[sam_zone id=1]

رحاب ضاهر|

لم يهدأ الجدل حول أغنية النجم المصري عمرو دياب التي أصدرها مؤخرا بعنوان”يوم تلات”، وانقسمت الآراء حولها بين معجب بالأغنية ومنتقد يعتبر أنها لا تتناسب مع تاريخ “الهضبة”، وأنها تتضمن نوعا من الإيحاءات الجريئة، وتم التركيز على مقطع “غدا وعزموني فتفتوا الفتافتيت وفتنوني” وتم الربط بين عزيمة الغداء وفتنة عمرو دياب، وقيل إنها تحتوي على إيحاءات جنسية، فشغلت عزيمة الغداء والأكل و”الفتافيت” حيزا كبير من الأخذ والرد .

ويبدو أن الأكل، والفواكه تحديدا، في الأغاني مرتبطة بفعل الحب والغزل وبالتلميح الى الإشتياق والوله، مما يؤدي احيانا إلى منحى ذي إيحاء جنسي لدى المتلقي . وعلى سبيل المثال فإن من أشهر الاغاني العربية التي ربطت بين الأكل والحب والإيحاء الجنسي أغنية ناظم الغزالي “يا ام العيون السود ما جوزن انا وجهك القيمر واتريق منه “، ويضيف في نفس الاغنية ويقول:”من ورا التنور تناوشني الرغيف يا رغيف الحلوة يكفني سنة”. فالأكل هو فعل اشتهاء يرتبط في هذه الأغاني في أذهان العامة كنوع من الإيحاء الجنسي .

ولعل الخد هو أكثر ما ارتبط بالأكل، أو بالفواكه في الأغاني . فكاظم الساهر تغزل في أغنية “الحلوة” بحبيبته، فشبه شفتيها بالكرز وخدها بالتفاح “شفة كريزة وخد تفاحة”، وعاصي الحلاني في بداياته عندما غنى هوارته الشهيرة وصف خد الحبيبة بأنه “قرص الصفحية ونيال اللي اكلو “.

وكثيرا ما يتم تشبيه الصدر بالبرتقال كما ورد أيضا في هوارة عاصي الحلاني ” صدرك الشموطي”، وهو نوع من البرتقال، كما ورد في كثير من الأغاني تشبيه الحبيبة بالفاكهة… وكانت كلها ذات دلالات جنسية ، باعتبار ان الفاكهة تؤكل وتشبيه الحبيب بها نوع من الاشتهاء لأكل الحبيب. وفي الأغاني الشعبية كثير من الجمل المليئة بالفواكه، وأشهرها “الفراولة بتاع الفراولة” للمغني المصري الشعبي مثقال الريس كما اشتهرت أغنية “المانغا والتي جاء فيها : “وسطها ولا وسط كمنجة، أنا كنت بحب المشمش دلوقتي بموت في المانغا”. ثم كانت أغنية “البرتقالة” في أواخر التسعينيات التي فتحت شهية الكثير من الفنانين العراقيين الذين توجّهوا إلى الغناء للفاكهة، فصدرت “اليوسف أفندي”، و”الباذنجانة” الى أن جاء المصري سعد الصغير ليكمل مجموعة الفواكه بأغنيته “العنب العنب”.

كذلك اشتهرت أغنية في الثمانينيات للفنانة اللبنانية المعتزلة داليدا رحمة بعنوان “يا بلح زغلولي حبك وصفولي وصفولي وأنا قلبي ذايب على البلح”، بالإضافة إلى أغنية “فرولاية” وغيرها من اغاني المهرجانات التي قلّما خلت من التشابيه الجريئة.

اما نجاح سلام فكانت التبولة وفنجان القهوة أداة لإغراء الحبيب ودفعه لزيارتها: “ميلك ميولة.. بنسقيك فنجان قهوة، بعملك تبولة”.

ومما سبق يتضح أن الحب والأكل مرتبطان ببعضهما البعض، وأن المثل القديم الذي يقول إن أقرب طريق لقلب الرجل هو معدته ساري المفعول، من ناظم الغزالي الى عمرو دياب الذي أغوته النساء الثلاث بعزيمة الغداء وقليل من “الفتافيت “!

في هذا المقال

شاركنا النقاش