دمشق: آمنة ملحم|
لم يأت عبثاً اختيار “لوكيشن” مسلسل “وحدن” على أطراف قرية حدودية في السويداء، في هيكل مهجور شبه مدمر، ليتم ترميمه على مدى أشهر، بما يتناسب مع الشكل الحكائي لحدوتة العمل.
المسلسل تنتجه شركة “سما الفن”، وكتبته ديانا كمال الدين، وقد رافقت المخرج نجدت أنزور كمخرج منفذ، كي لا تفلت أي تفصيل في العمل الذي تشكل البطولة النسائية عمودا فقريا فيه. فالحدوتة منهن واليهن بعدما هجر رجال القرية قريتهم لأسباب تترك كمفاجأة للجمهور.
يطرح العمل بجرأة فكرية وإنسانية نماذج للمرأة الشرقية بعصور مختلفة وطريقة تعاملها مع الوضع الخاضع للتغيير، وفق حديث للمخرج نجدت أنزور، الذي أكد تميز طروحات النص الذي كان نابعا من ضرورة انتاج حركة جديدة في الدراما السورية، واضافة تليق بمستقبل سوريا بعد سبع سنوات من الحرب، مؤكدا أنه سيشكل خطا أحمرا جديدا في الدراما السورية .
وتلفت الكاتبة كمال الدين الى أن الرسالة الاولى للعمل هي التصدي لصورة المرأة السورية التي عكستها أعمال درامية بطريقة لا تليق بها، منوهة بأن كل امرأة في العمل بطلة في قصتها و”كومبارس” في قصص الاخريات، وأن العمل يخاطب كل فئات المجتمع ضمن اطروحات تمسهن جميعا، فلا يوجد في الحياة بطل أوحد، كما تتجسد مقولة العمل بأن “الكل على صواب والجميع على خطأ” كل من منظوره لما يحصل.
وفي زيارة ل”شاشات” لموقع التصوير، تعرفنا على بعض شخصيات العمل:
الفنانة نادين تجسد في العمل شخصية “ام عادل”، وهي كتلة من التناقضات، فهي قاسية ومرنة وحنونة وجلادة لأبنائها، ولديها ثوابت وقرار وصاحبة موقف.
الفنانة هناء نصور احدى نساء القرية “أم ربيع”، وتطغى أمومتها في العمل على الشخصية لتؤكد بأن الأم جذر الحياة الذي لا ينقطع.
وتظهر الفنانة سوسن ميخائيل بدور “أم عامر” وهي ام لشاب وفتاتين حيث ستكون علامات الكبر واضحة عليها، منوهة بالمزيج الذي يحتويه العمل ما بين الأساطير والأحلام والرقصات، فهو يحمل أفكارا غريبة تجعله مثيرا للمتابعة.
أما الشابة توليب حمودة فتلعب دور “هادية” خريجة لغة عربية وهي المثقفة في القرية وتقودها في فترة ما، وتضيء على حاجتنا الى العلم لنخرج من مشاكل كثيرة نعيشها.
وبثنائية استثنائية في العمل، سنرى الفنانين سليم صبري ” أبو مروان ” شيخ الجامع، وجهاد الزغبي الخوري الياس المتحدين دائما، وهي إحدى إيجابيات العمل برأي صبري، حيث يسعيان الى إصلاح الأمور وحل المشاكل. ولكن المصائب دائما تزيد عن حدها، في اسقاط على ما يحصل في البلد بشكل غير مباشر.
ويؤكد الزغبي أهمية قوة علاقة الخوري والشيخ في العمل، عملاً بمضمون الدين وليس بشكله، وأبرز ما يصلان اليه هو مقولة ” يكفينا وضع الناس في الكنيسة والجامع .. دعنا نضع الكنيسة والجامع في قلوبهم”. وسنرى الخوري في لحظة يكفن الشيخ عند مماته ويرفع أذان الفجر عوضا عنه، في رسالة إنسانية واضحة بأن لا فرق بين مسلم ومسيحي!
شاركنا النقاش