اثارت حلقة برنامج “لا شيء مستحيل” أمس الجمعة، مع الإعلامية لانا مدور، عبر قناة “الميادين”، قضية خطيرة، تتعلق بظاهرة الإتجار بالبشر التي نشطت خلال الحرب الأهلية اللبنانية.
روت الحلقة قصة رضيعة لبنانية تدعى “هيستر”، تم بيعها لعائلة هولندية، بعدما أوهمت القابلة القانونية أوديت عون أهلها بأنها ماتت، وذلك بالتواطؤ مع إبراهيم شمايل مؤسس جمعية “أبناء الأرز”، التي جرت عبرها عملية تبني “هيستر”.
واليوم، بعد حوالى 45 عاماً، تعود “هيستر” الى لبنان لتكتشف هوية أهلها، وتلتقي بأختها التوأم مرفت فواز.
ماذا في التفاصيل؟
هيستر سيدة هولندية من مواليد 1977 ، نشأت في مزرعة أبقار لأم وأب هولنديين. أخبرتها أمها وهي بعمر 4 سنوات أنها إبنة متبناة، وأن أمها البيولوجية فتاة مسيحية لبنانية تخلت عنها خوفا من أن تقتل لأنها أنجبتها خارج إطار الزواج. احتفظت والدة هيستر بالتبني بجميع المستندات الخاصة بعملية التبني، والتي استلمتها من إبراهيم شمايل مؤسس جمعية “أبناء الأرز” التي جرت عبرها عملية تبني هيستر.
زارت “هيستر” لبنان مع أمها الهولندية عامي 2005 و2006 بحثا عن والدتها. تتبعت أثر الأسماء والتفاصيل المذكورة في المستندات، ولم توفق بالوصول الى أي خيط يوصلها إلى أمها البيولوجية. قيل لها يومها إن الأوراق التي بحوزتها مزورة!
لم تيأس “هيستر”، وقررت أن تنشر نتائج فحص ال DNA الخاص بها عبر موقع خاص لمن يبحثون عن أنسبائهم عبر الDNA .
وكانت المفاجأة برسالة من الموقع تفيد بأن هناك سيدة على الموقع تشاركها الخريطة الوراثية بدرجة ثانية من القرابة… بعد إجراء كامل الفحوص تبين أن لهيستر أختاً توأماً في لبنان تدعى ميرفت فواز. القصة التي سمعتها “هيستر” من أختها كشفت عن جريمة اتجار بالبشر وقعت ضحيتها “هيستر” يوم مولدها، حيث إن فاطمة (والدة هيستر وميرفت) أنجبت ابنتيها التوأمين في عيادة القابلة القانونية أوديت عون في منطقة الغبيري، أخبرت القابلة القانونية الأم أنها أرسلت المولودة الثانية الى مستشفى معربس في فرن الشباك، لأنها، بحسب زعمها، ولدت صغيرة وتحتاج إلى وضعها في جهاز التحضين.
في اليوم التالي أتى الأب الى عيادة عون ليسأل عن ابنته، فقالت له “تأخرت ماتت ودفناها”.
لم تمت “هيستر”، بل تم تزوير أوراقها الرسمية، وسلمها إبراهيم شمايل الى والديها الهولنديين في أحد أوتيلات الحمرا عام 1977 إبان الحرب اللبنانية.
في هولندا، يوجد اليوم 300 رجل وإمرأة تم تبنيهم عبر جمعية “أبناء الأرز” ، أغلبهم يبحث عن أهله البيولوجيين ويريدون أن يعرفوا الحقيقة. في زيارتها إلى لبنان قبل أسبوع، لم تلتق “هيستر” بوالدتها كما كانت تتمنى، لكنها زارت مع أختها التوأم، ميرفت، قبر والدتهما فاطمة في روضة الشهيدين في الغبيري.
وفي هذا السياق، يشجع المحامي خليل عجور، الذي يتابع القضية، العائلات اللبنانية التي أُبلغت عن وفاة أطفالها حديثي الولادة في عيادات الولادة إبان الحرب في لبنان، على نشر نتائج الDNA الخاصة بهم عبر مواقع متخصصة، لربما هم أحياء يرزقون في هولندا أو السويد أو غيرها من البلدان، التي نشطت فيها جمعيات لبنانية لتسهيل التبني، المدفوع الأجر، بذريعة الحرب في لبنان.
شاركنا النقاش