اثارت خطبة نائب الامين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم مؤخرا، والتي تناول فيها المرأة المطلقة، جدلا ونقاشا واسعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في اليومين الاخيرين. وهي الكلمة التي انتقد فيها المدرّسات المطلقات بقوله: “المعلّمة المطلقة مقضاية مشاكل بحياتها، وعايشة خراب، فكيف ستعطي نصيحة للبنات.. الله وكليكن.. شو بتكون نصيحة واحد واقع بمشكلة؟”
وفيما اعتبر البعض ان هذا الكلام يشكل اهانة للمرأة المطلقة، ويقلل من كفاءتها التربوية، او اهليتها الاجتماعية، رأى البعض الآخر ان هذا الكلام يشكل زلة لسان مبررين لقائله ومدافعين عنه. في حين اعتبر قسم ثالث ان في رأي الشيخ نعيم قاسم حكم جارح على المرأة المطلقة بالمطلق، ولكنه لا يعبر عن وجهة نظر القيادة الحكيمة للخط السياسي الذي يمثله قاسم.
غير ان اللافت هو ما دونته الاعلامية في قناة “الميادين” لينا زهر الدين على صفحتها عبر “فايسبوك”، تعليقا على الموضوع. وقد تميز بالجرأة والواقعية انطلاقا من تجربة معاشة. وجاء فيه:
أنا مطلّقة يا شيخ!
صدمَتْني تصريحات أحد المشايخ في لبنان، كما صدمَتْ كثيرين وكثيرات.
ليس من باب الدفاع عن المرأة المطلّقة أقول:
– المرأة التي تعيش مأساةً في منزلها بسبب عدم اتفاقها مع زوجها (لأسباب لا يعرف بعضها سوى الله) هي المرأة التي “قد” تربّي أجيالاً غير سويّة!
– والمرأة التي تكتم حزنها وغضبها وقهرها، لأن “ثقافة العيب” ما زالت تسيطر على مجتمعاتنا “المتخلّفة”، هي التي “قد” تذهب بعائلتها إلى الخراب (الذي أشرتم إليه يا شيخ)!
– والمرأة التي تُجبَر على الصمت والسكوت خوفاً من ثرثرات أحقر البشر وأحطّهم قدراً وقيمةً، هي التي “قد” تساهم في بناء مجتمع هشّ فاشل مضَعضَع!
– والمرأة التي تقيم علاقةً غير شرعية (وأنا لا أبرّر) بسبب رفض بعض “المشايخ” تطليقها من زوجها لغاياتٍ ما، هي التي قد تدمّر المجتمع والعائلة والمدرسة.
أنا وغيري مطلقات يا شيخ وقدّمنا -ونقدّم- مصلحة أوطاننا على مصلحتنا الشخصية…وبإمكانك أن تسأل عن عملنا وعن ماضينا وحاضرنا!
أنا وغيري المطلّقات يا شيخ رفضنا مالاً وجاهاً وإغراءات لا تقاوَم، لأننا تعلّمنا أنّ الكرامة لا تشتَرى بالمال، وأنّ الأخلاق رأسُ مالنا الوحيد.
أنا مطلقة يا شيخ وأربّي أطفالاً يقدّمون لي كل يوم أبهى صوَر النجاح والصلاح والمحبّة!
لن أروي لكم يا شيخ ماذا فعل بي – وبغيري- الشرعُ والقانون والمجتمع والأهل. لكنْ دعني أذكّركم، أنّ ما حلّله الله وشرّعه ويسّره، لن يستطيع أحد أن يمنعه أو أن “يخجل به”.
المطلقة يا شيخنا طلبت الطلاق على رؤوس الأشهاد، ولم ترتكب “الموبقات” التي ترتكبها بعض “مدّعيات العفّة والشرف”!
والمطلقة إنسانة أجبرها زوجها والمجتمع -في معظم الأحيان- على خيارِ الطلاق الذي لم يقدم لها أحدٌ حلاً سواه.
وأنتم تعرفون أن قلة الأخلاق هي ما يعيب البشر وليس الطلاق.
أقول هذا الكلام بقلب محبّ وعقل منفتح ونفس لا ترضى سوى الخير للغير، وأرجو أن تتقبّلوه منّي بمحبة ورضى. أعتبر أنّ ما قلتموه “سقطة” أتمنّى أن تتراجعوا عنها!
الإمضاء: مطلّقة
شاركنا النقاش