دمشق : آمنة ملحم|
من يدها المتكئة على عكازها، مرورا بتجاعيد وجهها وصمتها المحروق بغصة العمر المتمثل “بالعار”، كانت أولى مشاهد الفنانة صباح الجزائري في مسلسل “مع وقف التنفيذ”، وهي “أم هاشم الباري” الملتاعة بين ولديها “هاشم وبشير” (فادي صبيح ويزن خليل)، لقرارهما بـ”غسل عارهما” بقتل أختهما “عتاب” (صفاء سلطان) من جهة، وبين أمومتها تجاه ابنتها من جهة أخرى.
الأم أرادت أن توهم إبنيها بأنها ستغسل العار بيدها، ولكنها في الحقيقة واجهت ابنتها بأنها لا تريد لشقيقيها أن يضيعا بدمها، وهي التي سببت لهما العار وفق وصفهما، وذلك بعد اعترافات “الساحر الدجال” بأنه نال منها أثناء زيارتها له، في محاولة منها للحصول على سحر يفرق بين أخيها وزوجته، ومن ثم محاولتها الحصول على “كتيبة” لها .
“أم هاشم” خلعت ما تلبس من مصاغ ذهبي وسلمته لابنتها “عتاب”، طالبة منها الرحيل عن البلاد كلها، لتظهر فيما بعد أمام قبر أوهمت إبنيها بأنها حفرته لشقيقتهما، ودفنتها مع “عارها” به.
هذه الأحداث كانت مدخل الحلقة الأولى للعمل، الذي ألفه علي وجيه ويامن الحجلي وأخرجه سيف الدين سبيعي، لنكتشف في ختامها بأن الفنانة الجزائري هي ضيفة عليها فقط، من خلال وداعها الأخير لابنيها وللدنيا.. فقد ماتت أم هاشم.
الحلقة الأولى من العمل حملت نقلة زمنية بين هجر الأهالي للحارة التي تدور الأحداث فيها بفعل الأزمة، وعودتهم لها من جديد بعد انتهاء الأحداث التي عصفت بالبلاد. فكانت زيارة المحافظ للحارة احتفاء بعودة المياه إليها مناسبة لظهور “أم هاشم” الطاعنة في السن هذه المرة، والتي يرى أبناؤها بأنها تقول أشياء غير موجودة في الواقع، وذلك لتوجه رسالتها بكلمات قالتها للمحافظ، مختصرة فيها مشكلة الهجرة: “الولاد عم تهج وتربا ببلاد برا، الله يرضا عليك لا تخلين يسافروا، خلي كل ولد يرجع لأهله.. الأرض بتتونس بولادا “.
حضور الجزائري في الحلقة الأولى للعمل كان كافيا ليكون مدخلا لحكايات قادمة على النار . ورغم اعترافها لابنيها وهي على فراش الموت بأن أختهما “عتاب” على قيد الحياة، وأنها عادت للبلاد مجدداً، إلا أنهما اعتبرا كلماتها مجرد حنين وغصة، كونها دفنت ابنتها بيدها، ورحلت الأم ربما دون أن تعلم بأن ابنتها عادت، ولكن بوجه جديد كليا.
حضرت الفنانة الجزائري بتلك المساحة الصغيرة في العمل، إلا أن حضورها حتما سيترك أثرا على مدار الحلقات القادمة، التي يبدو أنها تحمل الكثير في جعبتها، لنشاهد معا ما الذي تحمله لـ”عتاب” وغيرها من شخوص العمل، في محاولة لرصد بعض تفاصيل الحياة والتحولات التي طرأت عليهم بعد الحرب.
المسلسل انطلق في رحلته الرمضانية، ويشارك في بطولته أيضا كل من : غسان مسعود، عباس النوري، سلاف فواخرجي، شكران مرتجى، يامن الحجلي، حلا رجب، وعدد من الفنانين السوريين
شاركنا النقاش