[sam_zone id=1]

هذه قصة خروج شربل خليل من “lbci”

فاتن قبيسي|

ينطلق يوم الجمعة، في منتصف الشهر الجاري، برنامج شربل خليل الجديد بعنوان “قدح وجم”، على شاشة “الجديد”. وذلك بعد 18سنة من العمل في “ال بي سي أي”، قدم خلالها “بسمات وطن”الأطول عمرا بين البرامج الكوميدية العربية. فيما سينطلق بعد الأعياد مباشرة برنامج “دمى كراسي” الذي سيواكب الانتخابات النيابية، واضعا الضيف في مواجهة الدمية التي تجسد شخصيته، بالإضافة الى “دمى قراطية” (ضمن نشرة الاخبار).

وبانتقال برامجه الثلاثة الى “الجديد”، يعلن خليل بذلك انه يودع “ال بي سي أي” التي عرضت في أيار الماضي، آخر حلقات “بسمات وطن”، علما انه ما زال حتى اليوم يحصّل مستحقاته المادية منها على دفعات، حسب قوله.

و”جم” الذي عرفه المشاهدون في “بسمات وطن” بشخصية التي لا يعجبها العجب، وجد نصفه الاخر في “الجديد”، حيث ستشاركه الدمية “حمامة” في بعض فقرات البرنامج، كزوجة تتدخل في عمل زوجها الإعلامي، فتطلقبل بدء الحلقة وخلالها، من خلال إعطائه توجيهات، في اطار طريف.

وعُلم ان البرنامج الجديد، الذي سيقدمه “جم” وليال ضو، يقوم على النقد السياسي والاجتماعي والفني. وهو خليط كوميدي، يتضمن اسكتشات، وستاند اب، ومقالب، وفقرات تتعلق “بالسوشيل ميديا”. كما يطل فيه ضيوف بفقرات سريعة، وباطار جديد، بعيدا عن الاستديو.

والتجديد في هذا الاطار لا ينحصر بالمضمون فحسب، بل ان البرنامج سيستعين أيضا بالاضافة الى جان بو جدعون (الذي يلازم خليل تلفزيونيا منذ 22 عاما)، بمروحة جديدة من الممثلين والمقلدين مثل الفنانة عايدة صبرا، جوانا كركي، شانت كبكيان، والفنانة التونسية سونيا البيجاوي، وسعد القادري، وروجيه حلو.

كما ان التجديد ينسحب على المستوى التقني أيضا، ليس من خلال ابتكار دمية إضافيةفحسب- علما ان الدميتيننفذتا باحتراف من قبل شركة فرنسية متخصصة-بل من خلال خصوصية مستجدة يتمتع بها “جم”، الذي سيفاجىءالمشاهدين قريبا بوقوفه ورقصه وحركته اللافتة.

حمامة

ولكن كيف سيكون سقف الحرية المتاح لبرنامج “قدح وجم”، وصاحبه تعرض غير مرة للهجوم والاحتجاجات الميدانية بسبب بعض حلقاته، ووصل آخرها الى التعرض لمبنى “الجديد” على اثر عرض حلقة من “دمى كراسي”؟

يقول شربل خليل مبتسما ل”الاتحاد”: “يمكن اعمل حرب عالمية..” ثم يضيف: “اسلوبي النقدي اصبح واضحا، فهو غير موارب. والشخصية الكرتونية “جم” تحتمل قول أمور اكثر من شربل خليل بلحمه الحي”.

ويشير الى ان لبرامجه وتعليقاته عبر “تويتر” مصداقية وتأثيرعلى الرأي العام، لدرجة ان احدى تغريداتهأدت الى عزل المقدم سوزان الحاج من منصبها. وعليه يقول:”لو كنت على الهواء مثلا اثناء استقالة رئيس الحكومة، لكنت اثرت ردود فعل كبيرة نتيجة مقاربتي للحدث، لأنني ما كنت رحمت بوقتها لا السعودية ولا غيرها”.

ولكن هل ستعمل في منطقة وسطية بين حريتك كاعلامي وسياسة “الجديد”؟ يرد خليل: انا لا اساير المحطة بتاتا. وكنت اعمل في “ال بي سي أي” ضمن قناعاتي.فرئيس مجلس إدارة “ال بي سي أي” بيار الضاهر كان يحذف أحيانا جزءا من حلقاتي قبل عرضها، خصوصا حين كنت اهاجم فريق 14 آذار في عامي 2005 و2006. حتى ان ثمة حلقة قلصت مدتها من 35 دقيقة الى 20 دقيقة. واليوم لن امانع “الجديد” اذ اعتمدت الحذف، بموجب العقد. ولكن اذا حصلت مبالغةسأنسحب!

هل هذا ما دفعك لمغادرة “ال بي سي أي”؟ يجيب خليل: “لا.. ولكن الامر تطور بعد ذلك، فتولى الحذف احد المسؤولين، في فترات غياب الضاهر او سفره. وكانوا “يقطشوا عن أبو جنب” مما شوه برنامجي. فهو ليس تهريجيا، بل يحمل رسالة سياسية. وبعدها كان سقف الحرية يعلو مجددا، ثم ينخفض… الى ان بدأت اعندها فتح خطوطا جديدة مع “الجديد”. وعليه، فان علاقتي ب”ال بي سي أي” مرت ببعض الخضات”.

ويضيف: ولكن لم اترك المحطة الا بسبب عدم اتفاقنا على زيادة مالية طلبتُها لبرنامج “دمى قراطية” الذي كان يعرض بموازاة “بسمات وطن”. كما تعثرت الظروف الإنتاجية ما أدى الى تأخير في دفع اتعاب الممثلين، الذين اصبحوا اما يغادرون موقع التصوير، او لا يحضرون نهائيا. وانعكس الامر احباطا على كتابتي لمضمون الحلقات ومستواها. خصوصا وان المحطة لم تعد تكفيني في ظل افلاسي واقفال شركتي “كوميديا للإنتاج” في العام 2012، بسبب خسارتي مليون دولار مع شركة “باك”. ورغم استعانتي بقروض الا انني لم اخرج من الازمة. و”ال بي سي أي” كغيرها من المحطات، تعاني من ازمة مادية، فتتأخر بالدفع، وانا بدوري اتأخر باعطاءالممثلين مستحقاتهم، الى ان توقف “بسمات وطن”. ولكن لم اخرج من المحطة “على زعل”، وعلاقتي بالضاهر ما زال يسودها الصداقة والاحترام.

لماذا اذن انتقلت الى “الجديد” طالما ان الواقع المادي في المحطات هو ذاته على حد قولك؟ يوضح خليل: “اما لا عمل اعلامي في لبنان، او عمل باقل الخسائر الممكنة. وبعدد 22 سنة في “ال بي سي أي” دعوني اجرب في “الجديد”.

ولأن افلاس شركة شربل خليل جرح مفتوح، في ظل عدم تحصيله لحقوقه من “باك” لصاحبها الأمير الوليد بن طلال، فانه سينطلق “قدح وجم” في حلقته الأولى متناولا في احدى فقراته، حادثة اعتقال الأخير في السعودية. وقد راجت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة بن طلال، التي يجسدها في الحلقة جان بو جدعون. وتعليقا على حادثة الاعتقال يقول: “لا اشمت بانسان في لحظة سقوطه، وانا كنت اهاجمه لأنه هضم حقوق اولادي منذ خمس سنوات. ولكن الله سيعوض لي. والذل الذي يلقاه بن طلال في المعتقل اليوم لا يساوي مليون دولار.. بل مليارات!”

(نقلا عن “الاتحاد”)

في هذا المقال

شاركنا النقاش