فاتن قبيسي|
تبدو اطلالة الفنانة رندة كعدي علامة فارقة في هذا الموسم الرمضاني. اطلالة ثلاثية الابعاد. تحل ضيفة على المشاهد على مدى ثلاثة عروض متتالية. تقدم ثلاثة ادوار مختلفة عبر الشاشة نفسها، تجمع فيها بين الدهاء والعفوية، بين الرقة والقسوة.. حد الإجرام .
بعد نشرة الاخبار، تبدأ قناة mtv بعرض مسلسلاتها تباعا: “2020”، “راحوا”، و”للموت”. القاسم المشترك بينها هو الفنانة القديرة. التنوع هو السمة العامة، وكذلك الحضور القوي، لا سيما في مسلسل “2020” (الصباح اخوان، كتابة بلال شحادات ونادين جابر اخراج فيليب اسمر). هنا تقدم كعدي شخصية “الحاجة ام صافي” باتقان وتماهِ كبير مع البيئة الشعبية المتدينة. بدت وكأنها ولدت في الحارة، وتربت بين شوارعها وتشربت قوانين العيش فيها. ثمة تألف كبير مع الشخصية شكلا (عبر اللباس والحجاب) ومضمونا. شحنت كعدي “الكركتير” بروح الحاجة الطيبة والمُحبة، والتي تعطف على من حولها. غلّفت الدور بعفوية نساء الحارات الشعبية ونواياهن الطيبة غالبا.
ومن خلال الحلقات الاولى من مسلسل “للموت” ( ايغل فيلمز، كتابة نادين جابر اخراج فيليب اسمر) تبدو “حنان” المرأة الرزينة، الحكيمة. تحافظ على حبها القديم لعبدالله (احمد الزين)، مشاهدهما معا تنعش القلب. وهي مخبأ أسرار سحر وريم (ماغي بوغصن ودانييلا رحمة). تمسح شعرهما عند البوح، تواجههما بالخطأ، وتدعوهما للفظ الماضي.
في “راحوا” (كلوديا مرشليان انتاج واخراج نديم مهنا) تغير رندة كعدي جلدها. تقدم شخصية جديدة كليا بالنسبة اليها. انها امرأة تتعامل مع جماعات ارهابية، وفي رقبتها ضحايا من دون ان يرف لها جفن.. امرأة تجلد الأخرين، تعايرهم بنقاط ضعفهم.. وهي كذلك الام المتسلطة، تمارس القمع والقهر.. “تشتغل” كعدي على جلستها، ونظراتها، وصوتها.. بقصد اقناعنا بأنها شريرة هنا، بل ارهابية . على غير عادتها.
هكذا تفرض رندة كعدي حضورها في رمضان كفنانة ناشطة، كماً ونوعاً، وتعرف جيدا كيف تترك بعد العرض اثرا في البال .
شاركنا النقاش