[sam_zone id=1]

فاتن قبيسي|

بعد حوالى سبع سنوات لغياب اعماله عن الشاشة، يعود اسم الكاتب مروان نجار هذه الايام حاملا تحديا دراميا جديدا. “سكت الورق” أعاد الكلام لورق نجار في اطار مسلسل ستعرضه غدا شاشة “mtv”، انتاج واخراج نديم مهنا، وان كان قلم الكاتب اللبناني لم يسترح في السنوات الاخيرة، التي واصل فيها الكتابة من خلال اعمال لم تبصر النور بعد.

واذا كان من المفترض ان يحمل المسلسل الجديد البهجة الى قلب نجار، بعد آخر عمل عرض له من انتاجه بعنوان “هيك قالت زهية” في العام 2011، الا انه يفاجئك حين تسمع منه توجساته الكبيرة حول العمل المرتقب. لماذا؟

يعيش نجار حالة ترقب كبيرة لمشاهدة عمله (الذي يقوم ببطولته داليدا خليل، وتقلا شمعون وخالد القيش) فقد تم استبعاده كليا عن تنفيذ العمل. ويقول في حوار مع “شاشات”: “انا انتظر كل انواع المفاجآت من الجيدة الى المخيفة. فاذا كان نصيب هذا العمل التوفيق والنجاح صفّقت للمخرج، اما اذا كان نصيبه ضياع هيكل الرواية، فأنني أبرّأ عندها الكاتب والممثلين”.

وما الذي يدعوك الى هذا القول؟ يرد نجار: ” لأنني لا أعرف كيف تمت قراءة النص، وكيف قُدم، ولا اين صُور. وفيما كان لي رأي في اختيار معظم الممثلين، لكنه لم يكن لي مجال للأخذ والرد في الجلسات التمهيدية للتصوير، أو من اجل نقل ملاحظاتي ككاتب الى المخرج. كما أنني لا اعرف ايضا ماذا حُذف، فأنا كتبت 30 حلقة ولا أعلم كم حلقة سنشاهد على الهواء”.

ولكن لماذا تفترض الحذف سلفا قبل المشاهدة؟ يجيب نجار: “سألت من انا على تواصل معهم من الممثلين، عن بعض تفاصيل دورهم، فأجابوني بأن ما أسأل عنه قد تم حذفه. ارجو الا يكونوا مبالغين! واخشى فعلا في حال تم حذف مشاهد معينة، الا يكون ذلك من العامود الفقري للرواية. فاذا كانت قصة ارباح فائتة فلا مشكلة، ولكن اذا كانت قصة خسارات فهنا المشكلة الفعلية. انا لا اقول ان نديم مهنا مخرج سيء، بل اقول انه تصرف تصرفاً موجعاً ويدعو الى التحفظ”.

ويضيف: لو كان مهنا مخرجا اعرف له اعمالا سابقة، او تبادلت معه النقاشات كما الكثيرين من زملائي المخرجين، لكان خوفي أقل. وهذا لا يعني انني انتقد شخصا ومهارته، بل جهلي بهذه المهارة.

ومسلسل “سكت الورق” عمل عزيز على قلب كاتبه، فهو يقول عنه بأنه “من اصعب واجمل الروايات، لأنها قائم على شخصيات غير منمقة، تتصرف وفق دوافع عميقة الجذور، سواء اكانت التربة مشتركة في قرية او عائلة، او خاصة بأفراد رسمت الحياة معالم فكرها”.

ويكشف عن قصة العمل بقوله “انه يتناول قصة صبية معاصرة لا تعرف شيئا عن ظروف ولادتها، وهي ناحجة جدا في الحياة والعمل، تعيش مع جدتها التي بلغت من المرض اواخره، وشارفت على الموت، وكل همها ان تخفي عن حفيدتها معالم المرض. والغريب ان الصبية “لين” لاحظت جهود جدتها لمراعاة خاطرها، وتظاهرت بعدم الانتباه.

ويضيف: كانت الجدة منذ صغر “لين” تروي لها حكايات، ويحلو للصغيرة ان ترى صورة العجوز وكأنها جدتها، والصغيرة في الحكاية كأنها هي. فقالت لها الجدة: “دعيني اروي لكٍ آخر قصة”، وروت لها قصة غريبة لم تكن “لين” تعرف أنها حين رأت بطلتها على صورتها قد اصابت قلب الحقيقة. فالبطلة في الحكاية هي ام “لين” ليلة الولادة والوفاة. هي حكاية وصول الطفلة الى يدي الجارة التي هربت وادعت انها جدتها، ورجاء الام ان تعتني لها بها. لتختم الجدة حكايتها بالقول: “وهيك يا حبيبتي حملتك وجيت فيكِ ع بيروت، سميتك “لين” ع اسم إم إمك، اللي ما اتهنت بالحياة، واللي بنتها (امك) ما لحقت تتهنى فيكِ”. فتسأل “لين” مندهشة: “أنا”؟!

ويأسف نجار ايضا لكونه كتب ايضا ثلاثة مسلسلات اخرى في السنوات الاخيرة، ما زال واحد منها في ادراج “lbci” (“عيون ماريا”)، والثاني لدى “MBC” (“اشتريني”) والثالث لدى المنتج زياد شوري ( ليش لأ)، وذلك بعد ان توقف عن الانتاج في العام 2011. ويقول عن سبب عزوفه عن الانتاج: “عندما ساءت اوضاع الانتاج والتحصيل، وعرّضت علاقاتي مع زملائي الممثلين لعدم الايفاء معهم، وجدت الانسب لي ان اقفل مكتبي، واكتفي بالكتابة وبعض النشاط الاكاديمي الذي اشتقت اليه”.

ولكنه يعود للحديث عن النتيجة المرتقبة لعرض “سكت الورق” بقوله: “اما ان يكون العمل جسرا يدعوني الى عبور هانىء نحو مهنة وهبتُها اكثر من نصف عمري، او درسا قاسيا اقفز من بعده الى هذه المهنة متوثبا بشيء من الالم وكثير من التحدي”.

وفي الحالين يستبطن هذا الكلام نيته باستئناف الكتابة، وهو الذي اشتهر باعمال عدة لاقت اقبالا ورضى من قبل المتلقي، من مثل: “طالبين القرب”، “مريانا”، “الطاغية”، “الاستاذ مندور”، و”حصاد المواسم”، الى جانب اعمال مسرحية عدة. وفي هذا المجال، فإنه سيعيد احياء مسلسله “ديالا”، الذي كان باكورة اعماله قبل 40 سنة، وكانت بطلته الفنانة الراحلة هند ابي اللمع، وذلك بالاتفاق مع المنتج مروان حداد لتقديم مسلسل جديد تحت عنوان “من انت يا ديالا؟”، وستكتمل الكتابة في حزيران المقبل، ليتم اختيار الممثلين، على ان يبدأ التصوير في الصيف. وسيُرفع العمل كتحية في العام المقبل الى “الاميرة” في ذكراها الثلاثين، والى المخرج الرومانسي انطوان س. ريمي.

ولكن الا تخاف من عدم نجاح عمل قدمت نسخته الاولى في السبعينيات؟ يرد نجار: “انا اعتمد اساسا كتابة جديدة في عصر جديد يحترم تحولات الزمن، ولكنها تحتفظ بجوهر الرواية وابعادها الانسانية، التي لا تذوي مع الزمن”.

في هذا المقال

شاركنا النقاش