دمشق: آمنة ملحم|
لا تحلو صباحاتنا بلا صوتها الشجي.. ولا يمكن لرائحة الهال العربي أن تعطر أنفاس الحياة دون عبق الصوت الفيروزي.. هي رفيقة الدراويش.. وأنيسة البسطاء.. هي دندنة ألفتها الروح حد الثمالة، فلا مفر من ألوان حبالها الصوتية الممزوجة بالجبل والأرض والندى.. ولا يمكن لغزل بخيطان شمس الصباح ان يكتمل دون اقترانه بفيروز العرب.. لذا لم يكن غريبا أن يصبح يوم عيدها الثالث والثمانين مركز اهتمام معظم وسائل الاعلام اللبنانية والسورية. فلم يخل برنامج صباحي على معظم الشاشات اليوم من الاحتفاء بعيد أسطورة خالدة في أذهان اكثر من جيل.. انه عيد ميلاد فيروز.
وفيما يأتي هذا العيد سابقا لعيد الاستقلال في لبنان بيوم واحد، الا انه استوقف الكثيرين اكثر من المناسبة الوطنية، فسارع هؤلاء الى اعتبار عيد أيقونة الغناء العربي أجمل من ذكرى الاستقلال، وموضع اجماع.
وكعادتها صفحات التواصل الاجتماعي عجت بصور السيدة فيروز، حتى نكاد نحسب أنفسنا نقلب في صفحات ألبوم صورها في كافة مراحلها العمرية. ومع عبارات صادقة خطها الكثيرون، ربما أملا منهم أن تسعد عيون فيروزتهم بقراءة ما كتبوا، أو أن تمر ولو للحظات عليها..
وكما الناشطون على “السوشيل ميديا” عبروا على طريقتهم عن ودهم وتقديرهم لصاحبة العيد، كذلك فعل عدد من الفنانين كالفنانة ميادة بسيليس التي عايدت “الملكة” على طريقتها فكتبت لها: “ملكة ومتوّجة ع قلوب الكل .. الصوت الوحيد اللي بيوصل السما بالأرض، وبيدخل للقلب بدون إذن .. كل عام والملكة بألف خير” .
وكان للفنانة سلاف فواخرجي معايدتها الخاصة في هذا المجال فكتبت عنها ولها: “فيروز ، الشمس اللي بتعلن انو صار الصبح … والمنارة ونحنا وحيدين بعتم الليل … وهي الحقلة والكرمة والنبعة والوردة والعصفور بوسط الاسمنت …
هي الدفا من البرد أيام الشتا … والبيت العتيق اللي بيحمينا من قسوة الناس …
وهي الحنين الساكن فينا للوطن حتى ونحنا فيه … فيروز أول شي بنفتش عليه لما منتعب ومنعتب …
هي رفيقتنا لما القلب بيدق … ووليفتنا لما منشتاق … وهي مكتوبنا وحروفنا واسامينا …
فيروز صلاة قلوبنا الحزينة … وترتيلة وجدان بتنيمنا وبتوعينا …
وهي الامتنان لجمال باقي فينا… فيروز يا احلى مافينا… كل سنة وانت فيروز … “
وخاطبتها الفنانة شكران مرتجى قائلة: “يا حلوة شو بخاف اني ضيعك”. واضافت: “لما بسمعك بقدر أمسك النجوم وبتضل مرجوحتي معلقة بالقمر ما بدي إنزل عالأرض لانه كلهم عم يتقاتلوا …..محظوظة إني ولدت بزمن إنتي فيه، معك بضل شوف الوطن والضيعة والنجوم والقمر والبحر حلوين ….. بصدق إنه لسه في شي حلو بزمن الحرب والقباحة …..وبستنى بكرا وشو أتأخر بكرا…..الك بقول يا حلوة شو بخاف إني ضيعك كل عام وإنتي بخير”.
كما حرصت الفنانة ليندا بيطار على مشاركة فيديو أغنية “سهار بعد سهار” بصوت فيروز ووقفتها على المسرح، وكتبت لها: “وجودك هو نعمة الرب “…
واختارت الفنانة حلا نقرور صاحبة شارة مسلسل “الرابوص” أن تدندن لفيروز أغنية “أمي نامت ع بكير” بصوتها وكتبت لها في عيدها: “الى سماءاتنا.. وواحاتنا .. حيث الحنين والحب والصلاة… الى فيروز”.
اما الكاتب محمد حميرة فاختارعبر صفحته على “فايسبوك” مغازلة محبوبته على الطريقة الفيروزية: “كل ما بسمع فيروز بشوفك قمر مشغرة.. زهرة أيلول.. ضحكات الأولاد..عصفورة أيلول.. غنية الحسون.. بيترا..هالة.. سيلينا.. أسوارة العروس.. كلمة عاصي.. ضحكة اللوز.. كأنها كانت تغنيلك وتغنيكي بكل مقطع إلها متل ما أنا بكتبلك وبكتبك بكل سطر من حروفي…”
ووصف الاعلامي جورج حداد السيدة فيروز بوردة الوردات وعايدها ببضعة كلمات: “وأنا ياعصفورة الشجن مثل عينيك بلا وطن.. فيروز فنانة الوجد الراقي والعشق الباقي..كل عام وانت الملائكة يا وردة الوردات … فيروز” .
والفنان الشاب مؤنس مروة كتب: “في مثل هذا اليوم 21/11/1935 ولدت جارة القمر وعصفورة الشرق وأرزة لبنان السيدة فيروز.. 83 سنة من الحب والجمال”.
اما الفنانة ميس حرب التي طالما شبه كثر صوتها بالسيدة فيروز، فلا يمكن أن تمر المناسبة من دون ان تستعيد شيئا من اغانيها، لذا فهي تحيي هذه الليلة في مقهى “صباح ومسا” في اللاذقية، أمسية حملت عنوان “هون السما قريبة”. وهو الاحتفال الخامس عشر الذي يقيمه المقهى بعيد السيدة فيروز..
شاركنا النقاش