[sam_zone id=1]

دمشق: آمنة ملحم|

من يحضر كواليس “سلاسل دهب” الذي شارف المخرج اياد نحاس على الانتهاء من تصويره في حارات الشام القديمة، لن يصعب عليه تمييز الحضور اللافت والمحبب للفنانة شكران مرتجى. فهي صديقة الجميع تتفاعل معهم دون استثنتاء، سواء بضحكة هنا، او بموقف طريف هناك .. منسجمة مع الكل. ورغم آلام الحادث الذي طالها مؤخرا، فلا تغادر مرتجى الكواليس قبل أن تلقي التحية على الجميع، مع أن موعد اللقاء معهم سيتجدد في اليوم التالي.

وليس ثمة حواجز بين مرتجى والصحافة، اذ انها متجاوبة للغاية بلا اي حواجز يضعها بعض الفنانين السوريين احيانا في هذا المجال، بلا مبررات مقنعة. فهي الفنانة العفوية البعيدة عن التصنع، والمتفاعلة جدا.

وتبدو مرتجى في الكواليس بشكل مختلف عن شخصيات شامية أدتها سابقا مع اكسسوارات لافتة هذه المرة، وبالفعل هي محاولة للتغيير نسقتها مرتجى وفق حديثها ل”شاشات” مع المخرج ومصممة الملابس رجاء مخلوف، ومصففي الشعر شبلي رومية وزياد رمضان، كونها ترى في تغيير الشكل والاكسسوار دافعا للاجتهاد وتقمص الشخصية الجديدة.

وفي “سلاسل دهب” تحديدا ستظهر بدور الداية “ام فوزي”، وهي امرأة تؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة، فهي تحمل الشر، ولكن ذلك لا يظهر كما في دور “شامية”، بل انها هنا امرأة مزدوجة، اي انها بشكلٍ بريء، وداخلٍ يضمر الشر .

و”ام فوزي” شخصية ديناميكية تحمل الكثير من شخصيتها الحقيقية، واغلب مشاهدها في العمل مع الفنان بسام كوسا، فمربع البطولة في العمل اكتمل معها وأضيف عليه نجمة كبيرة وهي صباح الجزائري.

ولكن عند الاعلان عن انطلاق التصوير، كانت مرتجى ستجسد دورا آخر كإحدى زوجات مهيوب (بسام كوسا).. ولدى سؤالنا المخرج عن تغيير الدور كان رده بأن شكران “جوكر”
يراهن عليه بأي دور تؤديه. فهل كان تغيير الدور خيار من ستجسده؟

تجيب مرتجى بأن الشخصيتين مهمتان، والشخصية الأولى كانت جديدة عليها ولم تلعبها من قبل، ولكن مع الثقة بخيارات شركة “غولدن لاين” و ديالا الاحمر التي تقرأ الأعمال الشامية بشكل مختلف عن كل ما يقدم هذا هذا الاطار، كان دور “ام فوزي” من نصيبها.

وحول رأيها بالتركيز على اعادة انعاش صورة المرأة في دراما البيئة الشامية، تؤكد مرتجى أن هذا الاتجاه يساعد الدراما كلها، لأن المرأة تهمشت عموما في الدراما، وباتت تظهر كسنيدة للرجل الذي هو على الاغلب مركز الاحداث وهي متممة له، لذا يعد هذا التوجه مهما جدا. فالمرأة ليست نصف المجتمع فقط برأيها بل كله، كما ترى أن المواضيع المرتبطة بها متعددة أكثر ، وطبيعة تلقيها للأمور مختلفة عن الرجل، فهناك عوالم خفية في الشخصيات النسائية تضيفها المرأة والممثلة التي تجسد الدور كونها كائنا حساسا، وهذا لا يلغي أن الرجل حساس أيضا، ولكن الرجل عملي اكثر.

وحول وجود جزء ثان لمسلسل “وردة شامية”، قالت مرتجى: “اتمنى ذلك كما يتمنى الجمهور، شرط أن يكون بنفس الزخم والقوة والجمال مع كل اسرة العمل والنجوم الذين تواجدوا في الجزء الأَول، لنستثمر النجاح نحو الأفضل، وليس فقط لمجرد التواجد أو الاستثمار”.

وشكران مرتجى التي نالت لقب أفضل ممثلة سورية في العام 2018 ، وفق تصويت الجمهور والنقاد الذي أجرته عدد من المجلات والمواقع العربية عن دوريها في “وردة شامية”، و”مذكرات عشيقة سابقة”، لا تخفي سعادتها الكبيرة سيما وان الدورين يعنيان لها الكثير، فهما لعملين أجّل عرضهما سابقا. وهنا توضح أنها وكأي ممثل تصاب بالإحباط عندما يتأخر عرض عمل له، ولكن عندما أتت هذه النتيجة بناء على التصويت في المواقع الفنية، فهذا اثبت بأنه لا يصح الا الصحيح.

وعدا عن “سلاسل دهب”، تنتظر مرتجى عرض كل من مسلسلي “ترجمان الأشواق”، و”وميادة وولادا” المؤجلين. كما اعتذرت عن عدة نصوص لأن خطواتها باتت مدورسة أكثر. وترى انه ليس بالضرورة ان تحضر دراميا كل سنة أو أن تكون افضل ممثلة. فالنص اللافت لا يتوفر دائما، والفرصة لا تتكرر باستمرار.

في هذا المقال

شاركنا النقاش