خاص: “شاشات”
بعد عرض الحلقات الاولى من مسلسل “سكت الورق” للمنتج والمخرج نديم مهنا على محطة “ام تي في”، ابدى كاتب المسلسل مروان نجار تحفظه على “شارة” المسلسل، بعدما كان اعلن ل”شاشات” مؤخرا انه استُبعد نهائيا عن تنفيذ العمل، مما قد يدفعه اما الى التبرؤ منه في حال اضاع المخرج هيكل الرواية، او الى تهنئة الاخير في حال كان امينا في نقل روحها.
شارة المسلسل الذي يقوم ببطولته داليدا خليل، وخالد القيش، وتقلا شمعون، يؤديها بصوته الفنان ملحم زين، وكتب كلماتها الشاعر نزار فرنسيس، ولحنها الموسيقي ميشال فاضل. واذ ينتقد نجار اغنية الشارة لعدم ملاءمتها لروح الحكاية، فانه يكشف عن كلمات اغنية بديلة من كتابته جرى تجاهلها، تتناسب وطبيعة الاحداث التي صاغها بنفسه. وقد خص بها “شاشات” لتعرضها للمرة الاولى، علما انه سجلها على انغام آلة العود بأنامل اميل فؤاد عواد..
في البداية، يوضح نجار “ان الأغاني الرائعة تكون قائمة بذاتها… وعناوين الأغاني الراسخة لا تحتاج إلى رواية تزرعها في الوجدان، من خلال تكرار مرورها في الترويج، أو شارتي بداية ونهاية لكلّ حلقة. وكثيرة هي الروائع التي نظمها الشاعر الملهَم نزار فرانسيس، وحاضرة وواعدة هي الألحان التي صنعت سمعة الشاب المبدع ميشال فؤاد فاضل، وليس ثمّة ما يمتعنا أكثر من سماع صوت ملحم زين وأدائه. أمّا أغنية العمل الروائي فلها وظيفة اخرى. إنّها تحمل روح عمل، وجوهر فكرة، ومناخ رواية، ومزاج عالم بكامله”.
ويضيف: إذا استمرّ نجاح الأغنية بعد انقضاء الحاجة من وجودها في عمل دراميّ كان هذا ربحا إضافيا نفرح به كما حصل مع “من أنت يا ديالا؟”، أو “4 مجانين وبس”، أو “آلو حياتي” مثلًا. لكن، أن نسعى إلى أغنية منفردة على حساب الغرض من وجودها، فمسألة تشير إلى نقص في سبب وجود الأغنية، والفائدة التي يجنيها المشاهد منها قبل المشاهدة وفور انتهاء العرض.
ويثير نجار مستغربا مسألة التقاطع الموجود بين شارتي “سكت الورق” و”كل الحب.. كل الغرام” الذي يعرض حاليا عبر “ال بي سي اي” قائلا:
لماذا تتشابه كلمات شارتين غنائيّتين لشاعرين مختلفين في عملين دراميّين متباعدين بالشكل والمضمون؟
لماذا نسمع باسكال صقر تنوح وتشتكي لأنّ “خيالات العمر تشرق ببالها” في شارة مسلسل من كتابة الراحل الغالي مروان العبد، ثمّ نسمع ملحم زين ينشد بصوته الرائع لـ”خيال ساكن بباله” ولخيّال لا وجود له في مسلسل من كتابتي؟
ويتابع: وفي الحالتين لا علاقة للرواية التي “يشار” إليها بغموض تلك الخيالات القائمة على التعميم غير الملزم. أتراه شرودا عائدا إلى التشابه بين اسمي الكاتبين المروانين؟ أم انطباعا سائدا لدى شعراء الأغنية المحترفين يجعلهم في غياب المعلومات اللازمة يستحضرون من “صندوقة قوافيهم” ألفاظًا معلّبة، تحت خانة الدراما عموما، فتقع يد كلّ من الشاعرين على العلبة نفسها أحيانًا؟ ولو أنّ المنتج تكلّف عناء إطلاع الشاعرين على مضمون الرواية ومناخها، أما كانت يدا الشاعرين تحرّكتا بوحي من قريحة خلّاقة متعاطفة، فاستحال التكرار وتعذّر التعليب وانسجم الغناء مع مواهب الشعراء ولاءمَ باقيَ الأداء؟
ويقول: لمحبّي الأغاني التي لا علاقة لها بالرواية أغنية أخرى، جميلة جدًّا، حُمّلت عنوان الرواية ولم تزوَّد بشيء من أجوائها (فالـ”خيَال والخيَّال الساكنان بالبال” غرضان شعريّان عامّان من خارج قصّة “سكت الورق”).
ويختم نجار بقوله: لكم الأغنية الجميلة…. وللعمل حسرتُه على الأغنية الملائمة. ولا اعرض الأغنية التي جرى تجاهلها سعيا إلى المفاضلة بينها وبين الأغنية الجميلة اليوم، بل لاعطاء كلمات اغنيتي التي صيغت أصلًا من أجواء رواية “سكت الورق”، فرصةَ تعبيرٍ وُلِدَتْ من أجلها:
كلمات الاغنية:
كيف العمر بالسر عاغفله مرق
لا استأذن ولا قال… متل اللي انسرق
احترنا وسألنا ما توفقنا بجواب
مطرح ما هنّي الاجوبه… سكت الورق
خلف العمر ميّة سؤال ومسأله
ما بين ُحب وُكره، دمع ومهزله
حرب ْوطمع ورجال شبعت ٓمرجله
واوراق فيها اسرارصعبه مأجّله
كم قلب من ويلات هالحرب احترق
ومطرح ما هنّي الأجوبه… سكت الورق
والبنت يللي عالخفايا تمرّدت
من كترما حملت وفا، وتشردت
تركت حياة العز، تعبت، عنّدت
بدّا الحقيقه تبيّن وما ترددت
ما رْميت سلاحا وحماسا ما فَرق
تالأجوبه وضحت ولو… سكت الورق
بيحلا السهر تحت القمر يللي رجع
والقلب مهما زاد خوفو وارتعب
ما كان يتعب هيك فجأه وينوجع
بيحلا الوجع مرّات وبيحلا التعب
لما لهيب الحب ّبالعالي برق
خلص الحكي، وما هم لو سكت الورق.
شاركنا النقاش