تساءل الفنان مصطفى الخاني عن سبب عدم تطبيق نقيب الفنانين زهير رمضان لوعوده السابقة، مؤكدا ان الوضع الذي وصلت اليه النقابة اليوم كارثيا. وقال: “لو كنت نقيباً للفنانين وسمعت ما يقوله الفنانون حالياً عن النقيب لاستقلت فوراً، لأن صاحب هذا المنصب الذي لا يحمل هم الفنانين يصبح هماً على الفنانين”.
وقال: ألم يسأل سيادة النقيب والمجلس الحالي لماذا هذا الالتفاف الكبير وهذه المحبة من الفنانين حول فادي صبيح، والذي من المفترض أن تكون حولهم، بحكم أنهم جاؤوا عن طريق الانتخابات؟ ببساطة لأنه حين يعلم فادي ان أي فنان لديه مشكلة، وحتى لو لم يكن صديقه، فإنه يبادر بصمت وحب من تلقاء نفسه للمساعدة مستخدما علاقاته الشخصية، ودون أي فوقية او مباهاة وافتخار بما قام به، وهو ما يفترض ان تقوم به النقابة، بل هو من صميم عملها.
وكتب الخاني عبر صفحته على “فايسبوك” رسالة طويلة استهلها بالقول: كنت سعيداً بنتائج انتخابات الفنانين في فرعي دمشق وريف دمشق، بأنها أفرزت وجوهاً جديدة كلياً تعي حجم الكارثة التي وصلت إليها النقابة اليوم، وأتمنى أن يكون ذلك من زملائنا في انتخابات حلب وبقية المناطق.. لأن التغيير أصبح ضرورياً.
وفند الخاني مشكلات النقابة الحالية وجوانب تقاعسها من خلال نقاط عدة جاءت كالتالي:
1- كان هناك ندوة عن الدراما السورية في فندق “الشيراتون”، ولم يكن الاستاذ زهير مضان نقيبا للفنانين، وألقى حينها كلمة كان يلوم فيها مجلس النقابة آنذاك على تقصيره في الدفاع عن حقوق الفنانين، وبأنه على النقابة أن تلزم شركات الانتاج لتقديم نسخة من عقود جميع الفنانين الى النقابة، ( وهذا طبعا موجود في القانون)، الامر الذي يضمن حقوق الجميع من فنانين وفنيين وشركات الإنتاج. ولكن هذا لا يحدث طبعا بسبب الفساد والتهرب الضريبي ولمنافع شخصية للبعض، ولتأمين فرص عمل لهم مع هذه الشركات، وبان شركات الانتاج تدفع مبلغا مقطوعا للنقابة مقابل ان تتغاضى عن تقديم العقود، الأمر الذي يحمي حقوق الشركات فقط دون الفنان ، ولهذا السبب كثير من الفنانين والفنيين الشباب يجبرون على العمل بهذه الشروط وتؤكل حقوقهم ولا يدفع لهم أجرهم او قسما من الأجر، لأنه لا يوجد لديهم أي شيء قانوني يضمن حقهم، وهذا يحدث كل عام وبعلم النقابة التي تتغاضى عن ذلك، بل وتقبض من الشركات ما تسميه (مقطوع عن كل العمل ) لتصمت عن ذلك!! وهل هناك مهمة للنقابة أهم من حماية حقوق الفنان والدفاع عنه، فلماذا تحولت الى شريك مع شركات الانتاج ضده ؟! ولمصلحة من؟
والسؤال الآن لماذا عندما أصبح زهير رمضان نقيبا لم يطبق هذا الذي قاله، وكان يطالب به قبل استلامه بأشهر ؟!
وحينها اقترحنا في الاجتماع بانه على النقابة أن تضع احد موظفيها ليطابق بين أسماء العقود المقدمة لها، وبين الأسماء الموجودة في شارة العمل، وإن كان هناك نقص في العقود المقدمة فتتخذ النقابة الإجراءات القانونية بحق شركة الانتاج، و إن كان هناك تغييب مقصود لأي من الأسماء، فيحق للفنان ان يعترض للنقابة خلال اسبوعين من عرض العمل، لماذا لم يتم تطبيق هذا الكلام الجميل يا سيادة النقيب ؟!
