القاهرة: دعاء حسن|
استطاع الفيلم اللبناني “غداء العيد” أن ينال الاعجاب خلال عرضه ضمن فعاليات “مهرجان القاهرة السينمائي”، حيث شارك في مسابقة “آفاق السينما العربية”.
الفيلم الذي أخرجه لوسيان بورجيلي (الصورة) في أول تجاربه السينمائية، يتناول تناقضات الشخصية اللبنانية من خلال عائلة تجمعهم مأدبة الغداء للمرة الأولى منذ سنتين بمناسبة عيد الفصح، لتدور الأحاديث والأخبار حول المائدة، والتي تتنقل وتدور حول الواقع الذي تعيشه العائلات في لبنان. وهذه الأجواء المرحة تخفي في طياتها الكثير المشاكل التي تسود المجتمع اللبناني. ومن ثم تتعرض هذه العائلة لحادث سرقة لتتقلب الأحداث رأساً على عقب، وتنكشف الأسرار، وتتصاعد الأحداث بشكل درامي، لتنتهي بمفاجأة غير متوقعة حول حقيقة السرقة.
وقد التقت “شاشات” مخرج الفيلم لوسيان بورجيلي الذي تحدث عن العمل وميزانيته وحقيقة تعرض بعض مشاهده للحذف من قبل الرقابة في لبنان.
في البداية أكد بورجيلي أن الفيلم جاء بعد فترة طويلة من العمل بالمسرح، مؤكدا أن قصته حقيقية وقام باقتباسها من أحد اصدقائه، كما ان مثل هذه المشاحنات تدور بالفعل داخل العائلة الواحدة عندما يجتمعون في الاعياد أو المناسبات المختلفة .
وعن سبب اختياره لهذا الفيلم بالتحديد ليكون أول أفلامه السينمائية، أوضح أن العمل يرصد الشخصية اللبنانية وعلاقة العائلة بالمجتمع ككل، وكيفية تأثيرها على المجتمع. فالفيلم يلقي الضوء على الاحاديث التي تدور داخل كل عائلة، فضلا عن أنه يطرح العديد من الاسئلة حول العلاقة بين الفرد والمجتمع ككل .
وأشار إلى أنه قرر الاستعانة أيضا بعدد من الممثلين غير المحترفين، لتظهر اللقطات بشكل عفوي، الأمر الذي تطلب أيضا الارتجال في بعض المشاهد، وخاصة مشاهد الطفلة التي كانت تلهو بجوار الاسرة .
وأضاف المخرج أنه رفض الكشف لفريق عمله عن نهاية الفيلم، ليظهروا بشكل طبيعي أمام الكاميرا.
أما عن تكلفة الفيلم، فأكد أنها تقل عن 100 ألف دولار، وهو إنتاج خاص، والسبب هو التمتع بالحرية الكاملة في الكتابة والتصوير، من دون التدخل من أي جهة انتاجية أو فرض شروط على السيناريو وأداء الممثلين، لافتا إلى أن الفيلم تم تصويره في تسعة أيام .
وكشف بورجيلي أن الفيلم تعرض للحذف من قبل الرقابة في لبنان، حيث تم اجتزاء مشهد كامل، مما تسبب في ارتباك المشاهد الذي يشعر بأن هناك خطأ ما نتيجة اجتزاء الحوار الذي كان يدور بين أفراد العائلة، ولكنه عرض في مصر بشكل كامل دون حذف أي من مشاهده .
وأشار إلى أنه طُلب منه عدم الإعلان عن تعرض الفيلم للحذف من قبل الرقابة، مؤكدا في الوقت نفسه أنه اضطر للموافقة على الحذف ليُسمع له بعرض الفيلم، وخاصة أن الرقابة منعت له سابقا مسرحيتين تناولتا الفساد بشكل مباشر، مشددا على أنه ضد الرقابة على الفن لأنها تفقد الفن قيمته.
وعما إذا كان في لبنان ثمة تحفظات لجهة تناول السينما لقضايا معينة في المجتمع، أكد أنه لا يوجد في لبنان تاريخ موحد، فالتاريخ يختلف من شخص الى آخر، وخاصة أن كل شخص يحصل على التاريخ من الآباء، ولكل عائلة تاريخ خاص بها يتم تحديده بناءً على كيفية معايشتها للحرب وحسب انتماءاتها الطائفية، مؤكدا أن كل هذه العوامل تزيد في النهاية من صعوبة الحوار بين الاشخاص نتيجة اختلافاتهم.
وعن رأيه في السينما اللبنانية، أكد أن هناك تحسنا كبيرا في مستوى الأفلام، وخاصة بعدما أصبح هناك أفلام لبنانية تشارك في مهرجانات عالمية، ولكن انتاجها فردي لأن الدولة لا تدعم السينما، لافتا إلى أن ما تحتاجه هو أن تصبح قطاعاً إنتاجياً وألا تبقى مرهونة بالمبادرات الفردية.
شاركنا النقاش