قصة حب معقدة، أطرافها امرأة عمياء ورجلان أحدهما أحبته لكن الظروف فرقتهما، والآخر احتضنها وأحبها وتحوّل إلى عراب لها في مشوارها الفني، إلى حين عودة حب الماضي مجدداً. عندها تنقلب الأمور رأساً على عقب، ضمن الدراما الاجتماعية العربية التشويقية “نفس” من كتابة إيمان السعيد وإخراج إيلي السمعان، انتاج “الصباح اخوان”، ومن بطولة عابد فهد، معتصم النهار، ودانييلا رحمة، ويُعرض على “شاهد” في رمضان.
تبدو الحكاية للوهلة الأولى قصة حب تقليدية بين شاب فقير وشابة ثرية ابنة دبلوماسي نافذ، لكن قصة الحب الممنوعة ليست سوى مدخلاً لحكاية مشوقة ترصد قضايا الحب والتضحيات والصراعات النفسية والاجتماعية، في عمل يشارك فيه ايضا كل من إيلي متري، جوزيف بونصّار، وفاء موصللي، أحمد الزين، نهلا داوود، غابرييل يمين، رانيا عيسى، وسام صباغ، إلسا زغيب وآخرين.

عابد فهد
من قلب المسرح، حيث يستعد الراقصون لتقديم استعراضهم، يجلس عابد فهد، ليقول أن “هذا المسرح هو الحدث الرئيسي للمشروع، هو صراع حول هذا الصرح الحضاري الثقافي، وهناك من يحاول هدمه، فيما نصارع لبقائه، كونه هوية لبنان وحب الفنانين وشغفهم”. يقول فهد “كلنا ولاد مسرح وقد تخرجنا من هذا المكان وهو أبو الفنون، ومنه تنطلق الحكاية”. يردف بالقول: “أنه لا بد من وجود قصة حب كي تعطي نكهة للعمل”، متحدثاً عن الفرق بين علاقة “غيث” و”روح”، وبين علاقتها مع “أنسي”، وهو الفرق بين إنسان لديه الإمكانيات المادية، لكي يستطيع الاحتفاظ بهذه المرأة، نتيجة الفارق الطبقي بينها وبينه”.
ويضيف أنه “في ظل الشغف والهواية الموجودين عند روح، فإن أنسي اهتم بها، وتحول إلى الأب الروحي إذا صح التعبير لها، وهي تصاب بحالة مرضية عند الولادة وتتفاقم حينما تكبر، ويصر أنسي على أن هذا الأمر ليس عائقاً أمامها، كما يمكنها أن تنتصر على حالة فقد النظر من خلال البصيرة والأحاسيس والموهبة التي تملكها”. يضيف فهد بأن “ثمة صراع بين العاشق الأول والأب الروحي أو العاشق الثاني للفتاة، وهنا جوهر الحكاية، والسؤال من ينتصر ويفوز بقلب الفتاة؟”.
وعن التعاون مع دانييلا رحمة، وأدائها للشخصية، يقول عابد فهد أن “ما من فنان أو ممثل يتصدى لمثل هذا الدور دون الشغف والبحث طويلاً، عن كيفية خوضه لهذه المعركة، وكيفية إقناع الجمهور، وهي شخصية مركبة وصعبة ودانيبلا مجتهدة جداً”.
معتصم النهار
من جانبه، يعرب معتصم النهار عن سعادته بتقديم عمل رمضاني مع شركة إنتاج، تعاون معها طويلاً، ويقول أن “ما جذبني للمسلسل هو النص للكاتبة إيمان السعيد، ورغم أن القصة تشبه الكثير من القصص التي نعرفها، من روميو وجولييت إلى قصص الحب الشهيرة، والعلاقات والنزاعات التي تحدث نتيجة العلاقات بين الشاب والفتاة، استطاعت إيمان أن تقدمها بطريقة جديدة وهذا ما شجعني على التواجد في المشروع”.
يضيف أن “القصة ترصد قصة حب بين “غيث” و”روح”، وتتطور وتنصدم بالواقع الذي يفرض عليهم ثمناً عليهما دفعه”، مردفاً بالقول أن “غيث شعر بالغبن لأنه دفع ثمناً وأجبر على الابتعاد عن حبيبته، وقرر أن يعود ليأخذ حقه”.