2- هل يعلم سيادة النقيب ومجلس النقابة بان البعض يستلم اليوم أقل من عشرين ألف ليرة في الشهر كراتب تقاعدي! لماذا لايعملون على ان يكون الراتب التقاعدي كراتب أي موظف عادي في سوريا ( ولانقول كشخص اعتباري له تاريخه) وجميعنا يعلم الدخل المالي الكبير للنقابة.
3- هل يعلم مجلس النقابة وسيادة النقيب كم العناء والتعب الذي يتعرض له المتقاعد (الكبير في العمر، وغالبا المريض) للحصول على راتبه الشهري؟ لماذا لا يكون هناك بطاقة صراف آلي كأي موظف في سوريا ؟!
4- هل يعلم سيادة النقيب ومجلس النقابة كم الذل والبيروقراطية التي يتعرض له الفنان إذا مرض او أراد صرف ثمن دواء من النقابة ؟ لماذا لا يكون هناك بطاقة تامين صحي كأي موظف أو عامل في سوريا؟
5- هل يعقل وبقرار من السيد النقيب، بان الفنان المتقاعد الذي لايأتي لاستلام راتبه خلال فترة عام فإنه لايحق له المطالبة بهذه الرواتب ، ولا يتم تحويلها الى البنك المركزي لاستلامها لاحقا من هناك ! ماذا لو كان هذا الفنان مريضا وهذا طبيعي وسائد في أعمار المتقاعدين! وعوضا عن أن يتم إرسال الراتب الى منازلهم كما كان يحدث سابقا، أصبحت النقابة تحرمهم من حقهم بالمطالبة برواتبهم !
6- لماذا كل خدمات نقابة الفنانين متأخرة سنوااااات عن خدمات أي دائرة حكومية في سوريا، في الوقت الذي يجب أن تسبق الجميع، وتكون مثالا يحتذى به بحكم أن إدارتها يفترض أن تكون من المبدعين.
7- هل من مهام النقيب توزيع شهادات وطنية على الفنانين !
فعندما يصدر السيد الرئيس مرسوم عفو عن الإرهابي الذي حمل السلاح عندما يريد العودة الى حضن الوطن، يخرج النقيب أمام الإعلام ليقول بأن الدولة حرة إن سامحت، وبأنه كنقيب لن يسامح وبأن الفنانين قادة رأي! مع العلم أن قانون العفو لم يميز بين شخص أمي أو حامل للدكتوراه أو … فهل يعقل أن قانون الدولة السورية لاينطبق على الفنان السوري وبمطالبة علنية من نقيب الفنانين ؟! هل يعقل أن الدولة السورية تعمل على إعادة لم شمل البيت الداخلي السوري والنقابة تأخذ مواقف أكثر تشددا وتعصبا، في الوقت الذي يفترض فيه من الفنان ان يكون سبّاقا في هكذا مبادرات، تعيد المحبة بين جميع ابناء أمنا سوريا .
8- مؤلم ماحدث مع الاستاذ محمد الشماط ( أبو رياح ) عندما ذهب مؤخرا للنقابة وهو في عمر يقارب التسعين، وكيف رفض استقباله النقيب، ولم يخرج إليه ليكلمه او يعتذر منه ، بحجة انه لم يأخذ موعدا مسبقا! وجميعنا يعلم بانه عندما يذهب الفنان السوري الى مكتب أي مسؤول في سوريا أو الوطن العربي، كيف يتم التعامل معه بكل رقي واحترام..
9- هل يعقل أن اطلب من الفنان عندما يريد أي ورقة من النقابة، أو حتى إذا أراد أن يدفع رسما أو ضريبة للنقابة أن يحضر شخصيا! تخيلوا أن أقول للاستاذ دريد لحام او للاستاذ صباح فخري او السيدة ميادة الحناوي أو … عليك أن تحضر بنفسك عند أي طلب تريده وممنوع أن ترسل شخصا من قبلك! وفي الوقت الذي تتجه فيه كل دول العالم للخدمة الالكترونية، نحن نصر على حضور الفنان بنفسه ليدفع الرسوم والضرائب الدورية، وطبعا هذا لم يكن قبل استلام النقيب الحالي.
هل يعقل أن النقابة تفصل أعضاء مثل جورج وسوف وتيم حسن وأمثالهم الكثيرين، بحجة انهم لم يحضروا شخصيا لدفع رسومهم السنوية! هل يعلم النقيب أن هكذا أسماء يحصلون في أكبر نقابات الوطن العربي على عضوية فخرية، في الوقت الذي يتم معاملتهم بهذه الطريقة!!
