[sam_zone id=1]

فاتن قبيسي |

بعد غياب، تطل السيدة فيروز عبر فيديو قصير، لتفرح قلب محبيها، لتطمئنهم اولا على صحتها. فيروز الثمانينية التي ما زالت صلبة، قوية وفنانة.. اولا وأخيرا.

تطل فيروز، لتبشر جمهورها الكبير بعمل جديد، تبدو كأنها تحضّر لبروفة.. تهمّ لتسكب الق صوتها فوق كلمات اغنية. وتطلب من ابنتها ريما الرحباني ان تنقّح لها الكلام قائلة: “بالكلام ..تعي زبطيلي شوي جيبي قلم معك ..”

تطل و”الهيدفون” على اذنيها و”الميكروفون” أمامها، في وضعية من يتهيّأ للغناء بعد انقطاع. بدت فرحة، حبورة، كمن يتحضر للقاء حبيب بعد وقت. وهذا هو لسان حال جمهورها ايضا، الذي بات يترقب بشغف ملاقاة معشوقته بعمل فني جديد.

.. وتسألها ريما “عم تسمعيني.. الآلات كلن عم تسمعيون؟” ريما التي أجادت لعبة بث الخبر، عبر نشر فيديو على صفحتها الشخصية عبر “فايسبوك”، موصولاً بفيديو ثاني وثالث. تتدحرج من خلال هذه الفيديوهات لعبة التشويق، وقد بدت وكأنها زخات مطر ثلاث، تثلج قلوب متتبعي اخبار “السفيرة الى النجوم” . خصوصا بعد ان كثرت الشائعات مؤخرا، حول مشاركة فيروز تارة في حفل غنائي في دمشق، وطورا في مصر.

هذه المرة ريما تعلن.. لا تنفي، كما تجبرها الشائعات غالبا ان تفعل. تزفّ الخبر .. ليس بالحبر، بل بأدواته الحية. وهي الرفيقة الدائمة لوالدتها في الحياة وافراحها وكوابيسها.. وفي الفن وتحدياته وكواليسه.

في لحظات خاطفة بدت فيروز نضرة، متألقة ومبتسمة بل ضاحكة. تعدنا بشيء يشبه ابتسامتها وصوت ضحكتها. ثمة اغنية على وشك ان نسمعها من الحنجرة المعتّقة بدفء النبيذ، والهادرة بصدى الكبرياء. اغنية ربما تعيدنا الى زمن عاصي ومنصور الرحباني وجودة عطاءاته.

ولكن يبقى ثمة رجاء بان يكتمل العقد العائلي- الفني، بأن تحمل الاغنية الجديدة صدى انامل الفنان زياد الرحباني على الاورغ، بأن تغني الام من ألحان ابنها العبقري، كما سبق وفعلت، قبل ان يقع الخلاف بينهما. الخلاف الذي تسبب به اعلان زياد عبر الاعلام عن ميول والدته السياسية!

ربما مضى حوالى ثلاث سنوات والوصل منقطع بين السيدة فيروز وزياد. وهو ابتعاد لا يتحمله الجمهور اكثر، وإن كان يتحمله صاحبا العلاقة. نتوق لعمل فني يجمعهما. خصوصا واننا نعلم بأن الرحباني أعدّ اغنيات منذ حوالى عامين، وينتظر الضوء الأخضر من والدته ليعرضها عليها. وقال لنا يومها حرفياً: “ليس في العمر قد ما مضى .. قد اموت انا.. او والدتي.. والأغنيات ما زالت في درج الانتظار.. يجب ان نستدرك الزمن”!

نتوق بأن تكون الاغنية الجديدة، او ما بعدها حتماً.. صنيعة فيروز وزياد الرحباني معاً، وبمباركة ريما الرحباني.. العائلة التي تنضح فناً.. وحباً!

في هذا المقال

شاركنا النقاش