[sam_zone id=1]

فاتن قبيسي|

روت الممثلة ماغي بو غصن تجربتها مع المرض بأسلوب ملفت، وهي التجربة التي تحلت فيها بروح القوة والثبات، حين اقدمت على عملية جراحية خطيرة في الرأس وملؤها الطاقة والامل بالشفاء، مما يفسر نجاح العملية التي خضعت لها منذ حوالى سنة.

وكما تميزت بو غصن بشجاعتها ما قبل العملية، كذلك تميزت بطريقة سردها لتجربتها، معتمدة أسلوبا موفقاً وأنيقاً، يركن الى الثقة بالنفس، وترتيب الافكار وسلاسة التعبير، والايمان بالله.

وبتأثر واضح، قالت بوغصن في برنامج “علمتني الحياة” عبر شاشة MBC: “عمري سنة.. فمنذ سنة خضعت لتجربة قاسية، موجعة، مخيفة، لكنها تنطوي على ايمان وصبر، وعلى سعادة وحياة جديدة ايضا.

مزجت بو غصن حديثها بين الامس والحاضر، بين الوجع والبراء، بين التجربة والنصيحة .. تنضح من كلامها روحها الحلوة، التي جعلتنا نتنبأ مسبقاً بانتصارها على المرض (منذ ان شاع خبره). ماغي بو غصن امرأة تحب الحياة، وتضج بالطاقة، وتستحق البهجة. روح الكوميديا تغمرها على الشاشة وخارجها..
حتى بعد اتمام العملية، ودخولها مرحلة اعادة التدريب على الكلام والمشي وتناول الطعام، كانت تواجه اخطاءها في النطق وتعثر خطواتها بالابتسام والضحك.. فتخفف عن نفسها، وتبرّد بايجابيتها من وجع المحيطين بها.

خلال الحلقة، شرحت بو غصن كيف اصيبت فجأة بورم في رأسها، وكيف كانت مهددة بتشوه وجهها او فقدان حياتها نتيجة العملية المنتظرة، وكيف دخلت غرفة العملية وكل من حولها يبكي فيما كانت هي تضحك، بل كانت قد اعدت مسبقا برنامجها على اساس انها ستستأنف حياتها بعد انتهاء العملية، وكأن شيئا لم يكن.

وقالت: “ما وصيت حدا بولادي،، وما قلت لحدا “اذا صرلي شي انتبهوا لاولادي”.

وروت بو غصن كيف دهش الاطباء لأنه خلال اجراء العملية لم تنزف بعكس المتوقع، بل كانت كل وظائف جسدها تعمل بشكل طبيعي على مدى ساعات.. وكان الجسم يقاوم ويتفاعل بشكل ايجابي.، مما اعفى الاطباء من اللجوء الى خيار أذية وجهها.

وتطرقت الى تجربتها في تصوير مسلسل “اولاد آدم” بعد اقل من عام، وهو ما لم به ينصحها الاطباء، فيما اصرت هي عليه لاسئناف عملها وحياتها بشكل طبيعي. مشيرة الى ما قاله لها طبيبها يومها: “انت مؤمنة، انت شخص منيح، مليء بالاصرار والايمان..” وقالت: الدنيا علمتني ان الصحة هي اهم ما في الحياة.

ولم تستطع خلال الحلقة حبس دموعها وهي تتحدث عن مرحلة ما بعد العملية، حيث لم تحتج الى ممرضة، بل دعمها أبناؤها الذين عاملوها كطفلة كما عاملتهم هي في طفولتهم، فساعدوها على المشي وتناول الطعام والنوم.. كلام اثّر في الحاضرين.. فبكوا معها.

ماغي بو غصن فنانة واجهت امس المرض بالضحك (لدى دخولها غرفة العمليات)، ولكنها اليوم تبكي.. وإنما فرحاً بالانتصار على المرض. انها بذلك تعكس الآية.. وبأفضل ما يكون.. وبأفضل ما يمكن ان يُروى كتجربة .. على شاشة تلفزيونية.

في هذا المقال

شاركنا النقاش