القاهرة: دعاء حسن|
يبدو أن قلة الاعمال المصرية التي تشارك في السباق الرمضاني هذا العام، انعكست على مستوى هذه الأعمال، حيث تم تقديم مسلسلات غير مكتملة سواء من ناحية الحبكة الدرامية أو أداء الفنانين، ويكمن هذان العنصران بالتحديد في مسلسلي “حدوتة مرة” لغادة عبد الرازق و”حكايتي” لياسمين صبري .
وبالرغم من أن الفنانة غادة عبد الرازق نجحت في السنوات الأخيرة في حجز مكان لها على المائدة الرمضانية في مصر والوطن العربي، لحرصها على اختيار موضوعات جريئة وغير تقليدية، إلا أنها أخفقت هذا العام من خلال عدم اختيار سيناريو جيد يتضمن حبكة درامية منطقية.
عبد الرازق التي أجادت في تقديم الشر هذا العام السباق من خلال مسلسل “حدوتة مره”، رغم ضعف السيناريو الذي يتضمن عددا من الأخطاء سواء الزمنية أو الأحداث غير المنطقية، وذلك كعادتها في لعب الشخصيات التي تقدمها باتقان، يؤخذ عليها اليوم عمليات التجميل التي أجرتها وأفسدت ملامحها، مما تسبب في تشويه أدائها وتعبيرات وجهها التي لم تساعدها على الأداء في عدد من المشاهد .
وتجسد عبد الرازق في المسلسل شخصية “مرة”، التي قامت ببيع أطفالها الثلاثة بجبروت امراة تخلصت من أمومتها سعيا وراء المال وطمعا في عيش حياة مختلفة بعيدا عن الفقر، فضلا عن اقدامها على القتل استمرارا للطريق الذي اختارته .
واللافت أنها اختارت أن تقدم هذه الشخصية بشكل غير تقليدي وبعيدا عن البكاء ومشاعر الندم والأحداث الدرامية، حيث استمرت في طريقها لجني المال والتخلص ممن يقف أمامها، حتى لو كانوا ابناءها أو أزواجها.
وفي موازاة اتقان عبد الرازق لدورها، جاء اداء باقي الفنانين المشاركين في العمل غير متقن، باسثناء وفاء صادق التي شاركت كضيفة شرف في الحلقة الأولى فقط، وأيضا الفنان عبد الرحمن أبو زهرة .
كما يتضمن المسلسل الذي كتبه عمر عبد الحليم، وتخرجه ياسمين أحمد في أولى تجاربهما، عددا من الأخطاء الاخراجية والمشاهد اللامنطقية بدءا من مشهد ادعاء “مرة” وزوجها وفاة ابنائهم الثلاثة، واصرارهما على دفنهم، من دون الاستعانة بأحد من أهل القرية سواء في تغسيلهم أو دفنهم، حيث بدت المشاهد ساذجة وغير مقنعة. فضلا عن اقحام “الزالزل” الذي وقع في مصر العام 1992 في أحداث المسلسل، حيث تسبب في سقوط المطعم، الذي كانت تشارك فيه “مرة”، على حبيبها “سلطان” (أحمد صفوت)، الذي وقع في غرام “مرة” من أول نظرة بشكل مفتعل.
كما تمت الاستعانة في احدى الحلقات بسيارة من نوع ” BMW “موديل 2005 فى الوقت الذى كانت تدور فيه الأحداث في العام 1992 ، وهي أخطاء أضعفت سيناريو المسلسل .
أما الفنانة ياسمين صبري والتي تخوض أول بطولة مطلقة لها من خلال مسلسل “حكايتي”، فكانت تحتاج لمزيد من الوقت والجهد حتى تقدم على هذه الخطوة. اذ برغم الحبكة الدرامية للعمل، وخلوه من الأخطاء الدرامية الواضحة، إلا أن أداء صبري لم يكن بالقدر المطلوب، حيث تسببت عمليات التجميل في شد ملامحها وتعبيرات وجهها، فضلا عن ضعف صوتها في سرد الأحداث، مما جعل العمل مشوشا.
وكانت ياسمين قد لفتت إليها الانظار قبل سنوات قليلة عندما شاركت في مسلسل “طريقي” مع الفنانة شيرين عبد الوهاب ، ووقتها كانت تتمتع بجمال طبيعي وأداء بسيط ووجه جميل، وقبلها تألقت في “خطوات الشيطان”، أما في “حكايتي” فتسعى لتقليد فنانات أفلام “الابيض والاسود”، وهو ما جعل أداءها باهتا وضعيفا، بالرغم من أن قصة العمل نفسها تتضمن أحداث متلاحقة ومفاجئة .
العمل الذي كتبه محمد عبد المعطي واخرجه احمد سمير فرج، يقوم على صراع بين عائلات فى الصعيد على النفوذ والمال، وتتطور الأحداث للأخذ بالثار، وبالتالي تهرب دليله (ياسمين صبري) لتبدأ رحلة صعودها، وتدخل بعدها في صراع آخر مع مصممة الأزياء (وفاء عامر) التي تحاول استغلال موهبتها، علماً ان عامر التي تمثل جانب الشر في العمل أجادت في تقديم دورها.
شاركنا النقاش