القاهرة : دعاء حسن|
في حلقة اتسمت بالصراحة والجرأة، أطل الفنان اللبناني نيقولا معوض مع الإعلامية سمر يسري في برنامج “أنا وأنا” عبر شاشة “اون اي”، معترفا بتعاطيه المخدرات، ومتطرقا الى أمورمثيرة للجدل كالدين والسياسية والجنس والحب. ما اثار جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث تداول بعض الناشطين آراءه وقاموا بانتقادها.
وجاء الهجوم على الفنان اللبناني، بالرغم من مطالبته طوال الحلقة بإحترام صراحته، وخاصة أنه يرفض إطلاق الأحكام على الآخرين ولا يتدخل في شؤونهم.
واللافت أن تصريحات معوض جاءت صريحة وجريئة منذ بداية الحلقة، حيث اعترف سريعا بأنه يتعاطى مخدر “الحشيش” فقط، مؤكدا أنه يتناوله قليلا فى اطار المجاملات الاجتماعية.
وبالرغم من قوله بأنه غير ضليع بالسياسة ويفضل عدم الدخول فيها، إلا أنه عندما سألته سمر يسري عن مدى إمكانية السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ “حزب الله” في قتال اسرائيل وتحرير القدس، أجاب قائلا: “أثبت حسن نصرالله في الفترة السابقة أنه لا يخاف، وأنا أرى أننا كشعب عربي يجب ان يكون لدينا هذه الشخصية، ولا أعلم إن كان سيدخل القدس أم لا”.
وأضاف: “حزب الله” موجود في الجنوب ومنتشر، وكمجتمع مسيحي في الجنوب لم نشهد أي مضايقات منه تجاه اي طائفة ثانية”. وتابع: “قد يكون لي مآخذ كثيرة بشأن تدخلاته في السياسة اللبنانية، لكن على صعيد تعامله مع الناس الآخرين على الأرض هو محترم”.
وبرر مقولته “اعتقدت أن الله من اختراع البشر”، بأنه مر بمراحل كثيرة خلال حياته الإيمانية، مؤكدا أنه يتساءل دائما عن الامور الموروثة . واشار الى أنه شاهد كيف يتم علاج المس من الجن وما شابه، مما جعله يقترب من الله، لأنه رأى أن الشر أو الشيطان هو الذي يقرّب من الله.
أما عن حديثه بأنه لا توجد خطيئة تمنع من دخول الجنة، فقال انه شخص متسامح الى أقصى درجة، ولكن لا يمكن أن يغفر لأحد يقوم بإيذاء أشقائه.
كما اعترف خلال اللقاء بأنه أقام علاقات متعددة من دون زواج عندما كان في الحادي والعشرين من عمره، واقرّ أيضا بدخوله في علاقة عاطفية مع فتاة مسلمة مصرية، كان يعلم فشلها منذ البداية، ولكنه قرر خوضها ليعيش احساس الحب، كاشفا انها فنانة.
كما برر فشل علاقته العاطفية بالفنانة ريتا حايك، لكونهما يتشابهان للغاية اذ تحولا الى أشقاء بموجب علاقتهما بعد تطورها، نتيجة مشاركتهما في عمل درامي، ومن ثم تقديمهما معا لبرنامج تلفزيوني.
ولفت إلى أنه بطبيعته “بيتوتي” لا يحب الخروج والسهر، ولذلك فإن أغلب علاقاته العاطفية كانت من الوسط الفني، وتحديدا مع الممثلات.
وعن رأيه في العلاقات الجنسية المثلية، أكد معوض بأنه ليس في موقع أن يرفض مثل هذه العلاقات، حيث وصفها بانها أمور شخصية لا علاقة له بها، مشيرا إلى أنه يتعامل مع أي علاقة جدلية في المجتمع من مبدأ عدم رفضه شيء.
ومن وحي صراحته ايضا خلال اللقاء، أكد أن الفنان لا يقدر في لبنان، وهو ما شعر به بالرغم من مرور تسعة أعوام على خوضه التمثيل، مما جعله يتوجه للعمل في مصر.
كما انتقد الدراما اللبنانية ووصفها بأنها مجرد محاولات وليس لها هوية، عكس الدراما المصرية والسورية، مبررا ذلك بان هناك أعمالا درامية لا تهتم بالحوار والموضوعات، وتركز فيها الفنانات على جمالهن فقط، ما يجعل هذه الأعمال سطحية.
ولفت إلى أن رأيه هذا سوف يغضب صناع الدراما اللبنانية، مؤكدا في الوقت نفسه أن انتقاده هذا نابع من غيرته على دراما بلده، لافتا إلى أنه اضطر للمشاركة في أعمال غير راضٍ عنها مجاملة لأصدقائه، منها مسلسل “تحليق النسور”.
ولكن معوض أشاد بمسلسله “ابرياء” مؤكدا أنه يحبه، بالرغم من معارضة البعض له حيث يتناول فكرة السادية، لافتا إلى أنه يميل إلى نقل آفات المجتمع والأفكار الجريئة الى الشاشة.
من ناحية أخرى، اعترف الفنان اللبناني بأنه لم يتقن اللهجة المصرية، وفي الوقت نفسه قال انه لم يتقن التمثيل بعد فهو دائما يعمل على نفسه . وردا على انتقادات حول أدائه التمثيلي في مصر، برر ذلك بأنه يميل نحو التمثيل الهادئ ويرفض الأداء المسرحي، مؤكدا أن اداءه هذا اشاد به عدد من المخرجين المصريين كالمخرج شادي الفخراني الذي اختاره لتقديم شخصية داعية اسلامي في مسلسل “ونوس” بالرغم من كونه مسيحيا لبنانيا.
ونفى أن تكون وسامته وراء اختياره في أول أعماله المصرية “ونوس”، حيث أطل بشكل بعيد تماما عن ملامحه.
كما انتقد معوض وجود رقابة دينية على الأعمال الدرامية والسينمائية، ووصف سياسة المنع والقمع بأنها فاشلة، مؤكدا أنه يؤمن بالعلمانية ويفضل فصل الدين عن الدولة، لكون الدين علاقة خاصة بين الانسان وربه.
وأخيرا كشف معوض عن مشاركته في مهرجان “لبنان واحد” من أجل دعم المجتمع اللبناني الواحد، حيث يخشى كأبناء جيله على لبنان من الفتنة الطائفية.
شاركنا النقاش