[sam_zone id=1]

ماهر منصور|

نحن الذين وقفنا طوابير من الشوق والانتظار لنشاهد على خشبه المسرح، انطوان كرباج ونضال الأشقر (الصورة) وروجيه عساف وريمون جبارة ولينا أبيض وعايدة صبرا وجورج خباز… وآخرين.

نحن من عشقنا الفنان رفيق علي أحمد بدور (كليب) في الزير سالم، ومن ابتسمنا لحضور الفنان أحمد الزين المختلف في الكوميديا، وتذوقنا مرارة الحرب اللبنانية مع “ابن البلد”.

نحن من رددنا مع الفنان عبد المجيد مجذوب: “ألو حياتي”، وعرفنا معنى للتمثيل مع إلسي فرنيني وصفقنا للحضور التمثيلي للفنانين ورد الخال وكارمن لبس وبيار داغر وفادي إبراهيم وباسم مغنية ويوسف الخال وآخرين.

نحن من تحدثنا عن أداء حار وصادق تقدمه نهلة داوود في مسلسل “شوق”، تفوق على أداء ممثلين سوريين في المسلسل ذاته.

نحن من أشدنا بالحضور الواثق للفنانة ختام اللحام في “طريق” والفنانة تقلا شمعون في “سنعود بعد قليل”. ونحن من قلنا لطلال الجردي في هذا المسلسل وسواه: “الله يا طلال”.. ونادينا عبدو شاهين “يا ابن عمي” في “الهيبة”.

نحن من صفقنا لكل هؤلاء… لأننا ندرك أن جدارة الممثل تظهر في خطته لأداء الشخصية التي يؤديها، وأن الممثل الجيد هو القادرعلى استخدام الـ43 عضلة، رئيسية وثانوية في وجهه لإظهار أكثر من عشرة آلاف تعبير، أو على الأقل اظهار العواطف السبعة (الغضب والاحتقار والاشمئزاز والخوف والسعادة والحزن والمفاجأة) لا أن يلوّن كل شخصياته بلون وجهه الطبيعي ويهبط بها إلى مستوى أحاسيسه الشخصية، بدل ان يرتقي بها إلى مستوى الصدق الفني.

نحن من صفقنا لكل هؤلاء… لأنهم تعاملوا مع شخصياتهم التمثيلية عن وعي بها، وإدراك لطبيعتها، وامتلكوا مفاتيح تجسيدها، والقدرة على إدارتها والارتقاء بها، لا الاكتفاء بتقمّص ظلالها الواقعية وتقليدها.

ولأن الأداء الصادق والمؤثر وإرادة الخلق الإبداعية يبقى سرّ الأداء التمثيلي في اجتذاب الجمهور، فلا تستخفوا بعقولنا حين لا تلتهب أيدينا بالتصفيق لهذا الممثل من أبناء جلدتهم أو ذاك، ولا تلومونا حين نجد أنه أقل من الكلمة التي يؤديها وأضعف من الممثل الذي يقف أمامه… فالمسألة تحتكم إلى ميزان نقدي، أما بميزان العاطفة…فنحن نحبهم جميعاً ولا نستثني أحداً.

في هذا المقال

شاركنا النقاش