فاتن قبيسي|
بدأت مؤخرا بعض المحطات المتلفزة في لبنان تروج لعمل مسرحي قريب. “ع صوص ونقطة” مسرحية جديدة تقدم الكوميديا بطريقة مختلفة. كوميديا الحركة، المفهوم الذي يغزو عدة بلدان في العالم راهنا، بعيدا عن الخطاب المباشر والتهريج او “التلطيش”. مسرحية تعتمد على انضباط عالٍ من قبل الممثلين ودقة كبيرة بالتنفيذ.. انها كوميديا من نوع “موتوريا”، أحد أبطالها الديكور، وتعتمد على تقنيات لا تحتمل الخطأ اثناء العرض.
وبذلك سيكتشف جمهور المسرح انطلاقا من مساء الخميس المقبل، في 21 شباط الجاري، مسرحية جديدة قلباً وقالباً، عرّابها مروان نجار. الكاتب الذي اعاده هذا العمل الى الخشبة مبدلاً كل حساباته، التي كان اغلقها مع آخر مسرحية له قدمها في العام 2006 بعنوان “سيدة حرة مستقلة”، كما كان اقفل باب شركته الانتاجية منذ سبع سنوات. ولكن لهذا العمل المسرحي العالمي، الذي “لبننه” نجار، سحره الخاص. فقد جذبه منذ العام 2015، ولم يقاوم كثيرا، سيما وانه ينتشر اليوم على مسارح حوالى 20 بلدا.
قام نجار بشراء حقوق العمل من الوكالة المختصة بحقوق الكتاب الثلاثة واضعي النص البريطاني الاساسي، وهو بعنوان The Play that Goes Wrong، وبدأ بالتحضير للتجربة الجديدة مع صديقه المنتج كريستيان جميّل، فقدم له تصورا كاملا كتابة واخراجا. فيما تولى تنفيذ الاخراج آغوب ديرغيغوسيان. اما الممثلون فهم ستة شبان وفتاتان من خريجي “معهد الفنون الجميلة”، يلعبون ادوارهم على مدى ساعتين، في قصر المؤتمرات في انطلياس.
ويقول نجار ل”شاشات” ان الكتاب الثلاثة للمسرحية الاصل كتبوا حتى اليوم عددا من هذا النمط المسرحي، الجديد من نوعه، واصفا اياه ب”كوميديا القرن ال21″، لكونه يعكس درجات متطورة من الكوميديا، ويتطلب احترافية من قبل جميع الممثلين، علما انها تتجاوز مستوى العالم الثالث في مجال المسرح، واي خطأ يقع في الكواليس، يمكن نتيجته ان “يفرط” العمل ككل.
ويضيف: نريد ان نثبت بأننا قادرون على ان “نضحّك” الناس بطريقة علمية مدروسة، علما ان الضحك يبدأ في التاسعة الا ربعاً، اي قبل ربع ساعة من بدء العرض في التاسعة مساء. ونريد ان تختبر مدى تفاعل الممثل الشرقي مع هذه التقنية الدقيقة، حيث المكان هنا اساسي، وفي حال قُطع التيار الكهربائي، فان ذلك قد يتسبب بسقوط الديكور على الممثلين، لذا فإننا نستعين بمولد كهربائي، ولا نتكل في هذا المجال على النمط اللبناني السائد!
ويتابع: اذا تمكنا من تحقيق توازن بين الأداء الانساني للممثلين وبين التعامل الآلي مع هذا النوع من التحرك على الخشبة، نكون قد حققنا تقدما في هذا المجال.
وعن فكرة العمل، يقول نجار انها تتمحور حول فرقة مسرحية اسمها “التعايش والوفاق اللبناني”، تعكس كل الطوائف والاحزاب، لكنها لا تعتمد على جدارة الممثل بل على انتمائه.. وبعدها تبدأ “العجائب”.. ويلفت الى انه في كل بلد، يقدم هذا العمل المسرحي تبعا لظروفه الخاصة، ففي بريطانيا مثلا تم التركيز على ضعف الموازنة، اما في لبنان فركزناعلى مشكلة المحاصصة.
ولا يعكس “ع صوص ونقطة” عنوان المسرحية وفكرتها فحسب، بل كذلك وضع الكاتب نجار، ذلك لأن قراره في مجال الكتابة المسرحية يتوقف على مدى الصدى الذي يلقاه هذا العمل. اذ يقول: “اننا سننتظر النتيجة، وأنا أجسّ النبض بعد هذا الغياب من خلال هذا العمل، فإما أعود بعده الى المسرح، وإما أكرّس الابتعاد”.
وتقوم المحطات “LBCI” و” MTV” و”الجديد” بالترويج الدعائي للمسرحية الجديدة بلا مقابل، تشجيعا للمسرح في لبنان.اما الممثلون المشاركون فهم: ايلي نجيم، ايلي حكيّم، فريد شوقي، طوني فرح، وجلال الشعار، سامر سركيس، وجان جريدي وعبير صياح.
الى ذلك، يطل نجار على الدراما التلفزيونية مجددا، من خلال مسلسل “ديالا” المقرر البدء بتصويره بعد شهر رمضان المقبل، وهو من انتاج “مروى غروب”، واخراج ايلي ف. حبيب. علما انه يقدم قراءة جديدة ومعاصرة لمسلسل “ديالا” الذي عرض بنسخته الأولى في العام 1977، من بطولة الراحلة هند ابي اللمع. على ان يعرض المسلسل الجديد في العام المقبل الذي يتزامن مع الذكرى الثلاثين لغياب ابي اللمع.
شاركنا النقاش