[sam_zone id=1]

فاتن قبيسي|

سياسيون للبيع.. هذا اول ما يخطر في البال لدى قراءة تغريدة للكاتب والمخرج شربل خليل على “تويتر”، يعرض فيها للبيع 117 دمية لسياسيين لبنانيين وبعض الزعماء العرب والاجانب.

اما السبب، فهو “القرف”. بحسب تعبير شربل. ولعل هذا الانطباع يعكس حالة الكثير من اللبنانيين، الذين يعيشون تحت رحمة فريق سياسي مهترىء بغالبيته. تستغرب الخطوة للتو، لكنك سرعان ما تنتشي بانطباع يراودك بأن ثمة من يعرض السياسيين للبيع، تماما كما يعرضون هم بغالبيتهم وطنهم للبيع للخارج. الفكرة جذابة، بل عادلة.. تشعر بان المعادلة اصبحت متكافئة، ولو على المستوى النظري فقط. هذه المرة ، نحن نبادر، ولسنا في موقع المتلقي فحسب.

وربما ما يعزز هذا الانطباع هو الشعور بضرورة الا نبقى دائما في موقع رد الفعل. بل بأن نصبح نحن من يتحكم بمصير الزعماء وصيرورتهم. بأن نبيعهم.. ولو “بفجلة”.. ولا نبقى في مهب رياحهم.

ولكن بعيدا عن هذا الانطباع الذي تخلّفه تلك التغريدة، نعود الى صاحبها شربل خليل، الذي يتخلى عن الدمى التي احتفظ بها على مدى 11 عاما، وقد استثمرها في برنامجين تلفزيونيين “دمى قراطية” و”دمى كراسي”، لنسأله عن خلفيات هذه الخطوة، فيقول ل “شاشات” بأنه يعيش قرفا من الوضع السياسي، والعمل الاعلامي والتلفزيوني، والمجال الفني.. ويلفت الى انه يملك حقوق هذه الدمى، وحتى إن باعها، فإنه يُمنع على احد انتاج دمى مماثلة في لبنان والشرق الاوسط لغاية العام 2022، باعتباره يملك حقوقها من شركة فرنسية.

ولكن اليس هناك سببا آخر لبيع الدمى كالحاجة المادية؟ يجيب: “لا، ابدا، فهذه اشياء احبها. وأضعها منذ سنوات في مستودع تتوفر فيه الحرارة المناسبة والاضاءة الملائمة لحمايتها.. وهي بحجم الانسان. فدمية جورج عدوان على سبيل المثال لا الحصر طولها 180 سنتيمترات. ولكنني اشعر بالقرف الشامل والمطلق. فلمَ احتفظ بها؟”

ولماذا لا تستثمرها في برنامجك الحالي “قدح وجم” على قناة “الجديد”؟ يحيب خليل: “ما بقى عندي نَفِس امسك القلم واكتب للدمى”.. ربما اشترتها محطة اخرى واحتفظت بها مدى الحياة”.

الا تشعر بأنك تأخذ حقك ماديا ومعنويا من برنامجك الحالي على شاشة “الجديد؟ يرد خليل باختصار: “خليني ساكت”. ثم يتابع حديثه قائلا: “اتصل بي رجل اعمال متمول، يطلب شراء 30 دمية لزعماء ورؤساء احزاب لبنانيين. وهي دمى حقها ثروة، فليست رخصية الثمن. لكنني شعرت بأنه “ناوي يمسح فيها الارض” عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فتجنبت بيعها له”.

الا تعتبر بأن رفضك البيع له غير منطقي؟ يعلق خليل على السؤال بالقول: لقد ارتبط اسمي بهذه الدمى مهما كان، ولا يهين عليّ ان يتصرف بدمية لرئيس الحكومة او وزير او زعيم بطريقة مهينة.

لمن تنوي بيعها اذاَ؟ يرد بقوله: انها تليق بمتحف على سبيل المثال. سيما وان حجمها يماثل حجم الشخصيات الحقيقية. كما يمكن ان يطلبها اصحابها من السياسيين للاحتفاظ بها ايضا، باعتبارها تمثلهم. واتوقع في كل الحالات ان تباع، طالما وردني ثلاثة اتصالات من راغبين في الشراء خلال ساعات قليلة فقط من طرح الموضوع عبر “تويتر”.

وكان شربل خليل قد كتب في تغريدة له : “بداعي “القرف”، للبيع 117 دمية لمعظم السياسيين في لبنان وبعض الزعماء العرب والأجانب. صناعة فرنسا، والدمى موجودة حصرا” لدينا. للجادّين مراسلتي عبر الايميل: [email protected] (امكانية بيع كل دمية لصاحبها متوفرة أيضا) “.

في هذا المقال

شاركنا النقاش