وهل لـ”غيث” مشكلة مع والد “روح”؟ يجيب بالقول: “العداوة تجسدت بوالد “روح”، طلال شهاب، لكن العدو الحقيقي له يمثل في العادات والتقاليد التي تحتاج لإعادة تفكير وبرمجة. ويشير النهار إلى أن”غيث ممتلئ بالشهامة والرجولة والشجاعة، وثار على العادات البالية واسترداد حقه”.
ويردف بالقول أن: “غيث بسيط وطبيعي، هو شاب سوري يعيش في لبنان، الفقر موجود في حياته، لكن انا كمتعصم لم اكن اراه، هو معدم ماديا،ً لكن الغنى موجود عنده في مناطق أخرى، ويرى أن من حقه ان يحب فتاة ثرية والدها صاحب نفوذ”. ويختم بالقول أن “ليس لدي عمل مع “انسي” ومعظم مشاهدي مع “روح”.
دانييلا رحمة
“من العتمة إلى النور”، هو العنوان التي تراه دانييلا رحمة مناسباً لحياة “روح”، الشخصية التي تجسدها في العمل”، وتشرح أن “روح تنتمي إلى عائلة ثرية ذات نفوذ سياسي واجتماعي في البلد، جالت في بلدان كثيرة حول العالم قبل أن تستقر في لبنان حيث تعرفت إلى “غيث”، عندها اتخذت علاقتها بالمكان شكلاً آخر، لاسيما أنها عاشت مراحل صعبة في حياتها وفقدت بصرها في عمر 16 عاماً، كما أنها راقصة باليه حديث”.
وتشير دانييلا إلى أنها تحدثت عن تفاصيل الشخصية مع الكاتبة إيمان السعيد والمخرج إيلي السمعان، “لاسيما أنني استغربت تقديم شخصية راقصة بالية عمياء”.

وتؤكد أن “أداء هذه الشخصية تعتبر تحدياً لها على مستويين، أولهما تقديم شخصية امرأة عمياء، والثانية أن تكون هذه المرأة راقصة باليه محترفة، ورغم فوزي في أحد برامج الرقص قبل سنوات، لكنني لست راقصة محترفة”، مضيفة أنني “خضغت لدروس في الباليه كي أتمكن من تقديم الشخصية الصعبة طيلة الصيف الماضي، وكنت أتساءل باستمرار هل سيصدق الجمهور؟”
وتردف رحمة بالقول: “التقيت بامرأة لا تبصر ومع ذلك استطاعت بأن تكون راقصة محترفة، إضافة إلى وجود راقصة باليه شهيرة كانت ضريرة. ورغم كل ذلك، حينما جلست مع نفسي في اليوم الأول من التصوير، سألت لماذا وافقت على هذا الدور، وأنتظر اليوم رأي الجمهور في العمل”.
وتتوقف رحمة عند العلاقة بين “أنسي” و”روح”، فتقول أن “”روح” تعتبره مثالها الأعلى، هو استاذها في البداية ولم يكن ما بينهما حباً، لأن الحب بالنسبة لها هو “غيث” فقط وهو عيناها، لكن حينما خسرته يصبح “أنسي” عينيها”.
وتشير دانييلا إلى أن “الرجل الأول في حياة “روح”، هو والدها، الذي تعتبره كل شيء في حياتها، قبل أن تكتشف سراً قديماً قد يزعزع علاقتها به”.
- تعرض الدراما الاجتماعية العربية “نفس” على “شاهد” .
شاركنا النقاش