[sam_zone id=1]

دمشق: آمنة ملحم|

ثلاث محطات حياتية عبرتها الشابة ليلى (جيانا عنيد) طالبة الطب البيطري في رحلتها على طريق النحل المليء بالآمال والآلام الممزوجة بشغف الحياة وغصات الحرب. وتشكل الحرب خلفية لحياتها، وسببا في اختيار البيت الدمشقي المشترك مركزا لسكنها مع أخيها مدحت (وائل زيدان)، الذي لم تبق الحرب لها من عائلتها سواه، ومع الشاب رمزي (يامن الحجلي) الذي ينضم إلى الأخوين بمشهد طريف كشريك لهما في السكن، وشريك لمدحت في قلب ليلى، التي أحبها منذ لحظة اللقاء الأولى.

هكذا كانت الرومانسية والكوميديا مدخلين لفيلم “طريق النحل” للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، عن نص نسجه بنفسه، وافتتحه منذ أيام قليلة بعرض خاص، لتتالى عروضه الجماهيرية في صالات السينما الدمشقية.

لم تكن لحظات الحب التي تعيشها ليلى مع رمزي الموهوب بتقليد الأصوات تسهّل دربها، بل ملأتها الغصات منذ وقع اختيار المخرج “جميل” (عبد اللطيف عبد الحميد) للفتاة كبطلة لفيلمه الجديد، بعد اختبارات عدة لشابات قررن اقتحام عالم الفن بلا جدوى.

تقاسمت ليلى لحظات الحب مع رمزي قبل أن يدخل الفنان سليم (بيار داغر) على خط حياتها، مع انطلاقتها في التمثيل محاولا فرض نفسه عليها بلباقته وخبرته الحياتية، وسرعان ما يصيبها التخبط تجاه علاقتها مع الرجلين مع اتصال تتلقاه عبر الانترنت من عادل، ابن خالتها وحبيبها الاول، الذي هجر البلاد بحثا عن ملاذ آمن من ويلات الحرب، يدعوها فيه لكي تلحق به.

حالة من الضياع تعيشها ليلى بين العشاق الثلاثة من دون قدرتها على اتخاذ أي قرار، قبل أن تختار الهجرة بعيداً عن الشام. ولكنها سرعان ما تعكف عن قراراها وهي في المطار، فتعود أدراجها مختارة البقاء مع رمزي في الشام، في نهاية نمطية للفيلم، لطالما شهدناها من قبل عدة أعمال درامية .

حمل الفيلم جرأة غير مبتذلة في عدة مشاهد، كما حمل جرأة في الطرح بالتطرق إلى محاولة سليم تربية حفيده، وفق نمط التربية الحديثة بإجابته على أسئلته حول جسد الانثى والذكر دون خجل أو تردد. كما تميز بفكرته القائمة على تصوير فيلم داخل فيلم ما يجعل المتابع على تماس مع حياة المشاهير الخاصة، الأمر الذي يشكل شغفا للكثيرين .

وسجل العمل تميزا في أداء الشابة جيانا عنيد في عملها السينمائي الأول، حيث برعت بالانتقال ما بين الرومانسية والحب والحزن وتضارب المشاعر، متجنبة التصنع في الأداء، فيما شكل الفنان قاسم ملحو “صاحب المسلخ” المحطة الكوميدية الاهم في الفيلم، حيث استطاع عبر مشاهد قليلة نثر الفكاهة والطرافة على لحظات ظهوره، مثبتا من جديد تفوق أدائه الكوميدي ولو بمشهد واحد. كما لم يمر حضور الفنانة غادة بشور الكوميدي بلا اثر، بل حققت ظهوراً لافتاً بالخط الكوميدي للفيلم بموازة ملحو.

كما امتاز الفيلم بموسيقى تصويرية بنقلات تصاعدية وتنازلية مع المشاهد بدقة عالية وقدرة على نقل لحظات الحرب المفروضة على حياة السوريين، من دون أية مشاهد للدم أو القتل أو الدمار .

في هذا المقال

شاركنا النقاش