[sam_zone id=1]

فاتن قبيسي|

بعد مرور أسبوعين على شهر رمضان، يستمر حجب قناة “الجديد” عن قسم كبير من بيروت، والبقاع والجنوب، بفعل التداعيات التي ترتبت على النزاع المحموم بينها وبين وحركة “امل”.

و”الجديد” التي تتنافس تقليدياً مع محطتي “ال بي سي اي” و” ام تي في” في لبنان على نسب المشاهدة، كانت قد رصدت ميزانية كبرى لبرامج ومسلسلات شهر رمضان هذا العام، كمعظم الفضائيات، الا ان مفاعيل الحجب القسري، المستمر منذ حوالى شهرين، انعكست سلبا على معدلات المشاهدة للقناة، التي اضطرت الى “سحب” احد اهم مسلسلاتها الرمضانية من على الشاشة، بعدما عرضت منه ثلاث حلقات، منعاً “لحرقه” في هذا الوقت الضائع. وهو مسلسل “اول نظرة” ( بطولة غسان ووسام صليبا). اضافة الى ان البرمجة الرمضانية هذا الموسم فقدت الكثير من زخمها.

صحيح انها ليست المرة الاولى التي يُقطع فيها بث “الجديد” عن بعض المناطق، بفعل خلافات متكررة مع حركة ” امل”، لكن الحجب الحالي هو الأقسى نتيجة مدته الزمنية الطويلة واتساعه الجغرافي. علماً انه سبقته اعتداءات على مبنى القناة في وطى المصيطبة، أدى الى خسائر مادية في المبنى وبعض المعدات.

ولكن كيف تعاملت إدارة “الجديد” مع هذا الواقع، في ظل المنافسة الرمضانية المفترضة؟ تقول نائب رئيس مجلس الادارة في القناة كرمى خياط ل “شاشات”: “لسنا مكتوفي الايدي، بل اننا نتحرك. كما ان الناس تتحرك ايضا. فنحن نقوم بتوزيع الهوائيات على طالبيها منهم، كما ان البعض الآخر يقتني الصحون اللاقطة، ليتسنى لهم مشاهدة القناة”.

ورداً على سؤال حول كلفة البرمجة الرمضانية، وحجم الخسارة المادية المتأتية جراء المنع، أجابت خياط: “لن ادخل بالارقام. ولكن مهما حاولوا، فإننا سنبقى الرقم الصعب بين الشاشات، ونحن ننجح في إيصال القناة الى البعض، وستعود “الجديد” الى بيوت الناس عاجلاً ام آجلاً”.

واعلنت خياط “اننا رفعنا دعوى بحق اصحاب الكابلات ايضا، لأنهم بحجبهم القناة عن الناس، فانهم يسرقونهم باعتبار ان هؤلاء يدفعون لهم اشتراكات شهرية”.

ولفتت الى ان جماعة حركة “أمل” تضغط على اصحاب الكابلات لقطع بث القناة، تحت وطأة التهديد بقنابل “المولوتوف”! مضيفة: “انه اُسلوب ميليشياوي. “ما عم نخلص منه”. والأسوأ هو الشروط التي تقدمت بها الحركة لاخضاعنا، وتتمثل بعدم ذكر اسم الرئيس بري وحركة “امل”، وضرورة إرسال اي ملف يتعلق بوزير من وزراء كتلة “التنمية والتحرير” الى الحركة، لأخذ موافقتها مسبقاً قبل تناوله على شاشتنا! وهذا اشبه بالحكم المستبد.. ولن نخضع!”

واردفت خياط بلهجة حاسمة: “بين ان نربح كرامتنا أو عائدات البرمجة الرمضانية، فإننا حتماً نختار الاولى”.

وفي ظل عدم وجود حلول سحرية لعودة القناة سريعاً الى جمهورها الواسع، فان خياط تؤكد “ان الحركة تخسر بسلوكها هذا ثقة الناس، في حين ان “الجديد” هي الرابحة حتماً .. على المدى البعيد”.

في هذا المقال

شاركنا النقاش