10- ربما من الصعوبة ان تنتج النقابة أعمالا تؤمن فرص عمل للفنانين، ولكن لماذا لا يكون قانونها الضريبي يساعد على عمل الأعضاء، مثال : الفنان الذي يقدم عملا واحدا فقط في العام، تكون ضريبته 1% ، والفنان الذي يقدم عملين في العام تكون ضريبته 2% ، ومن يقدم ثلاثة أعمال 3% … الخ وبذلك تكون الضريبة تصاعدية، وبهذه الطريقة أضغط على شركات الانتاج للبحث عن تأمين فرص عمل للعاطلين عن العمل، وأخفف الضريبة التي ربما تصل الى حوالي 15% من الفنان الذي لديه فرصة عمل واحدة ، وأقوم بتحصيل نفس هذه المبالغ ممن يعملون بعدد كبير من الأعمال .
11- عند تشييع فنانيين كبار مثل الراحلة نجاح حفيظ رحمها الله وغيرها الكثير، لماذا لا نجد سيادة النقيب في صفوف المشيعين كما نجده في الصفوف الأمامية عند أي مناسبة رسمية، الأمر الذي يعد من أبسط مهامه، وعندما سألوه في الاعلام عن هذا الموضوع، أجاب بأنه أرسل باقة من الورد وأرسل ممثلا عنه!
12 – خلال الاحتفال بالعيد الوطني الاماراتي في دمشق، التقيت بسفير سلطنة عُمان في دمشق ، وعاتبني وبمحبة عن عدم حضوري للحفل الذي أقامته السفارة في دمشق بمناسبة عيدهم الوطني كعادتي كل عام، ومستغربا عدم حضور أي فنان سوري باستثناء نقيب الفنانين، واعتذرت منه وأجبته بأنني لم أتلق هذا العام دعوة لذلك، فاستغرب وسأل مدير مكتبه الذي اجابه بأنهم في هذا العام ارسلوا جميع دعوات الفنانين الى نقابة الفنانين، ولكن لم يحضر أي فنان باستثناء النقيب، وطبعا لم يتم إرسال هذه الدعوات الى اصحابها!!
13- أنا شخصياً كفنان لم أستفد من النقابة بأي شيء، وبالتالي بالنسبة لي عدم وجودها أفضل من وجودها بالشكل الحالي، لأنها ببساطة تحولت من نقابة للفنانين الى مركز ضرائب وجباية من الفنانين. وعندما يسألهم البعض ماذا فعلتم خلال وجودكم في النقابة يجيبون فورا عن ارتفاع دخل صندوق النقابة الى مئات الملايين! والسؤال ما فائدة هذه الاموال إن لم تنعكس على الفنانين او على الأقل على المحتاجين منهم؟! ما فائدة هذه الارقام والراتب التقاعدي مخجل، والتأمين الصحي غير متوفر، واحترام كرامة الفنان غير موجودة في تعاملكم معه .
14- لماذا منع سيادة النقيب القائمين على صفحات النقابة في مواقع التواصل الاجتماعي من ذكر الأسماء التي تقدمت للنقابة وتم قبول ترشيحها؟! هل خوفا من المنافسة أو تعتيما على المرشحين كي لا يعلم بهم زملاؤهم أو ….
في النهاية أقول لو كنت أنا نقيبا، وشاهدت ما يقوله الآن الفنانون في الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي عن النقيب الحالي، لكان من المستحيل أن أعيد ترشيح نفسي، بل لاستقلت فورا، فلماذا أقاتل وأصر أن أكون نقيبا لأشخاص يهاجمني كل هذا العدد منهم ؟! لماذا؟؟
ولماذا لم أسمع أي تصريح من اي فنان، عكس هذا الرأي؟!
لكل هذه الأسباب ولغيرها، فإن حالي حال الكثير من الفنانين سأنتخب أي شخص جديد ليس شريكا في كل ما ذكرته سابقا، لأنه باختصار من يتابع تصريحات جميع الفنانين يعلم بأن النقيب الذي لا يحمل هم الفنانين يصبح هماً على الفنانين .
شاركنا النقاش