[sam_zone id=1]

دمشق: آمنة ملحم|

اختارت شركة “مينا للفعاليات الثقافية والفنية” أن تفتتح أولى حفلات “مهرجان الياسمين” الذي تنظمه للمرة الأولى على أرض مدينة المعارض القديمة في دمشق، مع صوت أنثوي دافىء فرض حضوره بقوة، الشابة فايا يونان التي تغيب لتشدو في سماء دمشق موزعة الحب أينما حلت.
وفي مؤتمر صحافي عقدته الشركة قبيل الحفل، أعربت يونان عن سعادتها للتواجد بين جمهور بلدها، مثنية على خطوة الشركة المنظمة بما يعكس ألوان الحياة والفرح في البلد.

واضحت يونان انها اختارت أن تغني في الحفل ألبومها الجديد “حكايا القلب” كاملا، لا سيما أغنية “دمشق” التي أطلقتها لمدينة الياسمين، وتغنيها لأول مرة كاملة بين أهلها وناسها، مع باقي أغاني الالبوم المتنوع بين الوطني والعاطفي، وبين الفصحى واللهجة المحكية واغاني الدبكة بكلمات عصرية للمحافظة على التراث ولكن بروح العصر. كما يضم الألبوم اغنية “تانغو”، مبدية حماسها الكبير لرؤية ردة فعل جمهور سوريا على تلك الأغنيات.

ويونان التي قامت بجولات عربية عدة خلال صيف 2019 متنقلة بين تونس والمغرب والأردن ترى بأنها مع كل وقفة على المسرح تصبح تجربتها أكبر، وهي التي تعتبر المسرح بيتها، وكل مسرح جديد تقف عليه تحمل منه الذكريات الجميلة، فهي لم تأت لعالم الغناء من خلفية أكاديمية، لكنها تشتغل دائما على أدائها وصوتها وفق خطة طورتها مع فريق كامل يقف الى جانبها منذ لحظة انطلاقتها، متمنية أن تكون على قدر هذه المسؤولية.

ولا تفرق يونان في الوقفة للغناء بين مسرح وآخر، علما ان لبعض المسارح مكانتها الاثرية والثقافية الخاصة، ولكن السحر يأتي من تواجد الجمهور على هذه المسارح وتفاعله معها كاشفة بأن وقفتها على مسرح قلعة حلب، مدينتها الأم، كانت حلمها الذي تحقق.

وفي سؤال ل”شاشات” عن استمرارها بنمط الانتاج الذاتي وعدم التعاقد مع شركة انتاج خاصة وعما اذا قُدمت لها عروض بهذا الإطار، ترد يونان بأن عروضا عدة قدمت لها، ولكنها تفرض التقيد بالكلمة واللحن، فعمل شركات الانتاج يبقى في حيز التجارة، وهذا يدفعها للتفكير ملياً كي تبقى بحالة شغف تجاه ما تقدمه، والتي لا تريد له أن ينحسر فيختفي الدافع لديها، وتلك النظرة نابعة من تجارب عدة شهدتها لأصدقاء في عالم الفن، ولكنها دون شك تتمنى أن تحظى بشراكة مع شركة انتاج تقدّر قيمة الفن، لأن الانتاج الشخصي يكبد الفنان الكثير من المعاناة.

وعن أدائها المتنوع بين اللغة الفصحى واللهجات المحكية، تعلق صاحبة “احب يديك” ضاحكة بأنها تحب التنوع كثيرا فهي من برج الجوزاء.. وترى أن اللهجة المحكية قريبة للقلب وللناس، وبذات الوقت اللغة الفصحى ينبع تميزها من كونها جامعة لكل البلاد العربية.

فايا

وردا على سؤال حول اختيارها الانطلاق من العالم العربي رغم أنها عاشت وكبرت في السويد، تؤكد أن حياتها في الغرب أغنت شخصيتها وأكسبتها الكثير، ولكنها تجد نفسها بالغناء باللغة العربية، لذا عندما قررت الانطلاق انتقلت لبيروت الأقرب لبلدها، ولا تهمها العالمية بقدر ما يهمها الغناء في وطنها الذي تحتاج للتشبع من موسيقاه وتراثه وفنه، وإن بلغت بعدها العالمية فلا بأس، شرط أن تكون بلغتها الام، فهي كبرت وتربت على الموسيقى العربية وأغاني السيدة فيروز وصباح فخري، وهذا يسكن بداخلها ولا يمكن تغييره.

وتؤكد يونان تفاعلها عبر “السوشيل ميديا” مع الجمهور بمساعدة مدير أعمالها حسام عبد الخالق، فهي تنتظر ردود الفعل على ما تطلقه بمحبة وشغف كبيرين. وترى أن تجربة التمويل الجماعي مع أغنيتها الأولى “احب يديك” والتي دخلت عبرها موسوعة “غينيس” صنعت لها هويتها الخاصة لدى الجمهور، وساهمت بتعرف الجمهور عليها، ولكنها تجربة لمرة واحدة ولا يمكن أن تكررها.

وعما إذا كانت الضجة التي حصلت في آخر حفل لها في قلعة دمشق بعد رفضها اخذ “سيلفي” مع أحد المعجبين على المسرح، ترد يونان بأن القصة أصبحت قديمة وأنها اخذت حينها حجما كبيرا عبر “السوشيل ميديا”، ولا علاقة لها أبدا بغيابها، ولكن الغياب كان لتحضير ما هو جديد، واليوم مع الألبوم الجديد حان الوقت لتغني في الشام مجددا.

وفيما يتعلق بإمكانية اصدار ألبوم باللغة السريانية التي تتقنها، تؤكد بأنه مشروع ستعمل عليه، ولكن بكلمات حديثة كي تبقى هذه اللغة حية لا تموت.

وعن تقديمها دائما أغان للحب تظهر معها بصورة المرأة القوية البعيدة عن الانكسار، تشير هنا إلى أن هذا النمط يشبهها، ويجب أن تصدق ما تغنيه ليصدقه الجمهور، أما الاغاني التي تظهر المرأة بحالة ضعف فهو نمط لا يعنيها ولن تغنيه.

بدوره اكد مدير أعمال يونان حسام عبد الخالق ان سر الاستمرارية والنجاح مع فايا ينبع من تعاونهم كفريق عمل وأصدقاء يستمتعونَ بالفنون والأدب والمسرح وكل ألوان الثقافة، ويتشاركون نظرتهم للفنون، فشراكتهم الفنية محاطة بحب كبير، مما يخلق حالة التفاهم العالية التي تنعكس بنجاحات فايا.

من جانبه، أعرب فراس هزيم ممثل شركة “مينا”عن سعادته بافتتاح “مهرجان الياسمين” مع يونان، معتبرا المهرجان تجربة جديدة للشركة في مكان له رمزية عالية في دمشق، كاشفا عن امكانية احياء مهرجانات ضمن محافظات أخرى كحلب واللاذقية، لنقل صورة الفرح والحياة في سوريا للخارج، وجذب فنانين من كل العالم في خطوات قادمة للشركة تتجه فيها نحو العالمية.

في هذا المقال

شاركنا النقاش