[sam_zone id=1]

فاتن قبيسي|

يضيق الهامش الزمني شيئاً فشيئاً امام اللقاء المباشر، الذي سيجمع الفنان اللبناني زياد الرحباني بجمهوره المصري في 30 تشرين الثاني الجاري. فالغياب عن “ام الدنيا” دام خمس سنوات، ويستعد الرحباني ليكون اللقاء في التجمع الخامس، صالة المنارة، على قدر التطلعات.

تدخل منزل الرحباني فيما موسيقى حفل سابق له، كان أحياه في أبو ظبي، تعبق في المكان، وتسري رويداً رويداً في اوصالك. ايقاع العزف الدائر في الداخل يغالب صوت المطر المنهمر في الخارج. يقصد زياد اكثر من مرة آلة التسجيل ليجدد الموسيقى بعد انتهاء ما قبلها. حبل موسيقي لا ينقطع مداه بحضور مؤلف المقطوعات، كأنما تشتاق أذناه لما صنعته أنامله، بل كأنه يتواطأ مع شوقنا لسماع أحب الاعمال الفنية الينا على الاطلاق.

منزله يشبهه كثيرا بفوضاه المنظّمة، وبأثاثه الفريد فرادة شخصية صاحبه. جدار الصالون تعلوه صورتان مؤطرتان. الاولى للرحباني مع الفنان والموسيقي جو سامبل (JOE SAMPLE) ، والثانية له مع الشاعر الراحل عصام عبد الله بالابيض والاسود. في هذه الغرفة اجتمعنا في سهرة الامس، حيث كان الرحباني يضع اللمسات الاخيرة على حفل القاهرة. اطمأن الى وضع الفرقة الموسيقية التي سترافقه من حوالى 50 عازفا. وكذلك أعلمنا باسماء الذين سيشاركونه الحفل غناء. وهم: حازم شاهين المرافق لزياد في الكثير من حفلاته ونشاطاته الفنية، شيرين عبده، ودعاء السباعي. دخل عبر “يوتيوب” ليسمعنا صوت الاخيرة، في تأكيد منه على أن صوتها يتلاءم مع أجواء موسيقاه.

في جلسة ضمت اصدقاء الرحباني لينا زهر الدين، والفنان طارق تميم، وميرنا شبارو، عرض لنا اسماء الاغنيات والمقطوعات التي سيلاقي بها جمهورا يحترف تذوق الموسيقى والكلمة. انها قائمة مختارة بعناية ستملأ ساعتين من الوقت، هي مدة الحفل. وكان قد راجع مواعيد “البروفات” التي ستسبق الحفل بأيام قليلة. كذلك جدول لقاءاته الصحافية التي اختصرها قدر الامكان نظرا لضيق الوقت. بدا مرتاحا ومطمئنا، بل وخفيف الظل وهو راح يقول بعض الكلمات باللهجة المصرية المحببة.

كذلك للسياسة حصتها دائما مع زياد. واذا ما انقسمت آراء الحاضرين حول قضية معينة، فإنه يسارع الى اشهار الموقف الأغلب عملاً بمبدأ الاكثرية. فيحسم الجدل بشيء من الظرف بقوله: “بالديموقراطية.. نحنا ثلاثة مقابل اثنين، يعني رأينا هو الاكثر ترجيحاً”.

ولم تخل الجلسة من ذكر السيدة فيروز لمناسبة عيدها الثالث والثمانين. استنتج الحاضرون بأنها نافست عيد الاستقلال بل وسبقته، من خلال سيل التهاني لها على “السوشيل ميديا”. فهي بطبيعة الحال رمز وطني يحظى باجماع قد لا تُحظى به بالضرورة المناسبة الوطنية. وكما شخصية فيروز كانت حاضرة، كذلك كانت بعض اطباقها اللذيذة مما ترسلها الى ابنها زياد، الذي دعانا الى تذوقها، والتي لها ايضا طعم الموسيقى المشتهاة.

وكما سبق حفل القاهرة حفلات عدة في بيروت، كذلك سيتبعه نشاطات عدة فيها. لذا سيعود الرحباني في مطلع الشهر المقبل مباشرة الى العاصمة اللبنانية، لاستنئاف جدول حفلاته فيها.

انها فترة مليئة بالزخم في حياة زياد.. مليئة بالحماس.. حتى آخر رمق موسيقي!

(الصورة تصوير الفنان طارق تميم).

في هذا المقال

شاركنا النقاش