[sam_zone id=1]

في العامين 2009 و 2010 شهدت الساحة اللبنانية زلزالاً أمنياً تمثّل بتهاوي عشرات شبكات التجسس الإسرائيلية، التي عملت لسنوات طويلة ضد لبنان ودولته وجيشه وشعبه ومقاومته. فتح هذا الزلزال باب التحقيقات الرسمية المكثّفة مع عملاء إسرائيل، لتُكتشف درجة الاستباحة، بحيث انها لم تترك أيّ قطاع إلّا جنّدت فيه عملاء لها.

من هنا يأتي الوثائقي “عملاء … تهاوي الشبكات الإسرائيلية بعد حرب لبنان الثانية”، اعداد عباس فنيش، وانتاج قناة “الميادين”. اذ يسلّط الضوء على ذلك الزلزال. العمل الذي يقع في خمسين دقيقة تلفزيونية لا يدخل في تفاصيل كل العملاء، الذين فاق عددهم الـ 140 شخصاً حينها، بل يستهدف نماذج اساسية كانت رأس الحربة، وأدت أفعالها الى نتائج كارثية.
يسير العمل وفق سياق ينتقل من الخاص إلى العام، فيأخذ عملية اغتيال القياديَّين في حركة الجهاد الإسلامي نضال وجهاد المجذوب، وعملية اغتيال القيادي في “حزب الله” غالب عوالي نموذجاً، حيث يُكشف عن فصول العمليتين، ومنهما يجري التطرق إلى أدوار العملاء مع تسليط الضوء على نحو أساسي على أدوار العملاء: محمود رافع (أوقفه الحزب القومي السوري الاجتماعي بعد ملاحقة طويلة) – أديب العلم و ناصر نادر.

من هاتين القصّتين تتفرّع الجوانب التقنية لعمل الموساد على الساحة اللبنانية، الذي كان العام 1976 أساسياً فيها، بحسب ما يروي قائد المنطقة الشمالية في وحدة تجنيد المصادر البشرية في الجهاز 504 ” يائير رافيد “، وبعدها توسّع العمل ليتّخذ شكل جيش حداد، وبعده جيش لحد، ليكون ما بعد العام 2000 مفصلياً بعد الأحكام المخفّفة التي صدرت بحق العملاء، حيث كان لها أثر بالغ لاحقاً في تجنيد الكثيرين.

في التوثيق حديث عن الجغرافيا والبيئة اللبنانية، التي سهّلت حركة العدو وعملائه، إضافة إلى عرض لوسائل العمل كالبريد الميّت وغيره، وأدوات العمل التي عرضت بعد توقيف هذا العدد الهائل من العملاء.

يحضر العملاء التقنيون والاستباحة التقنية لقطاع الاتصالات، وتطوّر هذه الاستباحة مع تطوّر القطاع، حيث يبرز على نحو أساسي اسم شربل قزي، المهندس في شركة ألفا.

زياد الحمصي يحضر بدوره كنموذج عن العملاء الاجتماعيين. فرئيس بلدية سعدنايل السابق مثّل هذا النموذج بانتقاله من المقاوم العروبي إلى المستدرج عبر اغراءات مالية ووعود بمناصب اجتماعية، لينتهي به الأمر باحثا عن أشلاء جنود اسرائيليين قتلوا في معركة بيادر العدس في السلطان يعقوب في العام 1982.

هذه السياقات ترتبط الخيوط فيها من خلال نقاط مشتركة بحثنا عنها في اسلوب عمل المشغّل الاسرائيلي، هذا الربط يجري من خلال مقابلات مع شخصيات ذات صلة. يائير رافيد الذي اعترف بإخفاق الموساد في الساحة اللبنانية، يروي بعض تفاصيل العمل، تتوسّع الصورة مع رئيس المحكمة العسكرية السابق في لبنان العميد الركن نزار خليل، الذي أصدر أول حكم إعدام بحق عميل وهو محمود رافع. في النقاش التقني سيحضر المحامي صليبا الحاج، وهو المتابع لملف العملاء في المحكمة العسكرية، والصحافي هيثم زعيتر، مؤلّف كتاب “زلزال الموساد” بالتعاون مع قيادة الجيش اللبناني. بالإضافة إلى كل هذا النقاش التقني يدخل الخط الانساني من خلال والدة الشهيدين جهاد ونضال المجذوب، وعائلة الشهيد غالب عوالي (زوجته وابنه).

تعرضه “الميادين” الأحد المقبل، في التاسعة مساء بتوقيت بيروت.

في هذا المقال

شاركنا النقاش