكون عملا منافسا بلا شك، اذا ما كانت الحلقات كلها على شاكلة حلقاته الاولى، حيث المشاهد نابضة، والإيقاع سريع، والأحداث مبشّرة.. بالتشويق.

(الصور من العمل حصلت عليها “شاشات” حصرياً).

دارينا الجندي

في هذا المقال

شاركنا النقاش